0
نشرت عدة مواقع الكترونية، قصة الأسلحة التي ستقدمها فرنسا، من خلال الهبة السعودية للجيش اللبناني، ونقلاً عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أن هناك صعوبة إنشاء منظومة صحيحة من صواريخ الكروتال لان كلفتها ستتجاوز ثلثي الهبة السعودية (هذا ما يقوله الفرنسيون) يتجه القرار لاستبداله بالكروتال الذي هو من الجيل القديم الذي سعره أدنى، لماذا يرغب البعض في هدر المساعدات العسكرية على اسلحة لا طائل منها، وعرقلة التسليح الفعلي للجيش.

في البداية تم تميع واهمال الطلب اللبناني باستبدال الهبة الروسية المؤلفة من عشرة مقاتلات ميغ 29 MIG-29SMT بطوافات قتالية من طراز مي-35(Mil Mi-35). 


مع العلم ان الجيش اللبناني يفتقر إلى طائرات قادرة على تنفيذ مهام الدعم الجوي القريب، كما يفتقر إلى الحوامات القتالية. وهو كان قد استعمل طائرات الهليكوبتر المخصصة للنقل UH-1H لقصف مواقع الإرهابيين (بطريقة بدائية) إبان حرب نهر البارد. 

وبالتالي، بالإمكان اختصار الحاجات اللبنانية الملحة بطوافات Mi-24 أو نسختها المعدة للتصدير Mi-35، وهي الطوافة القتالية القادرة على العمل بكفاءة في مجال تغطية القوات الخاصة من الجو، وفي شتى أنواع العمليات. وبدل الاسراع في قبول الهبة الروسية الملحة لسد حاجات الجيش اللبناني، توقف العمل بشأن الهبات الروسية وبطريقة غير مفهومة.
 
وها نحن اليوم نهدر فرصة جديدة بهدر الهبة السعودية بشراء نظام "كروتال" الصاروخي من الجيل القديم غير القادر على تلبية حاجات الجيش اللبناني.

النظام "كروتال" تم تصميمه عام 1967م من قبل شركة Thales Group الفرنسية، للدفاع الجوي ضد الأهداف المنخفضة الارتفاع، التي تصل سرعتها إلى 2.1ماخ. 


ويتكون النظام من مركز القيادة وتحكم محمل على مركبة مدرعة مجهزة لاكتشاف الاهداف والتعرف عليها وقيادة النيران، ويمكنه اكتشاف الهدف على مسافة 5ـ10كيلومترات، وقاعدة إطلاق ذات 4 صواريخ على مركبة مدرعة أخرى مجهزة برادار لتتبع الهدف وتوجية الصواريخ.

ويزن الصاروخ حوالي 18كيلوجراماً، وهو مجهز بمحرك نفاث يعمل بالوقود الجاف، وتصل سرعته الى 800 متر-ثانية. وأقل مدى للصاروخ 500 متر، وأقصى ارتفاع له 5 كيلومترات، المدى الاقصى 8 كيلومترات تقريبا، وعند تفجير الرأس الحربي تتشكل شظايا تصل سرعتها إلى 2300 متر-ثانية.



الجيل الجديد من نظام "كروتال" والمعروف باسم (Crotale NG) دخل الخدمة سنة 1990 يتميز باستقلالية العمل، والحركة العالية، والعمل في كل الظروف الجوية، ليلا ونهارا، كما أنه يعمل بأسلوب التنسيق مع أنظمة الدفاع الجوي الأخرى، ويمكن دمجه تماما ضمن شبكة متكاملة للدفاع الجوي. 


وفي هذا النظام ثمانية صواريخ فائقة السرعة طراز(VT1) جاهزة لإطلاق، ومداها11 كيلومترا، وتصل إلى ارتفاعات من عشرة أمتار وحتى 6000 متر. وتستخدم القوات الجوية الفرنسية النظام الجديد لحماية قواعدها الجوية ومنشآتها الحيوية الأخرى، ويوضع النظام داخل حاوية مصفحة على مقطورة او على الية مدرعة.


