كثر الحديث عن زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى القدس... ولكن كثرة الهمس حول هذا الموضوع لم يلغ حقيقة تفريق منتقدي الزيارة بين نوايا البطريرك الايجابية وبين مفاعيل هذه الخطوة السلبية على لبنان واللبنانيين..
حساسية وخطورة الموقف ربما، دفعت الفاتيكان الى الدخول على خط الوساطة اللبنانية لمساعدة الراعي على العودة عن قراره ... الضوء الاخضر الفاتيكاني سار بالموازاة مع آخر لبناني من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي تمنى على الراعي الغاء الزيارة... ولعل اكثر التمنيات واقعية كانت طلب جهات سياسية متنوعة محسوبة على فريقي 8 و14 من البطريرك سرا وعلانية تعديل برنامجه والاكتفاء باستقبال البابا في الاردن كونها ارض مقدسة ايضا وتشكل الخيار الانسب للتوفيق بين ما يصبو اليه الراعي وبين ما يريده كل اللبنانيين.
الا ان كل اللبنانيين لا تشمل بالضرورة «حزب الله» الذي ما زال يلتزم الصمت ولا يريد التعليق لا سلبا ولا ايجابا على زيارة البطريرك الراعي الى القدس.. حتى اللحظة، يحتفظ الحزب بموقفه وبالسرية اللازمة التي تتيح بحسب رؤيته للامور مناقشة الزيارة ومفاعيلها مع بكركي عبر القنوات الرسمية المتبعة بعيدا عن الضجيج الاعلامي...
ووفقا لمصادر معنية بارزة في لجنة حوار ( حزب الله - بكركي)، فان ممارسة سياسة الصمت هذه من قبل الحزب تعبر عن قناعته بعدم جدوى التراشق الاعلامي مع بكركي في هذه اللحظة بالذات نظرا لحساسية الموقف ودون اغفال تخوف الحزب من التأثير السلبي للقيل والقال على علاقته مع بكركي وسيدها، وربما لسبب اخر يتعلق بعدم اعطاء «كارهي» الخير للطرفين اية فرصة لتعكير صفو العلاقة بينهما .
وفي هذا السياق تحديدا، لا تتوانى المصادر عن التأكيد بان الحزب مصر على معالجة هذا الموضوع الحساس عبر القنوات المتبعة مع بكركي بكثير من الروية والهدوء والرصانة والعقلانية والاعصاب الباردة حتى تصل الامور الى نتيجة ايجابية، لافتة الى ان موقف الحزب من الزيارة سيتحدد بناء على التطورات ونتيجة التواصل القائم مع لجنة بكركي حول هذا الموضوع سواء كانت سلبية او ايجابية، على ان يتناسب هذا الموقف مع الحفاظ على سيادة وكرامة لبنان واللبنانيين...
ولفتت المصادر الى ان زيارة الحزب الى سيد بكركي واردة في اية لحظة للتباحث في موضوع زيارته المرتقبة الى الاراضي المحتلة او غيرها من المواضيع ، واضعة هذه الزيارة في اطار التواصل العام والدائم بين الطرفين.
وفي حين أبدت المصادر استغرابها لما اشيع عن زيارة مفترضة لوفد من حزب الله الى بكركي اليوم «أمس»، اشارت في المقابل الى ان اية زيارة من هذا القبيل سوف يتم الاعلان عنها رسميا ولا حاجة لأن تكون سرية.
14/5/2014 منال زعيتر - اللواء
إرسال تعليق