علاء الدين سلطاني
ربما يكون التعصب مرضاً عضالاً يحمله المرء معه دون أن يشعر، لذلك لا بد لكل متابع جيد لكرة القدم أن يسأل نفسه هل أحمل هذا الداء؟ هل أنا مصاب بمرض التعصب المزمن الذي يعمي بصري وبصيرتي عن الحقيقة؟
للإجابة عن هذا السؤال لا بد من تعريف التعصب و توصيف أعراضه وأعراض صاحبه.
التعصب هو التعلق الشديد بفريق معين، بصورة تجعل المتعلق لا يرى سيئات هذا الفريق ولا نقاط ضعفه، ويجعله يقدره تقديراً بعيداً عن قيمته الحقيقة ومكانته الطبيعية بين منافسيه، وهذا التعلق الشديد يعمي بصر صاحبه عن قيمة ومستوى الفرق الأخرى المنافسة وقيمة لاعبيها ومكانتهم.
التعصب باختصار يعمي ويصم عن الحقيقة والواقع، والمتعصب يشبه في أحكامه القاضي المرتشي الذي يحكم بعكس الحقائق فيظلم في كل قضية، وإذا ما أحببنا أن نعطي تعريفا للشخص المتعصب يمكننا أن نقول :
المتعصب هو شخص تخطى فترة المراهقة وربما الشباب أحيانا لكنه ما يزال يعيش من الناحية التقديرية والعقلانية فترة الطفولة، حيث الأحكام التي تنظمها العاطفة وتعوزها العقلانية، ويغلب عليها الانفعال والتوتر والتحدي والإنكاروالمبالغة، المتعصب يعامل ناديه كما يعامل الطفل لعبته المفضلة ويقدره كما يقدرها، فلا يستطيع أن يشعر بجمال وجاذبيه الألعاب الأخرى .
أحكام المتعصب كلها هوجاء وانفعالية وظالمة وتحمل طابع التعميم، فالمتعصب يركزعلى الحقائق التي تعجبه ويرمي جانبا الحقائق التي لا تعجبه ويتناساها وحتى ينكرها وهو يدرك أنها حقيقة، فهو برغم كونه شخصا ناضجا إلا أنه ما يزال من الناحية العقلانية وفي كرة القدم حصرا طفلا صغيرا منفعلا.
كيف أعرف أنني شخص متعصب؟
لتعرف إن كنت مصابا بمرض التعصب أقدم إليك الجمل والأحكام التي يقولها المتعصب في وصف فريقه ووصف الفرق المنافسة ولاعبيها بصورة متكررة، وإذا كنت أخي القارئ تكررجملتين منها فأنت متعصب قليلا وإن كنت تكرر 3 أو 5 جمل منها فانت متعصب جداً. وإن كنت تكرر أكثر من 5 جمل فأنصحك ألا تتابع كرة القدم وتنتقل للعبة أخرى لأنك مصاب بداء التعصب العضال المزمن:
1- فريقي المفضل لم يفز بالبطولة لأنه شبع من البطولات ولم يعد يريدها.
2- فريقي خسر لأنه يعاني من حالة تآمر تتشارك فيها عدة جهات.
3- فريقي سيء الحظ دائما وبصورة غير طبيعية.
4- الفريق المنافس محظوظ دائما وبصورة غير طبيعية.
5- كل بطولات المنافس بفضل الحكام والظروف.
6- لاعبي المفضل أفضل من كل لاعبي المنافس مجتمعين.
7- لاعب الخصم صنعته وسامته أو وسائل الإعلام المنافسة أو الصدفة.
8- المنافس لم ولا و لن يمتلك الروح الرياضية في تاريخه.
9- فريقي مصنع ومنبع للنجوم والفرق الأخرى مجرد مستورد لا أكثر بل قاتلة للمواهب.
10- الفريق المنافس تاريخه أسود منذ إنشائه.
11- الفريق المنافس لايفقه شيئا في كرة القدم.
12- مشجعو الفريق المنافس لا يفقهون شيئا في كرة القدم.
13- كل لاعبي المنافس سيئون وعنيفون ولا يعرفون كيف يلعبون.
14- اتحاد الكرة يتآمر على فريقي منذ سنين.
15- لولا فريقي المفضل لما وجدت كرة القدم الحقيقية.
