0
لم يعد يخف على أحد أهمية الحوار، خاصةً في عالمنا العربي. فأي مُجتمع تنتشر فيه قيم الحوار والتفاهم، يُعد مُجتمعاً صحياً واثقاً من قُدراته ومن قيمه. وقادر على تخطي النزاعات والمشاكل.
أتذكر عندما قرأت في يوم خبراً عن ارتفاع معدلات الطلاق، علقت بأن هذا مؤشر لارتفاع معدلات عدم الحوار، فإذا أُلغيت لغة الحوار والتفاهم حلّت مكانها لُغة القسوة والغضب، وأيضا القرارات المُستعجلة التي تهدم الأسرة وتفكك كيانها وتهز ترابُطها. فمن الأسرة النواة يبدأ التأصل على مفاهيم وقيم الحوار لننطلق بعدها الى الأسرة الأكبر. بات من اللازم ايضاً، ومجاراة لغرس القيم الحوارية في الأسرة عبر إدخال قيم الحوار لمناهجنا الدراسية، وأقصد على وجه الخصوص المناهج الدراسية للسنوات الأولى، فالطفل عندما يفتح عينيه على مبادئ وطرق وأساليب الحوار، في الحقيقة نكون علمناه كيف يكون ابننا باراً بأمه وأبيه، وكيف يكون زوجاً في المستقبل محترماً منتجاً، وكيف يكون أيضاً شاباً مسؤولاً لا طائشاً معتدياً على حقوق الآخرين. 
انها لا شك سلسلة مترابطة مع بعضها البعض أن نسجناها ربحنا أنفسنا والآخرين وأن فقدناها نوّلد خراباً على مجتمعاتنا.
في خلاصة القول، إن الحوار يسهم مساهمة قوية في المحافظة على الأمن الفكري من خلال النقاش في قضايا وهموم المواطن الحياتية والمعيشية كافة، حيث يتم تبادل الآراء والأفكار للوصول إلى رؤية واحدة أو إلى حلول لتعزيز الوحدة الوطنية و السلم الأهلي.

جوي حداد - رئيس هيئة التضامن السرياني الديمقراطي - منبر "ليبانون تايم" 28\6\2014


إرسال تعليق

 
Top