يؤلمني كثيرا ان نرفع شعار "ن" للدلالة إلى أننا مسيحيون، ومتضامنون مع انفسنا كمسيحيين في الموصل او في سوريا وصولا الى لبنان، مرورا بفلسطين ومصر ودول اخرى في هذا المشرق العربي الغارق في ظلمة لامتناهية، على رغم كونه مهبط الديانات السماوية، الا انه تحول في "حروب الآلهة" مركز الصراعات والاصوليات والموت والدمار، والظلام الفكري والانساني.
ومؤسف ان نرفع شعاراً يستجدي عطفاً، في حين لا يتحرك العالم الاسلامي لحماية التنوع، وللدفاع عن صورة الدين الاسلامي التي تنزلق اكثر فأكثر للارتباط بالعنف والدم والجاهلية. فالكلام عن سماحة الاسلام لا يكفي، ان لم يقترن بمبادرات وتحركات تترجم القول فعلاً مجدياً.
نقرأ في التقرير السنوي للخارجية الاميركية عن الحريات الدينية في العالم، ان العام 2013 شهد اكبر ازمة تهجير للمجموعات الدينية في الذاكرة المعاصرة. ويشير التقرير الى "انه في سوريا تحول الوجود المسيحي ظلاً، وبعد 3 اعوام من الحرب الاهلية، هرب مئات الآلاف من البلاد، نتيجة العنف المتواصل الذي يمارسه النظام والمجموعات المتشددة. وفي حمص انخفض عدد المسيحيين الى ما يقارب الالف مقارنة بـ160 ألفاً قبل النزاع".
وفي ما يخص مصر، انتقد التقرير الأوضاع الخاصة بالمسيحيين في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وقال إن هناك تقارير تتحدث عن انتهاكات مجتمعية على أساس المعتقد، مشيرا إلى أن وتيرة الهجمات الطائفية القاتلة تزايدت خلال 2013، بعد قيام غوغائيين يقودهم إسلاميون بأعمال العنف والترهيب والطرد والعقاب الجماعي ضد المسيحيين، خصوصاً في صعيد مصر.
ولفت إلى أن ما لا يقل عن 42 كنيسة تعرضت للهجوم في الفترة ما بين 14 و17 آب في مختلف المحافظات، ومقتل ستة مسيحيين تم استهدافهم بسبب دينهم. وقال التقرير إن المسيحيين والشيعة والبهائيين يواجهون تمييزا فردياً وجماعياً، وخصوصا في الوظائف الحكومية، بالاضافة إلى ما يخص بناء أماكن العبادة وترميمها وإصلاحها. وهذا كله قبل السنة 2014، التي استفحلت فيها الاعتداءات "الداعشية"، حتى على المسلمين انفسهم، وبتنا نقرأ في ادبيات "الدولة الاسلامية" ما لا يتصوره عقل. اعضاء التنظيم احرار في ما يقررون لأنفسهم، لكنهم ليسوا كذلك في تقرير مصير الآخرين ونمط عيشهم. لكن هذا الكلام يبدو من "الهبل"، لانه يدخل في اطار حقوق الانسان، وهو مفهوم غير موجود في قواميس تلك الجماعات التي تحلّل وتحرّم ما تشاء.
في المقابل أطلق البابا فرنسيس في ارشاده الرسولي "فرح الانجيل" 7 لاءات تركز على حقوق الانسان هي: لا لاقتصاد يقصي الضعيف، لا لهيمنة المال، لا للتفاوت الاجتماعي، لا لمال يسود على الناس، لا للتشاؤم العقيم، لا لروحانية فاسدة، ولا للاقتتال العبثي بين الاخوة. فهل من يقرأ في العالم الاسلامي، وهل يسمع من في الخارجية الاميركية، ام يكتفون بإصدار التقارير وإحصاء الضحايا؟
نقرأ في التقرير السنوي للخارجية الاميركية عن الحريات الدينية في العالم، ان العام 2013 شهد اكبر ازمة تهجير للمجموعات الدينية في الذاكرة المعاصرة. ويشير التقرير الى "انه في سوريا تحول الوجود المسيحي ظلاً، وبعد 3 اعوام من الحرب الاهلية، هرب مئات الآلاف من البلاد، نتيجة العنف المتواصل الذي يمارسه النظام والمجموعات المتشددة. وفي حمص انخفض عدد المسيحيين الى ما يقارب الالف مقارنة بـ160 ألفاً قبل النزاع".
وفي ما يخص مصر، انتقد التقرير الأوضاع الخاصة بالمسيحيين في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وقال إن هناك تقارير تتحدث عن انتهاكات مجتمعية على أساس المعتقد، مشيرا إلى أن وتيرة الهجمات الطائفية القاتلة تزايدت خلال 2013، بعد قيام غوغائيين يقودهم إسلاميون بأعمال العنف والترهيب والطرد والعقاب الجماعي ضد المسيحيين، خصوصاً في صعيد مصر.
ولفت إلى أن ما لا يقل عن 42 كنيسة تعرضت للهجوم في الفترة ما بين 14 و17 آب في مختلف المحافظات، ومقتل ستة مسيحيين تم استهدافهم بسبب دينهم. وقال التقرير إن المسيحيين والشيعة والبهائيين يواجهون تمييزا فردياً وجماعياً، وخصوصا في الوظائف الحكومية، بالاضافة إلى ما يخص بناء أماكن العبادة وترميمها وإصلاحها. وهذا كله قبل السنة 2014، التي استفحلت فيها الاعتداءات "الداعشية"، حتى على المسلمين انفسهم، وبتنا نقرأ في ادبيات "الدولة الاسلامية" ما لا يتصوره عقل. اعضاء التنظيم احرار في ما يقررون لأنفسهم، لكنهم ليسوا كذلك في تقرير مصير الآخرين ونمط عيشهم. لكن هذا الكلام يبدو من "الهبل"، لانه يدخل في اطار حقوق الانسان، وهو مفهوم غير موجود في قواميس تلك الجماعات التي تحلّل وتحرّم ما تشاء.
في المقابل أطلق البابا فرنسيس في ارشاده الرسولي "فرح الانجيل" 7 لاءات تركز على حقوق الانسان هي: لا لاقتصاد يقصي الضعيف، لا لهيمنة المال، لا للتفاوت الاجتماعي، لا لمال يسود على الناس، لا للتشاؤم العقيم، لا لروحانية فاسدة، ولا للاقتتال العبثي بين الاخوة. فهل من يقرأ في العالم الاسلامي، وهل يسمع من في الخارجية الاميركية، ام يكتفون بإصدار التقارير وإحصاء الضحايا؟
غسان حجار - النهار 31\7\2014
إرسال تعليق