0
على عتبة الوقت يقف «محور المقاومة» منتظرا مرور الاحداث في المنطقة وتحديدا في العراق... وحده الوقت كفيل بتبيان الخيط الابيض من الاسود وتحديد المصير الجديد للقوى والدول التي تنضوي في حلف المحيط العربي...
ليس مبالغا القول ان محور المقاومة يرسم هلاله ليمتد من لبنان الى سوريا والعراق وايران وما بينهما وبعدهما... هي المعادلة الذهبية التي ورط بها الايراني الاميركي بدهاء فائق.. تنقل مصادر رفيعة المستوى معلومات دبلوماسية فائقة الاهمية تشير الى ما معناه ان اميركا ورطت حلفاءها بقضية «داعش» العراق ، وتورطت بدورها في الدخول مجددا الى ارض الرافدين بينما الايراني سيتسلم جائزة الترضية العراقية وغيرها بكف نظيف نسبيا مثلما تسلم سابقا عراقاً خالياً من صدام حسين...
ليس مبالغا القول ايضا ان هذا المحور غير مضغوط لجهة ما يحدث في العراق فطالما ان حدود بغداد محصنة تبقى اللعبة الامنية مع «داعش» في اطار الاثمان التي لا بد من دفعها لتامين خط سير سالك تماما على امتداد الهلال المنشود...
من الغباء بمكان النظر الى ما يحدث في العراق بسطحية... او حتى مقارنته بالاحداث في سوريا او حتى ربط لبنان به سياسيا ورئاسيا ونيابيا من قريب او من بعيد.. ثمة قائل بان العراق فتح نفقا جهنميا طويلا سيغير ويحدد وجهة المنطقة السياسية والجغرافية او لنقل الشرق الاوسط الجديد كما يراه ويريده محور المقاومة.. وثمة قائل آخر بان سوريا نقطة في بحر العراق على كافة المستويات، وثمة الكثير من المعلومات التي تشي بان لبنان دخل في نفق انتظار المجريات العراقية دون ان يكون مرتبطا بها... المفاجأة قد تكون باي تطور سياسي على صعيد الانتخابات الرئاسية على غرار التطورات الامنية الاخيرة تصعيداً وملاحقة على حد سواء..
ثمة معطيات تقول بان «حزب الله» كما ايران وسوريا وروسيا لن يقفوا ربما مكتوفي الايدي يتفرجون على سقوط العراق بايدي المنظمات الارهابية ... في المناسبة ربما لم ينتبه اي طرف الى ان التضخيم الاعلامي للجماعات الداعشية دون بيئتها الحاضنة ليس بمحض الصدفة... وتشير المعلومات الدبلوماسية الى حصر هذه الجماعات قصدا في محيط واحد لربما لتطبيق التجربة السورية وتصفية هذه التنظيمات بعضها بعضا ... او حتى تعويمها وتركها تسرح وتمرح على هواها لتصفية مشغليها لاحقا على حدود اكثر من بلد عربي..
في لعبة تحديد هلال محور المقاومة؛ سياسة العصا والجزرة الايرانية قد تكون هي كلمة السر... لم ينس احد بعد كيف استقال الرئيس الاميركي باراك اوباما من مهمة ضرب سوريا في اللحظة الاخيرة ... لا تخطىء الاشارات الدبلوماسية حين تذكر بهذه الحادثة وتجيب على اسئلة كثيرين صالوا وجالوا على دول عدة لمعرفة السبب ... لربما لم ينتبه البعض الى الاقتصاد الاميركي المتدهور او حتى الى الخلايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية النائمة في اكثر من بلد غربي وفي اميركا نفسها والتي لا تستلزم اكثر من كبسة زر ايرانية..لا تخطىء اشارات الدبلوماسيين في التذكير ايضا بان اليمن وسوريا ورقة رابحة في يد الايراني وتباعا باقي محور المقاومة... لربما هنا تكون الحلقة المفقودة لاكمال قصة هلال هذا المحور وتقديمها كآخر الدواء ردا على مرض داعش المنتشر على اكثر من جبهة..

منال زعيتر - اللواء 30\6\2014

إرسال تعليق

 
Top