علاء الدين سلطاني - أحيانا أسأل نفسي ما الخطة الأمثل للّعب وهل الخطة الحديثة المنتشرة في الكرة الأوروبية 4-2-3-1 مناسبة أم أنها دفاعية لدرجة تدعو للخجل؟
سادت في الماضي خطة 4-4-2 لمرحلة طويلة ولا شك أن هذه الخطة تستحق أن تكون الخطة المثالية لأسباب كثيرة أهمها أنها منظمة جدا ومتوازنة في الدفاع والهجوم ولنتأمل هذه الخطة جيدا.
خطة 4-4-2 هي تاريخيا تطوير منطقي لخطة برازيلية تبالغ في الهجوم وهي خطة 4-2-4.
في خطة 4-4-2 نجد قلبي دفاع ثابتين وظهيرين أيمن وأيسر وأمامهم لاعب وسط مدافع ولاعب وسط مهاجم (صانع ألعاب) وجناح أيمن وجناح أيسر ومهاجمان متقدمان وأحيانا يكون هناك مهاجم أمام الآخر لتصبح 4-4-1-1.
جمال هذه الخطة في وضوح مهمة كل لاعب فهناك أجنحة وأظهرة ولاعب ارتكاز واحد ومهاجمان صريحان لكن قد تبدو نقطة الضعف في وجود لاعب ارتكاز واحد ونقطة القوة في وجود جناحين وظهيرين ومهاجمين ولكن قد تدفع هذه الخطة الفريق لإفراغ الوسط واللعب على الأطراف بكثرة لذلك تم تعديل هذه الخطة كثير في الألفية الثالثة.
التطور الجديد الذي سيطر على خطط اللعب هو اللعب بمهاجم واحد فقط وزيادة اللاعبين في خط الوسط ليصبحوا 5 لاعبين.
الخطة الجديدة التي أخلص لها مورينيو وسار عليها فيرغسون في مانشستر الموسم الماضي هي خطة 4-2-3-1.
هذه الخطة تم زيادة عدد لاعبي الارتكاز إلى لاعبين ليكون في الفريق لاعبا وسط مهمتهما الدفاع من خط الوسط ومحاولة قطع هجمات الخصم وصناعة الهجمة ليزيد بذلك القوة الدفاعية للفريق، وهناك لاعب وسط مهاجم واحد يلعب خلف المهاجم الأوحد الصريح.
المشكلة في هذه الخطة وجود مهاجم واحد فقط وهو أمر مخجل ومسيء إلى اللعب الهجومي وأحيانا يستعين المدرب بمهاجم آخر ليلعب بدلا من لاعب الوسط المهاجم لكن يبقى الهجوم ضعيفا في هذه الخطة برغم مشاركة لاعبي الوسط المدافعين في الهجمات لكن مهمتهما الدفاعية في الوسط أكبر.
لذلك تبدو خطة 4-4-2 هي الأمثل لوجود مهاجمين لكن الكرة الحديثة في أوروبا تفضل دائما اللعب بمهاجم واحد فقط مقابل زيادة التركيز على الوسط بخمسة لاعبين، المنتخب البرازيلي مثلا بدأ يلعب بهذه الخطة مع سكولاري الذي أدرك أن البرازيليين لا يتقنون الدفاع المحكم فطريا ويتقنون فطريا أيضا الهجوم الفعال لذلك اختار خطة 4-2-3-1 لتكون أساس اللعب في الفريق وأثمر ذلك عن الفوز على إسبانيا في النهائي بثلاثية نظيفة، ولا شك أن قوة خطة سكولاري تكمن في وجود 5 لاعبين في الوسط مما يجعل الفريق مسيطرا على الوسط قادرا على صد هجوم الخصوم بلاعبي وسط مدافعين.
هذان اللاعبان إن امتلكا مهارات فردية عالية ولياقة بدنية عالية فيمكن لهما المشاركة بالهجوم بصورة فعالة والعودة إلى مراكزهما بسرعة، وهذا ما يجعلنا نقول إن مستوى اللاعبين الفردي والجماعي وتطبيقهما للخطة بذكاء وإخلاص مهم جدا وربما أهم من شكل الخطة ذاتها.
لكن برأيي الشخصي، أجد خطة 4-4-2 مناسبة جداً للعب في الدوريات وليس المنتخبات بينما خطة 4-2-3-1 مناسبة للمنتخبات لأن البطولات الكبرى سيلعب فيها أي فريق عدة مبارايات فقط والأخطاء الدفاعية لا يمكن تدراكها بينما يمكن تدارك خسارة النقاط في الدوريات حيث يلعب الفريق الواحد ما يزيد على 30 مباراة في الدوري.
لذلك، التركيز الدفاعي في البطولات مسوغ ومطلوب واللعب بمهاجم واحد أمر مسوغ أيضا لأن الهدف الذي يدخل في البطولة من الصعب تعويضه والخسارة في المباراة تعني الخروج من البطولة، وطبعا لكل فريق خطة تناسب لاعبيه وهناك خطط أخرى كثيرة كخطة 3-5-2 التي سادت لفترة في التسعينات وانقرضت تقريبا الآن باستثناء بعض الفرق والمنتخبات.
هذه الخطة قوية وضعيفة في الوقت نفسه فهناك لاعبان مدافعان ومعهما مدافع آخر حر يتقدم ويعود ويقوم بمهمة العمق الدفاعي بحيث يستدرك أخطاء المدافعين المساكين الآخرين.
هذا اللاعب المدافع الحر تم تغيير موقعه ليصبح وسطا مدافعا في خطة 4-2-3-1.
والمشكلة في خطة 3-5-2 هي تسليم مهام الجناح للأظهرة بحيث يكون الظهير هو الجناح أيضا ومهمته اللعب على الأطراف هجوما ودفاعا ومهمته الهجومية أكثر من الدفاعية وهذا يتعب اللاعب كثيرا وربما لا يقوم بمهامه بصورة متوازنة بينما في خطة 4-4-2 هناك ظهير وأمامه جناح يقوم بمهمة هجومية بحتة.
في السنوات الأخيرة ظهرت خطة جديدة ومخجلة جدا برأيي وهي خطة الألماسة 4-3-2-1 وهي مبالغة جدا في الدفاع وخجولة جدا في الهجوم والعمل بها سيقتل اللعب الهجومي وسيتقل معه المتعة أيضا لأنه ليس من المعقول أن ألعب بـ 11 لاعبا ثلاثة منهم فقط يهاجمون بينما البقية مهمتهم دفاعية في الأساس.
إرسال تعليق