 

صواريخ ميسترال 

ميسترال هو صاروخ أرض- جو موجه بالأشعة تحت الحمراء مصنعة من قبل أنظمة الصواريخ MBDA وهي شركة متعددة الجنسيات الأوروبية (Matra BAe Dynamics).صنع عام 1974. وتم تحديثه للمرة الاولى في عام 1988 تحت اسم (S1) و واعيد تحديثه للمرة الثانية عام1997 تحت اسم (M2). يستعمل للدفاع الجوي على ارتفاع منخفض.

طول الصاروخ : 1.86 متر ، قطر الصاروخ 90 ملم ، مدى الرماية الفعال 6000 متر، الرأس الحربي زنة : 2.95 كلغ ، سرعة الصاروخ : 800 متر في الثانية.



ويستخدم الصاروخ ميسترال مع وحدة إطلاق تسمح له العمل من على المدرعات والسفن أو الطائرات العمودية (مثل غزال).
 
بعد هذا الشرح الموجز نستنتج ان ما هو معروض على لبنان هو صواريخ قصيرة المدى تصلح لاعتراض الطائرات المحلقة على علو منخفض بأحسن الاحوال، وهو ليس نظام متكامل.. فهل نحن امام فضيحة كروتال جديدة؟

النظام المتكامل للدفاع الجوي يستخدم في عمله منظومات من الرادارات (قصيرة - متوسطة - طويلة) المدى مع منظومات الدفاع الأرضية المتحرك التي تستخدم صواريخ (أرض-جو). (قصيرة - متوسطة - طويلة) المدى وكذلك مدفعية الطائرات السريعة الثابتة والمتحركة، وصولاً الى الصواريخ المحمولة على الكتف.
 

وها نحن اليوم نهدر فرصة جديدة بهدر الهبة السعودية بشراء نظام "كروتال" الصاروخي من الجيل القديم ولا يلبي حاجات الجيش اللبناني، كما جاء التزرع بعدم الموافقة الفرنسية على شراء دبابات "لوكلير" لاقفال الباب على نقاشات اخرى، مع العلم ان الجيش يفتقر الى دبابات قادرة على تنفيذ مهام الدعم القريب للمشاة، وان المصفحات الفرنسية AMX-10-RC قادرة على سد هذه الثغرة فهي تحمل مدفع من عيار 105 ملم كما تملك منظومة نار تحقق اصابات من الطلقة الاولى.



ان المصفحة AMX-10-RC مناسبة لتسليح افواج التدخل والوحدات الخاصة اللبنانية بقوة نارية قوية ويعتمد عليها، كما ان اسعارها وكلفة صيانتها اقل بكثير من الدبابة الثقيلة "لوكلير". 


اما عن حاجات الجيش في مكافحة الارهاب وخصوصا مجال مكافحة المتفجرات ومكافحة القناصة فحدث ولا حرج. بامكان الجهاز الفرنسي SLD 500 كشف القناصة وتحديد اماكنها بدقة كبيرة.



كما يمكن تزويد الجيش قناصات من عيار 12.7 ملم من نوع 'Hecate II' بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها في معارك نهر البارد بسبب هكذا قناصات ذات المدى البعيد.


 

كما يمكن شراء طائرات مراقبة بدون طيار لمراقبة الحدود مع سوريا لوقف تسلل الارهابيين، ولدى الفرنسيين عدد من هذه الطائرات من مختلف الاحجام، واهمها "EADS Harfang"



هل فعلا نريد تسليح الجيش اللبناني؟ او نريد ابقاءه ضعيفا لنبرر عجز الدولة ونستبدله بالامن الذاتي؟ 


على الشعب اللبناني الضغط على المسؤولين لمنع هدر الهبة السعودية كما هدرت الهبة الروسية.

خاص "ليبانون تايم" - تادي رشيد عواد - عضو الجمعية الدولية لمهندسي المتفجرات - 7\4\2014

إرسال تعليق

 
Top