16- فريقي يلعب لمجرد التسلية والمتعة ولا يفكر بالألقاب.
17- صحيح أن فريقي لا يحصل على الألقاب لكنه كان في الماضي محتكرا لكل الألقاب.
18- صحيح أن فريقي لا يحصد الألقاب لكنه الوحيد الذي يلعب كرة قدم حقيقية.
19- ليس مهما الأداء ولا الروح الرياضية ولا الأخلاق ولا الطريقة ولا الأسلوب المهم الفوز بالألقاب.
20- هذا الفريق خسر المباراة عمدا ليخرج فريقي المفضل لأنه يكرهه.
21- الحكام يترصدون فريقي ليوقعوا به دائما.
22- فريقي المفضل أهان وسحق الفرق الأخرى كتيرا لذلك فهم يكرهونه ويحقدون عليه.
إذا تأملنا هذه الجمل من الناحية المنطقية نجدها كلها دون استثناء تحمل ست صفات وهي: التعميم، المبالغة الشديدة، عدم المنطقية، احتقار الخصم، الإنكار والتحدي، سيطرة العاطفة .
كلها صفات نجدها كثيرا عند الأطفال، لكنها للأسف تتردد على ألسنة الكثيرين من متابعي كرة القدم رغم أن بعضهم قد يكون من المثفقين وأصحاب الشهادات العالية، ولنحلل هذه الجمل عقلانيا :
أولا لا يوجد في العالم فريق يشارك في أية بطولة ثم يهزم فيها لأنه مشبع أو متخم بالبطولات فاللاعبون عندما يلعبون في بطولة معينة لا يفكرون بالتاريخ وأمجاده بل يحلمون باللقب الحالي.
ثم لا يوجد جهات خفية تتآمر بشكل مستمر ومدروس ومنظم ضد فريق معين، ولا وجود لفريق سيء الحظ دائما، ولا وجود لفريق كل بطولاته سببها مساعدات الحكام وحسن الحظ، فالحظ سيئه وحسنه لا يتكرران دائما، ولا وجود للاعب على وجه الأرض يستطيع مراوغة وتجاوز جميع لاعبي الخصم مجتمعين، وصحيح أن بعض اللاعبين قد يكون سبب شهرتهم وسائل الإعلام أو ظروف معينة لكن هذه الشهرة لا تدوم إلا إذا كانوا موهوبين فعلا، وصحيح أن فريقا معينا في لحظة معينة قد يكون بعيدا عن الروح الرياضية أو محظوظا لكن الأمر لا يكون دائما ولا تتوارثه أجيال الفريق، ولا يوجد فريق تاريخه كله أسود، فكل فريق لديه لحظاته المشرفة، ولا يوجد فريق على وجه الأرض لا يقدم مواهب لكن هناك فرق تصدر مواهب أكثر من غيرها وهناك فرق تستورد أكثر من غيرها، ولا يمكن أن نصف جماهير فريق بأكملها بأنهم لا يفقهون شيئا في كرة القدم أو أنهم جميعا عنيفون أو سيئون أو متعصبون فالجماهير تختلف وتتفاضل أخلاقيا وعلميا وعقليا..
وكرة القدم لا تتوقف على فريق واحد وهذه حقيقة تاريخية أثبتتها الوقائع، فأحيانا يتألق منتخب أو فريق بصورة لافتة لمدة زمنية تطول أو تقصر ثم يخبو ليظهر آخر وهذه سنة الله في خلقه، ولا يوجد فريق يلعب للتسلية والمتعة فقط بل كل الفرق تحلم بالفوز والألقاب ولكن لكل فريق أسلوبه ومميزاته وطبيعة لاعبيه، والتآمر في كرة القدم لإخراج فريق أو إنجاح فريق موجود لكنه محدود جدا جدا ونادر، وقد نجد حكما فاسدا او اثنين ولكننا لن نجد مجموعة حكام تتآمر على فريق واحد بشكل منظم ومستمر.
إذا المعيار هو إعمال العقل والمنطق بعيدا عن العواطف والإنفعال والتحدي والإنكار والحقد والحسد والمبالغة، فعقولنا هي التي تمهد لنا الطريق الذي نصل به إلى أساس كل شيء وهو العدل.
