0
لحظات، لا بلّ أقلّ من لحظات، أتيحت لأبنائنا شهداء الطائرة الجزائرية ليراجعوا شريط أحلامهم في ومضة الموت الخاطفة.

لحظات، تراءَت لهم خلالها صورة أحبائهم يتحلقون حول مائدة العيد، و صورة بيوت الضيعة وشجراتها العتيقة، مدافن أجدادهم، شهداء الوطن وترابه المقدس.

مثلت في اعينهم صورة الوطن، وطن الرسالة، وطن الفينيقيين، وطن الديمقراطية العريقة. الديمقراطية التي لم تمارس كما يليق بأبناء الوطن المقيمين و بأحلام المغتربين.

رأوا صورة كرسي الرئاسة شاغراً، والمجلس النيابي الممدِّد لنفسه، وقانون الانتخاب قابع في أدراجه.. رأوا وزراء يبتزّون رئيس المجلس ويطالبون بالحصص الطائفية.

شاهدوا الجيش منتشراً في طول البلاد وعرضها، يحمل خطايا المسؤولين الذين كفروا بنعمة الدولة.

فكّروا بالمقاومة التي تكاد تهدر انجازاتها، وبالأبطال الذين تدفن تضحياتهم في صراعات المحاور الاقليمية.

حمدوا الله أن النفط لم يأكله الفاسدون لأنه لم يخرج من القمقم، رغم أنّ أعينهم لم ترَ السدود التي تمنع ذرف المياه في البحر.

شاهدوا أكفان شهداء الإبادة في غزّة بالمئات، وقوافل التطهير العرقي من مسيحيي العراق وسوريا بالآلاف.

ادركوا أنّ احلامهم لم تتحقق.. رغم ذلك، تمنّوا لو سقطت طائرتهم على أرض الوطن، ليطمئنوا أنّ ترابه سيحضن أحلامهم الى جانب اشلائهم.

طريقهم كان قصيراً.. اما نحن المسؤولين.. فبماذا فكّرنا على مدى طريقنا الطويل، لنحقق حلم المواطنين قبل ان تسقط طائرة الوطن بمن فيها؟

أما الأطفال من بينهم، فلم يحلموا بعد.. القدر ظلمهم.. أخذني الدمع.. سأتوقف لأفكِّر وأعمل..

تعازيّ الحارّة والصادقة لعائلاتهم واصدقائهم والمحبّين.. ولكافة المواطنين.

الرئيس العماد ميشال سليمان - اليرزة  26\7\2014

إرسال تعليق

 
Top