بشارة خيرالله
الأحد 8 حزيران 2014
ليس الحدث الأبرز أن يقف بعض الشباب "المو - مانع" لمطالبة بطريرك الموارنة الذي "أعطيَ له مجد لبنان"، بالاعتذار لأنه ذهب بجرأة غير اعتيادية وغير معهودة إلى عمق المشكلة وأساسها.
وليس الحدث أن يطلّ "مُخبِر أصفر" ليُلقّن من توِّج على عرش أنطاكية وسائر المشرق درساً في قواعد المسموح والممنوع، ويُملي عليه ما يجب أن يفعل وأين يحقّ له أن يذهب وفقاً لـ"بارومتر" الممانعة الأعور، الذي يُصفِّق لقاتِل الأطفال حامي حمى الحدود مع اسرائيل، المنتخب لتوِّه على بلاتو دمشق للهزالة.
وليس الحدث أيضاً أن يحاول العماد ميشال عون ولو ممثـَلاً، وبطريقة ملتوية، المشي بخفّة على حافة الأوتوستراد الذي يعجّ بالسيارات ذهاباً وإياباً.. فإن قفز يميناً أو يساراً يكون انتحر عمداً، وإن لم يفعل ستأتي الرياح الشديدة في لحظة استرخاء و"تنتحره" رغماً عنه.. هي حاله اليوم ما بين مواجهة منطق "المو - مانعة" الأعوج، الناخب الرئاسي الأول بالنسبة إلى حالته، ومواجهة شارعه ورأس كنيسته والرأي العام.
لكن كلّ ما ورد أعلاه يبقى تفصيلاً أمام النقطة الأبرز، قلناها سابقاً وها هي اليوم تفضح نفسها بنفسها وبكشلٍ موصوف.. عمق المشكلة وأساسها أن المنظومة التابعة للولي الفقيه في إيران لا تلتزم بشيء.. "حزب الله" يكره توقيعه.. أساساً، كيف لتابِع أن يلتزم من عنديّاته؟
فهؤلاء المتظاهرون بالأمس، وقدّ يعيدون الكرّة اليوم وغداً وفي أي وقت، احتجاجاً على زيارة البطريرك إلى الأراضي المقدسة وإعادة فتح الملف الإنساني الأبرز بعد أن فشل المتفاهمون أو تراجعوا كما بات واضحاً.. هؤلاء أصدق من قيادة "حزب الله" بألف مرة، فهم قالوا ما بداخلهم غير مكترثين لشيء، أما "حزب الله" فقد سبق له أن قال غير ذلك تماماً، ليس في البند السادس المتعلق بملف اللبنانيين في إسرائيل فحسب، كلّ البنود الواردة في "مذكرة التفاهم" مجبولة بالخداع والمراوغة بدليل أنّ بنداً واحداً منها لم يُطبّق.. التفاهم نفسه الذي اعتقدنا يوماً وعن خطأ، أنه يُلبنن هذه المنظومة المُتعسكرة التي تحمل الهوية اللبنانية.
"حزب الله" مارس التقيّة في تلك "الوثيقة" وذاك التوقيع صبيحة السادس من شباط في العام 2006 ليصل إلى ما وصل إليه من غطرسة، بعد ترويض من كان للقرار 1559 عرّاباً أو على الأقل، من ادعى ذلك وفاخر عن حقّ، وبعد استغلاله طُهر ونقاوة ورصيد النضالات الشبابية لطرد الاحتلال العسكري السوري من لبنان، قبل تذويبها في ما يُعرف زوراً بالممانعة وحرفها عن مسار القضيّة الأم، وجعلها تلهث ما وراء "حلم بعبدا" البعيد المنال، كما تقول بعض قيادات "حزب الله" بعيداً عن المنابر.
هذا ما فعله "حزب الله" في "ورقة التين"، (كما شبهها أمامي مبتسماً، أحد كبار الشأن والسنّ ذات جلسة)، وهذا ما فعله أيضاً في "إعلان بعبدا" الذي صار حبراً على ورق، بعد أن وافق عليه أمام جميع الأقطاب في جلسة حواريّة مُسجَّلة.. إنه الحزب الذي خطف نضالاتنا في سبيل "الحريّة والسيادة والاستقلال" وحولها بسحر فقيه إلى أيادٍ تُصفِّف لمشروعه المُدمِّر للكيان اللبناني، الذي يبدأ بالشغور والإفراغ والتعطيل ولا يخلص بمقايضة كبرى، على حساب طائف المناصفة.. أما آن أوان اليقظة؟
مشكلة المشاكل ها هنا: منظومة دينيّة مُتعسكرة، تقول الشيء وتمارس عكسه، توقع وتتنكر لتوقيعها، ترتكب وتترحم، من ثم تخوِّن من يفتح فاه.. تذبح بالقطنة.. أوليست مولودة إيرانية؟
كلام "الحزب" يمحوه النهار.. إنها أصل الحكاية.