منبر "ليبانون تايم" 7\6\2014
ربما يكون التعصب مرضاً عضالاً يحمله المرء معه دون أن يشعر، لذلك لا بد لكل متابع جيد لكرة القدم أن يسأل نفسه هل أحمل هذا الداء؟ هل أنا مصاب بمرض التعصب المزمن الذي يعمي بصري وبصيرتي عن الحقيقة؟
للإجابة عن هذا السؤال لا بد من تعريف التعصب و توصيف أعراضه وأعراض صاحبه.
التعصب هو التعلق الشديد بفريق معين، بصورة تجعل المتعلق لا يرى سيئات هذا الفريق ولا نقاط ضعفه، ويجعله يقدره تقديراً بعيداً عن قيمته الحقيقة ومكانته الطبيعية بين منافسيه، وهذا التعلق الشديد يعمي بصر صاحبه عن قيمة ومستوى الفرق الأخرى المنافسة وقيمة لاعبيها ومكانتهم.
التعصب باختصار يعمي ويصم عن الحقيقة والواقع، والمتعصب يشبه في أحكامه القاضي المرتشي الذي يحكم بعكس الحقائق فيظلم في كل قضية، وإذا ما أحببنا أن نعطي تعريفا للشخص المتعصب يمكننا أن نقول :
المتعصب هو شخص تخطى فترة المراهقة وربما الشباب أحيانا لكنه ما يزال يعيش من الناحية التقديرية والعقلانية فترة الطفولة، حيث الأحكام التي تنظمها العاطفة وتعوزها العقلانية، ويغلب عليها الانفعال والتوتر والتحدي والإنكاروالمبالغة، المتعصب يعامل ناديه كما يعامل الطفل لعبته المفضلة ويقدره كما يقدرها، فلا يستطيع أن يشعر بجمال وجاذبيه الألعاب الأخرى .
أحكام المتعصب كلها هوجاء وانفعالية وظالمة وتحمل طابع التعميم، فالمتعصب يركزعلى الحقائق التي تعجبه ويرمي جانبا الحقائق التي لا تعجبه ويتناساها وحتى ينكرها وهو يدرك أنها حقيقة، فهو برغم كونه شخصا ناضجا إلا أنه ما يزال من الناحية العقلانية وفي كرة القدم حصرا طفلا صغيرا منفعلا.
كيف أعرف أنني شخص متعصب؟
لتعرف إن كنت مصابا بمرض التعصب أقدم إليك الجمل والأحكام التي يقولها المتعصب في وصف فريقه ووصف الفرق المنافسة ولاعبيها بصورة متكررة، وإذا كنت أخي القارئ تكررجملتين منها فأنت متعصب قليلا وإن كنت تكرر 3 أو 5 جمل منها فانت متعصب جداً. وإن كنت تكرر أكثر من 5 جمل فأنصحك ألا تتابع كرة القدم وتنتقل للعبة أخرى لأنك مصاب بداء التعصب العضال المزمن:
1- فريقي المفضل لم يفز بالبطولة لأنه شبع من البطولات ولم يعد يريدها.
2- فريقي خسر لأنه يعاني من حالة تآمر تتشارك فيها عدة جهات.
3- فريقي سيء الحظ دائما وبصورة غير طبيعية.
4- الفريق المنافس محظوظ دائما وبصورة غير طبيعية.
5- كل بطولات المنافس بفضل الحكام والظروف.
6- لاعبي المفضل أفضل من كل لاعبي المنافس مجتمعين.
7- لاعب الخصم صنعته وسامته أو وسائل الإعلام المنافسة أو الصدفة.
8- المنافس لم ولا و لن يمتلك الروح الرياضية في تاريخه.
9- فريقي مصنع ومنبع للنجوم والفرق الأخرى مجرد مستورد لا أكثر بل قاتلة للمواهب.
10- الفريق المنافس تاريخه أسود منذ إنشائه.
11- الفريق المنافس لايفقه شيئا في كرة القدم.
12- مشجعو الفريق المنافس لا يفقهون شيئا في كرة القدم.
13- كل لاعبي المنافس سيئون وعنيفون ولا يعرفون كيف يلعبون.
14- اتحاد الكرة يتآمر على فريقي منذ سنين.
15- لولا فريقي المفضل لما وجدت كرة القدم الحقيقية.
