حمل أثير بيروت الاعلامي محطتين بارزتين هذا الأسبوع بين واشنطن وخصمها اللبناني »حزب الله«. الأولى جاءت خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للعاصمة اللبنانية ودعوته أصدقاء النظام السوري وبينهم »حزب الله« الذي سماه الوزير بالاسم الى »الانخراط في العملية الشرعية لانهاء هذه الحرب«، والثانية جاءت على لسان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي لم يغلق الباب على امكان هكذا »انخراط« بل وضع شروطا له بينها القبول بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد ووقف دعم »المتطرفين«.
كلام كيري ليس زلة لسان. ورغم توضيح مسؤول في الخارجية الأميركية لاحقا بأنه اعادة لموقف سابق، فهذه هي المرة الأولى التي يخاطب فيها الوزير »حزب الله« بهذا الشكل ومن قلب العاصمة اللبنانية والسراي الكبير. وللتذكير فإن »حزب الله« في نظر واشنطن منظمة ارهابية تم ادراجه رسميا على اللائحة الأميركية في 1997. وفي المرات السابقة كان كلام كيري حول »الانخراط« موجهاً الى روسيا، قبل وبعد جنيف 1 و 2 (اللذين رفضهما الحزب)، ولم تأت المفاوضات الروسية - الأميركية بنتيجة طوال ثلاث أعوام وانكمشت فرصها اليوم بسبب الخلاف حول أوكرانيا.
ويبدو مع هذا الانكماش، واقتراب انتهاء مهلة تدمير السلاح الكيماوي، أن الادارة تحاول طرق أبواب أخرى في سورية منها باب سياسي مع ايران، وآخر عسكري واقليمي مع بت الكونغرس في مشروع تدريب وتجهيز »الجيش الحر« بعد زيارة أحمد الجربا الى واشنطن واستقبال أوباما له الشهر الفائت.
مفاوضات الشاشة بين »الشيطان الأكبر« و »المنظمة الارهابية« تحيطها علامات استفهام كبيرة ونقاط تلاق وخلاف حول سورية، لكنها ليست خارج المعقول، خصوصا في ظل سياسة ادارة أوباما بالذات وسلوكها الاقليمي والدولي. اذ يرى البعض في العاصمة الأميركية نقاط تلاق ولو قليلة مع »حزب الله« في سورية، مثل محاربة تنظيم »القاعدة« والحد من امتداد »داعش« على الحدود العراقية وأيضا اللبنانية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تبدي فيها ادارة أوباما مرونة في التعاطي مع »حزب الله« أو تنظيمات مسلحة اذا كان ذلك يلبي مصالحها السياسية. وفي هذا الأسبوع بالذات أتمت الادارة صفقة مع حركة »طالبان« الأفغانية للافراج عن رهينة أميركي مقابل أربعة معتقلين من الحركة، كما رصدت مواقع أميركية مفاوضات غير مباشرة لواشنطن مع »حماس« في الاشهر الستة الفائتة ساعدت في قبول الادارة بحكومة الوحدة الفلسطينية.
وفي الوقت نفسه، هناك هوة واسعة بين »حزب الله« وواشنطن بشأن مصالحهما في سورية. ففي حين يريد الحزب حماية المكاسب الاستراتيجية وتقوية حليفته ايران ضد اسرائيل، فان أمن اسرائيل والتعاون الاقليمي الأميركي هو أولوية لواشنطن. وفي حين طالب نصرالله الجانب الأميركي بالتحاور مع الأسد مباشرة، فهذا الأمر غير مطروح في الحسابات الأميركية، لكون الادارة ما زالت ترى في الأسد »مغنطيسا للارهاب« وعاملا مزعزعا للاستقرار الداخلي والاقليمي. فأوراق الحل بعد ثلاث سنوات من الحرب هي في أكثرها اقليمية، ويدرك كيري تحديدا وأكثر من أي مسؤول أميركي آخر في الادارة هذا البعد وضرورة تغيير المعطيات على الأرض قبل توقع أي حل سياسي.