وليس الحدث أن يطلّ "مُخبِر أصفر" ليُلقّن من توِّج على عرش أنطاكية وسائر المشرق درساً في قواعد المسموح والممنوع، ويُملي عليه ما يجب أن يفعل وأين يحقّ له أن يذهب وفقاً لـ"بارومتر" الممانعة الأعور، الذي يُصفِّق لقاتِل الأطفال حامي حمى الحدود مع اسرائيل، المنتخب لتوِّه على بلاتو دمشق للهزالة.
وليس الحدث أيضاً أن يحاول العماد ميشال عون ولو ممثـَلاً، وبطريقة ملتوية، المشي بخفّة على حافة الأوتوستراد الذي يعجّ بالسيارات ذهاباً وإياباً.. فإن قفز يميناً أو يساراً يكون انتحر عمداً، وإن لم يفعل ستأتي الرياح الشديدة في لحظة استرخاء و"تنتحره" رغماً عنه.. هي حاله اليوم ما بين مواجهة منطق "المو - مانعة" الأعوج، الناخب الرئاسي الأول بالنسبة إلى حالته، ومواجهة شارعه ورأس كنيسته والرأي العام.
لكن كلّ ما ورد أعلاه يبقى تفصيلاً أمام النقطة الأبرز، قلناها سابقاً وها هي اليوم تفضح نفسها بنفسها وبكشلٍ موصوف.. عمق المشكلة وأساسها أن المنظومة التابعة للولي الفقيه في إيران لا تلتزم بشيء.. "حزب الله" يكره توقيعه.. أساساً، كيف لتابِع أن يلتزم من عنديّاته؟
فهؤلاء المتظاهرون بالأمس، وقدّ يعيدون الكرّة اليوم وغداً وفي أي وقت، احتجاجاً على زيارة البطريرك إلى الأراضي المقدسة وإعادة فتح الملف الإنساني الأبرز بعد أن فشل المتفاهمون أو تراجعوا كما بات واضحاً.. هؤلاء أصدق من قيادة "حزب الله" بألف مرة، فهم قالوا ما بداخلهم غير مكترثين لشيء، أما "حزب الله" فقد سبق له أن قال غير ذلك تماماً، ليس في البند السادس المتعلق بملف اللبنانيين في إسرائيل فحسب، كلّ البنود الواردة في "مذكرة التفاهم" مجبولة بالخداع والمراوغة بدليل أنّ بنداً واحداً منها لم يُطبّق.. التفاهم نفسه الذي اعتقدنا يوماً وعن خطأ، أنه يُلبنن هذه المنظومة المُتعسكرة التي تحمل الهوية اللبنانية.
"حزب الله" مارس التقيّة في تلك "الوثيقة" وذاك التوقيع صبيحة السادس من شباط في العام 2006 ليصل إلى ما وصل إليه من غطرسة، بعد ترويض من كان للقرار 1559 عرّاباً أو على الأقل، من ادعى ذلك وفاخر عن حقّ، وبعد استغلاله طُهر ونقاوة ورصيد النضالات الشبابية لطرد الاحتلال العسكري السوري من لبنان، قبل تذويبها في ما يُعرف زوراً بالممانعة وحرفها عن مسار القضيّة الأم، وجعلها تلهث ما وراء "حلم بعبدا" البعيد المنال، كما تقول بعض قيادات "حزب الله" بعيداً عن المنابر.
هذا ما فعله "حزب الله" في "ورقة التين"، (كما شبهها أمامي مبتسماً، أحد كبار الشأن والسنّ ذات جلسة)، وهذا ما فعله أيضاً في "إعلان بعبدا" الذي صار حبراً على ورق، بعد أن وافق عليه أمام جميع الأقطاب في جلسة حواريّة مُسجَّلة.. إنه الحزب الذي خطف نضالاتنا في سبيل "الحريّة والسيادة والاستقلال" وحولها بسحر فقيه إلى أيادٍ تُصفِّف لمشروعه المُدمِّر للكيان اللبناني، الذي يبدأ بالشغور والإفراغ والتعطيل ولا يخلص بمقايضة كبرى، على حساب طائف المناصفة.. أما آن أوان اليقظة؟
مشكلة المشاكل ها هنا: منظومة دينيّة مُتعسكرة، تقول الشيء وتمارس عكسه، توقع وتتنكر لتوقيعها، ترتكب وتترحم، من ثم تخوِّن من يفتح فاه.. تذبح بالقطنة.. أوليست مولودة إيرانية؟
كلام "الحزب" يمحوه النهار.. إنها أصل الحكاية.
إرسال تعليق