16- فريقي يلعب لمجرد التسلية والمتعة ولا يفكر بالألقاب.
17- صحيح أن فريقي لا يحصل على الألقاب لكنه كان في الماضي محتكرا لكل الألقاب.
18- صحيح أن فريقي لا يحصد الألقاب لكنه الوحيد الذي يلعب كرة قدم حقيقية.
19- ليس مهما الأداء ولا الروح الرياضية ولا الأخلاق ولا الطريقة ولا الأسلوب المهم الفوز بالألقاب.
20- هذا الفريق خسر المباراة عمدا ليخرج فريقي المفضل لأنه يكرهه.
21- الحكام يترصدون فريقي ليوقعوا به دائما.
22- فريقي المفضل أهان وسحق الفرق الأخرى كتيرا لذلك فهم يكرهونه ويحقدون عليه.
إذا تأملنا هذه الجمل من الناحية المنطقية نجدها كلها دون استثناء تحمل ست صفات وهي: التعميم، المبالغة الشديدة، عدم المنطقية، احتقار الخصم، الإنكار والتحدي، سيطرة العاطفة .
كلها صفات نجدها كثيرا عند الأطفال، لكنها للأسف تتردد على ألسنة الكثيرين من متابعي كرة القدم رغم أن بعضهم قد يكون من المثفقين وأصحاب الشهادات العالية، ولنحلل هذه الجمل عقلانيا :
أولا لا يوجد في العالم فريق يشارك في أية بطولة ثم يهزم فيها لأنه مشبع أو متخم بالبطولات فاللاعبون عندما يلعبون في بطولة معينة لا يفكرون بالتاريخ وأمجاده بل يحلمون باللقب الحالي.
ثم لا يوجد جهات خفية تتآمر بشكل مستمر ومدروس ومنظم ضد فريق معين، ولا وجود لفريق سيء الحظ دائما، ولا وجود لفريق كل بطولاته سببها مساعدات الحكام وحسن الحظ، فالحظ سيئه وحسنه لا يتكرران دائما، ولا وجود للاعب على وجه الأرض يستطيع مراوغة وتجاوز جميع لاعبي الخصم مجتمعين، وصحيح أن بعض اللاعبين قد يكون سبب شهرتهم وسائل الإعلام أو ظروف معينة لكن هذه الشهرة لا تدوم إلا إذا كانوا موهوبين فعلا، وصحيح أن فريقا معينا في لحظة معينة قد يكون بعيدا عن الروح الرياضية أو محظوظا لكن الأمر لا يكون دائما ولا تتوارثه أجيال الفريق، ولا يوجد فريق تاريخه كله أسود، فكل فريق لديه لحظاته المشرفة، ولا يوجد فريق على وجه الأرض لا يقدم مواهب لكن هناك فرق تصدر مواهب أكثر من غيرها وهناك فرق تستورد أكثر من غيرها، ولا يمكن أن نصف جماهير فريق بأكملها بأنهم لا يفقهون شيئا في كرة القدم أو أنهم جميعا عنيفون أو سيئون أو متعصبون فالجماهير تختلف وتتفاضل أخلاقيا وعلميا وعقليا..
وكرة القدم لا تتوقف على فريق واحد وهذه حقيقة تاريخية أثبتتها الوقائع، فأحيانا يتألق منتخب أو فريق بصورة لافتة لمدة زمنية تطول أو تقصر ثم يخبو ليظهر آخر وهذه سنة الله في خلقه، ولا يوجد فريق يلعب للتسلية والمتعة فقط بل كل الفرق تحلم بالفوز والألقاب ولكن لكل فريق أسلوبه ومميزاته وطبيعة لاعبيه، والتآمر في كرة القدم لإخراج فريق أو إنجاح فريق موجود لكنه محدود جدا جدا ونادر، وقد نجد حكما فاسدا او اثنين ولكننا لن نجد مجموعة حكام تتآمر على فريق واحد بشكل منظم ومستمر.
إذا المعيار هو إعمال العقل والمنطق بعيدا عن العواطف والإنفعال والتحدي والإنكار والحقد والحسد والمبالغة، فعقولنا هي التي تمهد لنا الطريق الذي نصل به إلى أساس كل شيء وهو العدل.
منبر "ليبانون تايم" 7\6\2014
إرسال تعليق