وينتعش مع مفاوضات الشاشة وتنوع أطراف النزاع البازار السياسي والعسكري حول سورية، وربطه من ناحية بين »صفر« كيري و»ملايين« نصرالله، ومصالح »محاربة الارهاب« واطالة »حرب الاستنزاف« من ناحية أخرى.
كلام كيري ليس زلة لسان. ورغم توضيح مسؤول في الخارجية الأميركية لاحقا بأنه اعادة لموقف سابق، فهذه هي المرة الأولى التي يخاطب فيها الوزير »حزب الله« بهذا الشكل ومن قلب العاصمة اللبنانية والسراي الكبير. وللتذكير فإن »حزب الله« في نظر واشنطن منظمة ارهابية تم ادراجه رسميا على اللائحة الأميركية في 1997. وفي المرات السابقة كان كلام كيري حول »الانخراط« موجهاً الى روسيا، قبل وبعد جنيف 1 و 2 (اللذين رفضهما الحزب)، ولم تأت المفاوضات الروسية - الأميركية بنتيجة طوال ثلاث أعوام وانكمشت فرصها اليوم بسبب الخلاف حول أوكرانيا.
ويبدو مع هذا الانكماش، واقتراب انتهاء مهلة تدمير السلاح الكيماوي، أن الادارة تحاول طرق أبواب أخرى في سورية منها باب سياسي مع ايران، وآخر عسكري واقليمي مع بت الكونغرس في مشروع تدريب وتجهيز »الجيش الحر« بعد زيارة أحمد الجربا الى واشنطن واستقبال أوباما له الشهر الفائت.
مفاوضات الشاشة بين »الشيطان الأكبر« و »المنظمة الارهابية« تحيطها علامات استفهام كبيرة ونقاط تلاق وخلاف حول سورية، لكنها ليست خارج المعقول، خصوصا في ظل سياسة ادارة أوباما بالذات وسلوكها الاقليمي والدولي. اذ يرى البعض في العاصمة الأميركية نقاط تلاق ولو قليلة مع »حزب الله« في سورية، مثل محاربة تنظيم »القاعدة« والحد من امتداد »داعش« على الحدود العراقية وأيضا اللبنانية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تبدي فيها ادارة أوباما مرونة في التعاطي مع »حزب الله« أو تنظيمات مسلحة اذا كان ذلك يلبي مصالحها السياسية. وفي هذا الأسبوع بالذات أتمت الادارة صفقة مع حركة »طالبان« الأفغانية للافراج عن رهينة أميركي مقابل أربعة معتقلين من الحركة، كما رصدت مواقع أميركية مفاوضات غير مباشرة لواشنطن مع »حماس« في الاشهر الستة الفائتة ساعدت في قبول الادارة بحكومة الوحدة الفلسطينية.
وفي الوقت نفسه، هناك هوة واسعة بين »حزب الله« وواشنطن بشأن مصالحهما في سورية. ففي حين يريد الحزب حماية المكاسب الاستراتيجية وتقوية حليفته ايران ضد اسرائيل، فان أمن اسرائيل والتعاون الاقليمي الأميركي هو أولوية لواشنطن. وفي حين طالب نصرالله الجانب الأميركي بالتحاور مع الأسد مباشرة، فهذا الأمر غير مطروح في الحسابات الأميركية، لكون الادارة ما زالت ترى في الأسد »مغنطيسا للارهاب« وعاملا مزعزعا للاستقرار الداخلي والاقليمي. فأوراق الحل بعد ثلاث سنوات من الحرب هي في أكثرها اقليمية، ويدرك كيري تحديدا وأكثر من أي مسؤول أميركي آخر في الادارة هذا البعد وضرورة تغيير المعطيات على الأرض قبل توقع أي حل سياسي.
وينتعش مع مفاوضات الشاشة وتنوع أطراف النزاع البازار السياسي والعسكري حول سورية، وربطه من ناحية بين »صفر« كيري و»ملايين« نصرالله، ومصالح »محاربة الارهاب« واطالة »حرب الاستنزاف« من ناحية أخرى.
جويس كرم - الحياة 8\6\2014
إرسال تعليق