تُدغدغ فكرة استكمال الرئيس ميشال سليمان نهج ولايته الرئاسيّة الدسمة بمسيرة سياسيّة سطعت أولى مؤشّراتها فور انتقاله إلى منزله في عمشيت، أقطاب الضّفتين الأذاريّتين في تحديد المآل الثابت للتّعاطي مع "الرئيس الدائم"، كما يصفه المُقرّبون.
سيكون للرئيس العماد الذي أكسبته مواقفه الحازمة وصلابته ووضع النّقاط على حروفها وحرصه المُطلق على تطبيق الميثاق الأعزّ على قلبه "إعلان بعبدا" في مواجهة أحرج القضايا والاستحقاقات منذ بداية عهده السّاخن حتّى نهايته، قاعدة شعبيّة خاصّة لن يتّضح حجمها قبل الانتخابات النّيابيّة القادمة المُفترض حصولها، على حدّ توقّعات الأوساط المقربة.
منذ 23 آب 1982، تاريخ انتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميّل، ولبنان محروم من مشهديّة التفاف الشعب حول رئيسه وتحفيز كلمة الجمهوريّة ومفعولها، حتّى تاريخ 24 أيار 2014 الذي توجه خرّيج مدرسة "الشّرف والتضحية والوفاء" بخروجه مكللاً بالمجد كما سبق له أن وعد من دون أن يُغريه تمديد.
كما المُحبّين الواثقين من خطواته، فقد حصد الخطّ المعتدل الذي رسمه سليمان، أعنف الخصوم الذين تأرجحوا بين ارتداء أقنعة المُسهّلين المنسجمين مع مبادرات فخامته من جهة وانعاش أشرس الحملات السياسيّة و"المدفعيّة" ضدّه بطريقة غير مباشرة من جهة أخرى.
تدافعت الرّسائل المُوجّهة إلى بعبدا وغدا ميشال سليمان برفضه مصادرة قرار الدولة، والانخراط في الحرب السورية، خصماً لأعداء السيادة قبل أن تضع قضيّة "سماحة المملوك" حداً فاصلاً ما بين مرحلة وأخرى بعد أن طالب سليمان نظيره السوري بتوضيح ملابسات القضيّة.
كيف سيشكّل الرئيس سليمان ضمانة لبنان المعتدل، وهل ما أشيع في الاونة الأخيرة عن استعدادات لتأسيس حالة شعبيّة سياسيّة تضمّ وجوه سياديّة بارزة بات أمراً واقعاً؟
لا تنفي مصادر الرئيس ما تداولته الأخبار أخيراً فــ"دوره لم ينته أبداً هنا وهو خرج من القصر من بابه العريض أقوى بكثير من لحظة دخوله" وتؤكّد أنّ سليمان باشر متابعة المسيرة الّتي افتتحها من بعبدا "إلاّ أنّ شكل هذه الخطوة لم يُحدّد بعد، إن كان سيُصار إلى إنشاء حزب أو تجمّع أو جبهة" ويُكرّر أحد أصدقاء سليمان أن "الرئيس لم يرفض التّمديد ليغادر السّاحة السياسيّة هنا خاصّة في ظلّ الموجة التّكفيريّة الإقصائيّة الّتي تُرخي بظلالها على المنطقة وفي ظلّ الصمت العربيّ الرسميّ عن الحدّ من هذه الموجة والضياع اللبناني في مقاربة الأخطار المحدقة والعجز السياسي عن انتخاب الرئيس العتيد".
وبنتيجة مواقفه السياديّة، كسب الرئيس سليمان ثقة شريحة لا يُستهان بها من اللبنانيّين لأنّه يختلف عن باقي زعماء البلد، هكذا يعبّر أحد الجبيليين عن اندفاعه لما يُحضّر ويدور في الدّاخل من صيغة "ذهبيّة" تجعل من الرئيس حالة سيادية تعبّر عن نفسها عملياً في أول استحقاق.
وتؤكد المصادر المواكبة لعمل الرئيس أن أكثر ما يُشغل باله قبل التفرغ للنشاط السياسي الخاص، هو تسليم الأمانة الكبيرة للخلف، الذي سيكون ملزماً باستكمال ما أسس له سليمان لمواكبة عملية تسليح الجيش وتطبيق إعلان بعبدا والخروج باستراتيجية دفاعية تحمي لبنان المحكوم بالحوار والتوافق.
وتختم المصادر بالتأكيد أن الدور الذي بإمكان الرئيس سليمان أن يلعبه لحماية الاعتدال وتحصينه، لن يكون تنافسياً مع أحد بقدر ما سيكون تكاملياً مع كلّ من يضع مصلحة لبنان نصب عينيه.
وتؤكد المصادر المواكبة لعمل الرئيس أن أكثر ما يُشغل باله قبل التفرغ للنشاط السياسي الخاص، هو تسليم الأمانة الكبيرة للخلف، الذي سيكون ملزماً باستكمال ما أسس له سليمان لمواكبة عملية تسليح الجيش وتطبيق إعلان بعبدا والخروج باستراتيجية دفاعية تحمي لبنان المحكوم بالحوار والتوافق.
وتختم المصادر بالتأكيد أن الدور الذي بإمكان الرئيس سليمان أن يلعبه لحماية الاعتدال وتحصينه، لن يكون تنافسياً مع أحد بقدر ما سيكون تكاملياً مع كلّ من يضع مصلحة لبنان نصب عينيه.
ريكاردو الشدياق - منبر "ليبانون تايم" 29\7\2014
إرسال تعليق