0
نجح الادعاء العام في الاستجواب المطول الذي امتد على يومين للبروفيسور فؤاد أيوب الذي أجرى وأشرف على فحوص الحمض النووي لضحايا جريمة 14 شباط 2005، في تقديم أدلة علنية، تثبيتاً لأسس قرار الاتهام التي تقوم على حجري زاوية دقيقين، الأول أن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حصل بواسطة انتحاري كان يقود شاحنة الميتسوبيتشي البيضاء، والثاني أن لا وجود لأي أثر لأحمد أبو عدس في مسرح الجريمة.

وهاتان دعامتان أساسيتان في ملف الادعاء يحاول الدفاع نسفهما، لأن العملية الانتحارية تتطابق مع الأدلة المتوافرة في الملف ضد المتهمين مصطفى بدر الدين وسليم عياش، ولا سيما منها «داتا» الاتصالات، ولأن غياب أحمد أبو عدس يثبت تزوير مسؤوليته عن ارتكاب الجريمة ويتطابق مع الأدلة المتوافرة ضد الثلاثي حسن مرعي وحسين العنيسي وأسد صبرا.

وسينتقل الادعاء، اليوم الى اسم ارتبط طويلاً بأحمد أبو عدس، وهو خالد طه، الذي سيحاول أن يثبت من خلال إفادة سيقدمها الشاهد عصام منصور، عدم العثور على أثر له هو الآخر في مسرح الجريمة، الأمر الذي يضرب تكتيك الدفاع «الإعلامي» حتى الآن، بالركون الى ما يسمونه اعتراف «مجموعة الـ13» التي ثبت أنها كانت قد صدرت من شخصين وعد بالإفراج عنهما، إن اعترفا بما لم يرتكبا (وقائع محاكمة المجموعة أمام المحكمة العسكرية في لبنان).

وهذه الشهادة ستتمحور حول علكة خالد طه!

وفي إفادته أمس، قدم الشاهد أيوب، كل ما يلزم للإدعاء من أدلة على أن أشلاء الشخص الوحيد المجهول في مسرح الجريمة كانت الأقرب الى موقع حصول الانفجار، لأنها كانت أصغر من الأشلاء العائدة لجثتي الشهيدين يحيى العرب وطلال ناصر، وتمّ قذفها الى أبعد مكان، بفعل قوة العصف.

ولم يوفق الدفاع في التشكيك بما جرى سحبه من أدلة من مسرح الجريمة وخضع لفحوص الحمض النووي، على خلفية العبث الذي تعرض له مسرح الجريمة.

وإذ لفت أيوب الى أن سحب سيارات موكب الحريري كان خطأ ويتسبب بضياع الأدلة، إلا أنه أشار الى أن الأشلاء سحبت من أماكن لا يمكن أن تكون قد عبثت بها الجرافات التي تولت نقل موكب الحريري من مسرح الجريمة الى ثكنة الحلو، لأنها أُخذت من مناطق لا تطأها الجرافات.

وقال أيوب: «عندما أتت لجنة التحقيق الدولية قامت بمهام واسعة للغاية لدرجة أنه تم التعامل مع التراب بمسرح الجريمة بشكل متقدم، تم غربلة كافة الأتربة بمسرح الجريمة واستخراج كم هائل من الأحراز من مسرح الجريمة من قبل الفريقين الهولندي بصيف 2005 والإسباني بربيع 2006. لا يمكنني أن أجزم أنه ما من ضياع لبعض الأشلاء ولكن يمكن أن أؤكد أن العمل الذي قام به الفريقان الهولندي والإسباني كان محترفاً للغاية وأكرر تمت غربلة التربة على مستويات مختلفة».

وبناء عليه، حاول الدفاع، درءاً لأهمية هذه الشهادة، أن يشكك بمؤهلات الشاهد، لكن رده ترك انطباعاً مناقضاً، وهو يروي خبرته وتجاربه.

وبالانتقال الى أحمد أبو عدس، روى الشاهد قصة معرفة جيناته الوراثية ومطابقتها على الجينات الوراثية لوالديه وأشقائه، من أجل الجزم بأنه الإبن الشرعي لهذه العائلة، ومن ثم جرت مقارنة هذه الجينات بكل الأشلاء التي عثر عليها في مسرح الجريمة، فلم يتبيّن أنه كان له أي أثر في مسرح الجريمة.

ولما حاول الدفاع التشكيك بملاءة الفحوص الجنائية لاستنادها، فقط الى فرشاة الأسنان، رد الشاهد أيوب: «كانت العينات التي أخذت من الوالد والوالدة أكثر من كافية». 

لايسندام ـ فارس خشّان - المستقبل 3\7\2014

إرسال تعليق

 
Top