0
للأيام الآتية، ولأحمد الجربا الكشف عن المحصلة الفعلية لزيارة واشنطن، وبماذا وعدت إدارة باراك أوباما المعارضة السورية وبماذا لم تَعِدْ.. وللرئيس الإيراني أن يقرّر كيفيّة النظر إلى مصالح بلاده وكيفيّة صونها.. وله فوق ذلك، أن يرتع ما شاء له، في نأيه عن نكبة السوريين، والاستطراد في فذلكة الكلام الذي لا يعني شيئاً. وله كل ما له في بداية الأمر ونهايته، وهو مَن هو، رئيس أكبر وأقوى وأغنى وأخطر دولة على وجه الأرض.

لكن للضحايا دائماً حق السؤال! حتى لو قُمِعَ الصوت وطال انكسار الميزان!

من ذلك، ما يراه الجميع. ضحايا ومرتكبون، وشياطين وقدّيسون، من أداء أميركي غير «مفهوم» حتى في ظلّ مدوّنة السلوك الأوبامية ذاتها: ماذا تختلف «داعش» العراق عن «داعش» سوريا؟ ولماذا تشارك الطائرات الأميركية من دون طيّار في حملة المالكي ضدّها في الأنبار ولا «تشارك» مع المعارضة السورية (المعقولة) ضدّها في سوريا؟ وكيف تُقصف التنظيمات المشتقّة من السليلة ذاتها في اليمن وتُنسى في سوريا؟ وهل هناك حرب واحدة على الإرهاب أم أنّ هذه بدورها خاضعة لمنطق الازدواجية؟!

يرفض مستر أوباما تقديم سلاح نوعي خشية وقوعه في الأيدي الخطأ، ويرفض الموافقة على إقامة حظر جوّي فوق مناطق المعارضة.. ورَفَضَ ويرفض معاقبة الأسد على استخدام أسلحة محرّمة دولياً ضدّ السوريين! لكنه يرفض الآن أن يفعل في سوريا ما يفعله في العراق واليمن وباكستان وافغانستان! علماً أنّه يُعرف (طالما أنا أعرف!) أنّ أضرار «داعش» في سوريا وارتكاباتها وفظاعاتها أشنع وأبشع من أي مكان آخر فيه جماعات مماثلة تستحق القصف والملاحقة!

الموقف الأميركي هذا غريب في شكله لكنّه متناسق مع السياسة الأوبامية في مضمونه: «داعش» وظيفة أكثر من كونها تنظيماً حقيقياً! ووظيفتها في العراق غيرها في سوريا. في الأولى تقاتل «ضدّ» المالكي وإيران. وفي الثانية تقاتل «مع» المالكي وإيران. في الأولى تبدو إبنة شرعيّة لـ»القاعدة» الأصلية! في الثانية ليست سوى إبنة شرعيّة لغرفة العمليات المشتركة الإيرانية الأسدية ضدّ ثورة سوريا. وهذا شأن موثّق، بدءاً من «تهريب» عناصرها من سجون بغداد ودمشق وصولاً إلى أدائها الميداني حيث تكمل حرفياً، ما تعجز سلطة الأسد وأعوانها عن إتمامه!.. لكنها في الحالتين والمكانَين، تنظيم إرهابي تتوفّر فيه كل شروط الانضمام إلى اللائحة الأميركية للإرهاب! وكل دواعي الاستهداف من الحرب الدولية على الإرهاب!

ألا يوصل ذلك في مكان ما إلى طرح سؤال كبير: هل يريد أوباما فعلاً إسقاط الأسد ومحاربة الإرهاب؟ أم يفضّل (الآن على الأقل) عدم إزعاج المفاوِض الإيراني في جنيف بخطوات غير مأنوسة في دمشق؟!

غير أوباما! ومسكين شعب سوريا!

علي نون - المستقبل 18\5\2014

إرسال تعليق

 
Top