0
بسبب التطورات الامنية الاخيرة تكاثر الحديث عن تعزيز القوى الامنية عديدا وعتادا، وكوننا في لبنان هذه الدولة الغريبة العجيبة حيث تختلط الامور ببعضها فيضيع المواطن من كثرة التحليلات ومن أعداد المنظرين وما اكثرهم هذه الايام، وحتى تكون البداية سليمة، نبدأ ببعض الاحصاءات.

الجيش الكندي يبلغ تعداده 65 الفا، الشعب الكندي 35 مليون اي بمعدل جندي واحد لكل 538 مواطن.

الجيش الاميركي يبلغ 2.3 مليون مقابل 300 مليون مواطن، اي بنسبة جندي واحد لكل 130 مواطن.

الجيش المصري 468 الفا عدد السكان 76 مليون، اي ما يقارب جندي لكل 162 مواطن.

الجيش اللبناني 56 الفا عدد السكان 4 مليون ، اي بنسبة جندي واحد لكل 71 مواطن.

نفس الارقام يمكن ملاحظتها في عديد القوى الامنية حول العالم، فشرطة مدينة نيويورك تبلغ 34500 فردا، لمدينة يسكنها 8.4 ملاين مواطن (ما يعادل شرطي واحد لكل 250 مواطن) ويدخلها حوالي 20 مليون يوميا من المناطق المجاورة.

هذه الارقام تؤكد انه لدينا عدد كافي من الجنود ولسنا بحاجة الى اعداد اضافية بل نحن بحاجة الى عتاد متطور وتدريب وقيادة حكيمة.

فبعد اخفاق احداث 11 سبتمبر ادركت الولايات المتحدة اهمية جمع وتبادل المعلومات في مكافحة الارهاب حيث تم إنشاء "قيادة موحدة" لاجهزتها المخابراتية (14 جهاز مخابرات) لسرعة وفعالية تبادل المعلومات فيما بينها، واسست لشراكة مع معظم اجهزة المخابرات العالمية لتبادل المعلومات حول الارهاب، فجمع المعلومات وتحليلها بشكل سليم وسرعة تبادلها بين مختلف الاجهزة هو العامل الاساسي في المعركة ضد الارهاب.

هذه الشراكة الاميركية حققت اهدافها عندما تمكنت المخابرات الاميركية من افشال العديد من العمليات الارهابية قبل حصولها. فقد ابلغت المخابرات السعودية معلومات محددة ادت الى اكتشاف طرد مفخخ مرسل الى الولايات المتحدة في مطار هيثرو في سنة 2010. المتفجرات وضعت داخل علبة الحبر لطابعة الكترونية، واستطاعت تجاوز عدد من المطارات ومنها مطار هيثرو الدولي ولم يتم اكتشافها، الا من خلال مصدر من المخابرات السعودية. في مايو 2012، تم ارسال قنبلة مصنوعة من مواد غير معدنية بالكامل، وتحتوي على فتيل تفجير متطورة جدا، كما استخدام نوع جديد من المتفجرات لم يشاهد من قبل (كان بإمكان هذه العبوة عبور المطارات دون ان تكشف) وأعطي الانتحاري المفترض تعليمات لركوب الطائرة والذهاب إلى الولايات المتحدة، وتفجير نفسه في سماء الولايات المتحدة. لحسن الحظ كان هذا عميلا مزدوجا للمخابرات السعودية فنجت الولايات المتحدة من كارثة.
 
بالعودة الى لبنان، كان بإمكان جهاز الامن العام اعتقال الارهابيين في مطار بيروت لو كان لديه شراكة وتبادل معلومات مع المخابرات السعودية، كون أسماء الارهابيين كانت من ضمن لوائح المطلوبين لدى اجهزة الامن السعودية، كما ان الفوضى كانت ظاهرة خلال المداهمات التي قامت بها الاجهزة الامنية في فنادق بيروت.

ليس من المهم ان نزيد اعداد مجموعات التدخل والمداهمات، فالمكافحة في الجيش اللبناني والفهود في شعبة المعلومات كافية لهكذا نوع من العمليات. 

أما مجموعات الاقتحام، فهي بحاجة الى معدات متطورة وغالية الثمن، ما يطرح اشكالية تجهيزها بعتاد متطور كافي لتادية مهامها بفعالية. لدى المكافحة والفهود التدريب الافضل في مجال مكافحة الارهاب ولديهم ما يكفي من العديد. 

من بين الاجهزة الضرورية للمداهمات رادار لتحديد موقع الشخص وسرعته واتجاه حركته حتى من خلال جدران تصل سماكتها إلى 12 سم تقريبا. وكون جهاز الرادار هذا لا يرسل أي موجات راديو فانه لا يمكن كشفه. بالاضافة الى اجهزة كاشفة للمتفجرات، واجهزة للتشويش على ادوات التفجير المرتجلة.

نحن بحاجة الى طريقة فعالة لتبادل المعلومات بين مختلف الاجهزة اللبنانية، والاهم القدرة على تبادل المعلومات بفعالية مع اجهزة المخابرات الاجنبية.

نحن بحاجة الى مركز للقيادة والسيطرة، يستخدم احدث التطورات في مجال تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتعامل مع الأحداث الطارئة وفق نهج موحد للموقف الميداني ولاتخاذ قرارات مشتركة متناسقة ومتوافقة بين مختلف الاجهزة تضمن أفضل النتائج وأقل الخسائر البشرية.

إضافةً إلى كلّ ما ورد، لبنان اليوم بلا رئيس، إي عملياً، هو من دون قائد أعلى للقوات المسلحة، الذي من المُفترض أن يُشرف على تطبيق كلّ ما أوردناه من أفكار، ويعمل على إدارة هذا الملف، ولو معنوياً.

خاص "ليبانون تايم" - تادي رشيد عواد - عضو الجمعية الدولية لمهندسي المتفجرات - 27\6\2014

إرسال تعليق

 
Top