يكثر الحديث عن تمدد الارهاب القاعدي الى لبنان، ومخاوف من عمليات تفجير محتملة، في محاولة لفهم طبيعة عمليات التفجير اللذي يعتمدها تنظيم القاعدة، نعود لفترة الجهاد الافغاني حيث قام تنظيم القاعدة بإنشاء معسكرات لتعليم كيفية تصنيع المتفجرات من مواد متوافرة في الأسواق المحلية دون الحاجة لشرائها من خارج البلد الذي يقيم فيه، وذلك لتذليل عقبة لوجستية رئيسية تتعلق بصعوبة نقل المتفجرات بالطرق التقليدية عبر المطارات او المرافئ، كانت هذه المعسكرات بإشراف مدحت مرسي السيد عمر، مصري الجنسية معروف بـ«ابو خباب».
مهندس وخبير في صناعة المتفجرات ومسؤول التدريب في تنظيم القاعدة (قتل في غارة اميركية على المناطق القبلية على الحدود الافغانية)، كان الجيل الاول من الخبراء لديهم من الخبرة ما يكفي لصناعة عشرات انواع المتفجرات في اي مكان من العالم وبمواد متوافرة في الاسواق.
لحسن الحظ قتل معظم هذا الجيل خلال الحروب المتلاحقة، الجيل الثاني من الارهابيين هو من الهواة الذين طوروا خبراتهم من منشورات ودراسات الجيل السابق على صفحات الانترنت، لم يتعلموا اصول التصنيع المخبري في معسكرات القاعدة والتعامل مع حساسية المتفجرات، وهذا ما ادى الى العديد من الحوادث تسببت بمقتل العديد منهم. (اي خطأ في التصنيع يؤدي الى ارتفاع مفاجئ لدرجات الحرارة والانفجار).
التصنيع المخبري من قبل هوات ينتج مواد متفجرة غير مستقرة وهي عرضة للانفجار مع مرور الزمن بسبب صعوبة تنظيفها بشكل كامل من الاحماض المستعملة خلال التصنيع، ما دفع بالارهابيين الى عدم تخزين المواد المتفجرة واستعمالها مباشرة بعد التصنيع وهو عيب رئيسي يحد من قدرات الارهابيين.
العيب الثاني في التصنيع المخبري هو الكمية المحدودة في كل عملية تصنيع (غرامات) ما يجعل عملية التصنيع طويلة ومرهقة، وتقتصر على صناعة الصواعق، والاستعانة بالذخائر القديمة (قذائف والغام قديمة) التي تحتوي على متفجرات ذات جودة عالية.
من المعالجات للحد من هذه الآفة شجعت الولايات المتحدة على التعاون الدولي، وانشأت رابطة دولية لفنيي ومحققين القنابل. IABTI - international association of bomb technicians and investigators وهي منظمة دولية لخبراء المتفجرات تقوم بتبادل المعلومات والخبرات ورسم استراتيجية عالمية لمكافحة المتفجرات المصنعة محليا، ومن اهم إنجزاتها:
من المعالجات للحد من هذه الآفة شجعت الولايات المتحدة على التعاون الدولي، وانشأت رابطة دولية لفنيي ومحققين القنابل. IABTI - international association of bomb technicians and investigators وهي منظمة دولية لخبراء المتفجرات تقوم بتبادل المعلومات والخبرات ورسم استراتيجية عالمية لمكافحة المتفجرات المصنعة محليا، ومن اهم إنجزاتها:
- سحب الولايات المتحدة من الاسواق بطاريات السيارات التي تستعمل الاحماض واستبدالها بنوع جديد.
- فرض رقابة مشددة على محلات بيع الاسمدة وإجبار أصحابها على الاحتفاظ بسجلات مفصلة تثبت هوية وعنوان الزبون بالاضافة الى الكمية والتاريخ.
- منع بيع الاسمدة التي تحتوي تركيبتها نتروجين بنسبة أعلى من 30%.
نعود الى لبنان، حيث يجب رسم استراتيجية وطنية لمكافحة هذه الآفة، تبدأ بالرقابة على محلات بيع المواد التي قد تستعمل في تصنيع المتفجرات.
نعود الى لبنان، حيث يجب رسم استراتيجية وطنية لمكافحة هذه الآفة، تبدأ بالرقابة على محلات بيع المواد التي قد تستعمل في تصنيع المتفجرات.
- تدريب شرطة البلديات والشركات الأمنية الخاصة التي تقوم بحماية الشوارع والمولات لكيفية التعامل في حال الاشتباه بسيارة او بشخص يحمل متفجرات.
- سحب جميع الاجهزة الوهمية للكشف على المتفجرات التي تستعملها الشركات الامنية، واستبدالها باجهزة جديدة فاعلة.
- تبادل المعلومات مع الجهات العالمية المختصة حول آخر الابتكارات في هذا المجال.
خاص "ليبانون تايم" - تادي رشيد عواد - عضو الجمعية الدولية لمهندسي المتفجرات - 3\7\2014
إرسال تعليق