0
المؤامرة «الداعشية» تعتمد على السيطرة على الشرق الأوسط بأكمله، وتحويل كل بلدانه ليس فقط إلى «دويلات»، وإنما إلى أحياء وشوارع وحواري تابعة لأمير «داعش». والجديد بحسب مصادر متابعة لملف الارهابيين أن «الداعشيين» غيروا تكتيكات الخطة، فبدلا من الأسلوب العشوائي في التآمر وانتقاله دون تنسيق من دولة في الغرب إلى أخرى في الشرق وثالثة في الجنوب، فقد تقرر أن تكون للمؤامرة أسس واضحة، تقوم على وضع قائمة بالدول المراد التآمر عليها يعتمد ترتيبها على الحروف الأبجدية، وذلك لإتاحة الفرصة أمام ديكتاتور أي بلد أن يلملم أغراضه على مهل بدلا من سرعة الهروب من القصر الحاكم بشكل لا تستطيع معه السيدة الأولى أن تنتعل حذاءها. كما يتضمن التكتيك الجديد عدم التآمر على بلدين في وقت واحد وذلك خدمة للجماهير العريضة كي تستطيع متابعة مؤامرة واحدة، بدلا من التشتت بين عدة مؤامرات.
واكدت المصادر ان تنظيم «داعش» الارهابي نشر خريطة لدولته المزعومة التي يسعى الى اقامتها بعد سيطرته على عدة مناطق في العراق وسوريا، وقد وضع «داعش » على خريطته الاردن وفلسطين ولبنان اضافة الى سوريا والعراق والكويت ضمن دولتها المزعومة وأشارت المصادر الى ان مسلسل التفجيرات والاغتيالات الذي طال الابرياء اولا والمؤسسة العسكرية ثانيا والسياسيين ثالثا أكان في الضاحية الجنوبية او في الطيونة او البقاع او في الجنوب او في طرابلس وفي قلب العاصمة بيروت لن ينتهي عند هذا الحد بل سيتبعه متفجرات واغتيالات اخرى وفي مناطق متعددة على الاراضي اللبنانية ما دام هؤلاء التكفيريون يسرحون ويمرحون داخل الارا ضي اللبنانية وهناك من يبارك تواجدهم ويؤمن لهم الحضن الدافىء لاعمالهم وخير شاهد على ذلك ما حصل منذ عدة ايام في بيروت في منطقة الحمراء شارع الفنادق حيث التواجد للطائفة السنية من انتشار مسلح للمجموعات الاصولية والتكفيرية حيث انضم لها عدد كبير من شبان المناطق السنية واخرين سوريين ضد النظام السوري، وهذا ما ظهر أثناء قيام قوة من الأمن العام بمداهمة غرفة في فندق «دو روي» في الروشة، حيث قام انتحاري سعودي بتفجير نفسه ما أدى الى إصابة العديد من قوى الأمن ومن المواطنين، وضبطت أوراق ومعدات ومستندات مهمة في غرفة الانتحاري أشارت الى التحضير الى عمل أمني كبير.
وتشير المصادر الى أن هذه المجموعات قد احدثت لها مراكز في بعض مناطق بيروت وتقوم بدوريات ليلية مما يزرع الرعب في نفوس المواطنيين ومنهم من رحل عن المنطقة خوفا من اي عمل ارهابي قد يودي بحياتهم وخوفا ايضا من ان تغرر هذه المجموعات التكفيرية بأولادها القصّر لما تنشره من اشاعات مغرضة التي تعزز الطائفية والمذهبية في النفوس المؤججة أصلا خصوصا بين ابناء الشيعة والسنّة، حيث ان هذه المجموعات التكفيرية الداعشية تشيع بين اوساط الفتية بانها تحمل رؤية صالحة وجيدة ومثالية لجميع الناس وفي جميع الازمان والاوطان ووجدت من أجل إسعاد البشرية، وان يستبدلوا معتقداتهم بما تعتقد به الجماعة الارهابية. ويتم غسل لادمغتهم ثم تجبرهم بالالتحاق او الانضمام الى انماطها الاتية:
- الداعشي الديني المتعصب: وهو نمط ارهابي ديني تحكمه المبررات والمعتقدات الدينية مثل نصرة الدين، والجهاد، والصعود إلى الجنة في تنفيذ اعماله الاجرامية.
- الداعشي المستغل: نمط إرهابي ديني تم خداعه وغسل دماغه بمجموعة من الافكار البطولية والعظيمة، وغالبا ما تستغل قيادات داعش الارهابية المراهقين وصغار السن، او اشخاص يعانون من مشكلات حياتية صعبة في اقناعهم نحو الانتماء اليها بحجة اقناعهم بأن ذونبهم ستمحى اذا قاموا بهذا العمل، وسيحظون برضا الله ورسوله.
- الداعشي المنتقم: يندفع بعض الارهابين نحو القيام بالعمليات الارهابية بحافز او رغبة الانتقام من الجهة المستهدفة، وقد يرجع ذلك لمجموعة من الاسباب ومنها ان هذه الجماعة المستهدفة وخاصة الجماعة الشيعية او اي جماعة كافرة ولا تحترم الاسلام وانها تعارض تعاليم الله. فضلا عن ذلك ان هذه الجماعة لا تحبهم او ترغب بهم
- الداعشي الوطني المتعصب، يتحفز بعض انصار داعش من دافع وطني وسياسي وهمي زرعته الجماعات الداعشية في ذهنه، على سبيل المثال ايهام المنتمي بأن عمله هذا من اجل نصرة جماعته او دينه او قوميته والهدف الاعظم وراء قتاله تحقيق اهداف جماعته ونصرتها على الباطل. اما خارطة داعش التي نشرتها على مواقعها الالكترونية الرسمية تقول المصادر، فهي تؤكد ما قلته سابقا من ان هذا التنظيم يريد التمدد ابعد من حدود العراق وسوريا، فخارطة داعش ناقضت اسم التنظيم وشملت دول لا تنتمي للعراق او الشام مثل الكويت ولبنان ودول اخرى، وبأن هذه الخارطة ستتوسع كلما قويت شوكة «الدواعش» وزادت مساحة رقعة الارض التي تقع تحت سيطرتهم، واكبر دليل على ذلك هو دلالات ومعاني الخارطة التوسعية والتي تحمل في طياتها معان خطيرة وكبيرة وبأن الاعلام قد اعطاها حقها في التحليل او التفسير.
لذا تنبه المصادر من خطر هذه الخارطة عسى ان ينتبه المسؤولون اللبنانيون لما في هذه الخارطة من معان مدسوسة عمدا. فداعش اليوم أصبحت تمثل وكالة اعلام إرهابية مجانية لبث الدمار، وليس فقط مجموعة إرهابية مسيّرة.

ماري حدشيتي - الديار 27\6\2014

إرسال تعليق

 
Top