0
اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي انه "لا يمكن حماية أي بلد أو أي شعب بالإستناد إلى التحالفات الدولية أو إلى مقومات الدولة أو السلطة، وليس هناك من سبيل لتحقيق الإنتصار على العدو إلا بوجود مقاومة قادرة ومضحية تمتلك إمكانات المواجهة كما تمتلك الإستعداد للشهادة".

كلام الموسوي جاء في الذكرى السنوية لشهداء مجزرة صريفا التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في تموز 2006، في حسينية بلدة صريفا الجنوبية، بحضور المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة أمل محمد غزال، مسؤول العلاقات السياسية في الحزب الشيوعي علي غريب وعدد من علماء الدين والفاعليات.

وقال: "في العام 2006 لم يوقف العدوان علينا لا صديق ولا شقيق، ما خلا الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، ولم يكن ثمة حليف إلى جانبنا، وكان حليفنا هو بندقيتنا وصمود الأهالي، الذي لم يخضع لكل التدمير الذي حصل وكانت عبارته أمام الركام والدمار كله: "فداء للمقاومة وسيدها"، وهذا الموقف المتمثل بالصمود الشعبي والمقاومة هو ما يصنع منذ عام 2006 إلى الآن الحماية للبنان التي لا تصنعها لا التحالفات الدولية ولا القرارات الدولية ولا ادعاء الصداقات الدولية".

واكد ان "ما يحافظ على قوة لبنان في مواجهة العدو هو المعادلة التي أرستها المقاومة في العام 2006 وشكلت رادعا للعدو يحول بينه وبين إمكان تجديد عدوانه على لبنان، واليوم في غزة وفي الضفة الغربية أيضا، لا يمكن للشعب الفلسطيني أن ينتصر لا بمبادرات ولا بتحالفات ولا بصداقات، وإنما يمكنه أن يحقق الإنتصار من خلال مقاومته وتضحياته وصمود شعبه، ولذلك كان موقف القائد الإمام الخامنئي أنه كما أن غزة تسلحت وكانت قادرة على تكبيد العدو في ساحات القتال ثمنا باهظا، فإن من الواجب أيضا تسليح الشعب الفلسطيني في الضفة ليقوم بمهمته في تحرير أرضه، لأنه لا يمكن للمفاوضات السياسية أن تحرر أرضا".

وسأل: "هل ثمة أحد من اللبنانيين يسأل بعد عن ضرورة المقاومة في لبنان، في الوقت الذي أقر فيه اللبنانيون أنفسهم أن ما حقق الإنتصار في تموز كان صمود المقاومة اللبنانية على حد تعبيرهم، وهل ما زال لدى البعض منهم شك في ضرورة أن تبقى المقاومة قوية بل أقوى بما لا يمكن للعدو أن يتصوره، فهذا ما يتحدث عنه العدو عن إمكانات، لكنه بالتأكيد لا يعرف ما لدى المقاومة من إمكانات لأنها قد أعدت المفاجآت التي ستكون أعظم بكثير من مفاجآت عام 2006".

وقال: "من واجب الجميع اليوم في لبنان أن يتفقوا على أن المقاومة هي ضرورة وطنية، ويجب بعد الذي نراه في غزة وبعد استذكارنا لعدوان 2006 أن نعقد إجماعنا اللبناني على وجوب أن نقف جميعا خلف هذه المقاومة وخلف سعيها إلى تعزيز قدراتها القتالية والتسليحية، وإلى استنفار طاقات اللبنانيين جميعا، من أجل أن تكون حاضرة لإحباط العدوان قبل وقوعه، ونقول للجميع أنه بعد التجربة التي حصلت بالأمس في غزة المحاصرة من الجهات جميعا، والتي كان يصلها السلاح وأنشأت فيها مصانع السلاح تمكنت من أن تغلق الحياة على سكان الكيان الصهيوني، وإن العدو يدرك اليوم أنه إذا كان بإمكان غزة المحاصرة أن تفعل ما فعلته، فإن المقاومة في لبنان قادرة على أن تدفع بالعدو إلى هاوية الإنتحار، في ما لو أخطأ في حساباته، وها نحن قد قدمنا نموذجا ملموسا في كيفية حماية لبنان، فتعالوا لنتجاوز الإنقسام ولنقر جميعا بأن نلتف حول هذه المقاومة".

وتابع: "إننا قلنا منذ البدء أن الخطر التكفيري هو خطر على المنطقة بأسرها وعلى الكيانات والشعوب والجماعات، ولقد رأينا بالأمس ماذا فعلت المجموعات التكفيرية في الموصل، فهي هجرت شعبا بأسره من مسيحيين وتركمان شيعة، وهي تقوم بهدم المعابد والمراقد والمساجد بل وتنشر الصور مفاخرة بهذا الأمر، وقد قلنا إنه إذا لم يجر التصدي لهذه المجموعات التكفيرية، فإن لبنان التعددي والمنطقة بتنوعها سيكونان في خطر، واليوم رأينا أنه عندما لم يكن في العراق قوة قادرة على هزيمة المجموعات التكفيرية فإنها عاثت فيه فسادا وتهدد أيضا باستكمال فسادها على مساحة الأراضي السورية والعراقية".

اضاف: "إنه من الواجب على الجميع في لبنان بأن يقروا بوجوب التصدي المبكر للمجموعات التكفيرية، ولا نعرف أي منطق يعتمده البعض الذي ما زال يحمل على ما نقوم به من واجب في الدفاع عن لبنان حين نقاتل حيث يجب أن نقاتل، بل إن البعض يتجاوز إلى حد التحامل على المقاومة وعلى توصيفها بأوصاف شتى، فبعد الذي حصل في الموصل لا زال البعض يصر على خطأ الخيار ألا وهو تجاهل المجموعات التكفيرية".

واكد ان "لا يمكن أن يبقى لبنان متعددا ومتنوعا وموحدا ومستقلا ومستقرا إلا بهزيمة الجماعات التكفيرية حيث وجدت، ولذلك ندعو البعض في لبنان إلى الخروج من خطاب التبرير الذي يلقيه بعض الأحيان على النحو الذي يحوي أن النتيجة هي السبب وليس السبب هو النتيجة، فالذي اضطرنا إلى أن نكون حيث نحن هو التهديد الذي لحق بلبنان وبمقاومته، وإذا أردتم أن تحموا لبنان فما عليكم إلا مواجهة هذه المجموعات التكفيرية حيث وجدت وكل من موقعه وحسب جغرافيته، ولكن على الأقل يجب أن يخرج البعض في لبنان من باب التحريض ومن موقع التعبئة الطائفية والمذهبية، لأنها لن تبقي للبنان مكانا للعيش المتعدد فيه".

وختم: "إننا مقتنعون أكثر من أي وقت آخر بضرورة الإستمرار في درب المقاومة وبضرورة هزيمة المجموعات التكفيرية، ولذلك على اللبنانيين جميعا العمل معا من أجل استئصال التكفير في لبنان خطابا كان أو بنية تحتية أو تنظيمات أو مجموعات".

27\7\2014

إرسال تعليق

 
Top