0
ذكرت معلومات منسوبة الى مصادر ديبلوماسية ان العماد ميشال عون يقدّم نفسه على انه مرشح للرئاسة لبناني مئة في المئة وليس مرشح ايران ولا السعودية وشعاره لبنان اولا قادر على التأثير في حلفائه و«المون» على حزب الله في قضايا كثيرة. «الرئيس التوافقي، يتقاسمه الزعماء ويقسّمون الوطن مناطق نفوذ. الرئيس الوفاقي، يجمع لبنان واللبنانيين في وحدة وطنية شاملة». 

هذا ما يردده العماد ميشال عون فهو يرى ان رئيس الجمهورية عليه ان يمد يده للجميع دون ان يحني رقبته لأحد وتكون له علاقات خارجية متينة من شأنها ان تحصن لبنان دون ان يكون تابعاً لأي قوى خارجية.

وتضيف هذه المصادر ان العماد عون يحظى بتأييد بكركي، فالبطريرك بشاره الراعي يهمس ضمناً انه يريد عون للرئاسة وباستطاعته التأثير على نواب مسيحيين في ذلك، كما انه يبلغ من يزوره ان عون يحظى ايضا بمباركة الفاتيكان. اما المفاجأة فتكمن في أن ابرز الداعمين لوصول عون الى سدة الرئاسة هي الادارة الاميركية التي تحبذ عون على سائر المرشحين اذ ان حظوظ عون للرئاسة ترتفع كلما بان في الافق توافق اميركي - ايراني أو ايراني - سعودي. 

وعليه، يقوم وزير الخارجية جبران باسيل بعدة اتصالات مع السفير الاميركي لدى لبنان دايفيد هيل من اجل تكثيف المساعي التي تؤدي الى ايصال عون الى الرئاسة كما ان السفير هيل يحضّر زيارة لعون الى السعودية بهدف تقريب وجهات النظر بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح وبين السعودية كي يحصل عون على تأييد السعودية وبالتالي يحصل على اصوات كتلة الرئيس السابق سعد الحريري التي تتشكل من 40 نائباً.

وتتابع المصادر ان العماد عون متفائل من زيارته الى السعودية المرتقبة قريبا لانه يعلم انه اذا نجحت هذه الزيارة سيكون قد حظي بدعم كتلة المستقبل وعندئذ ستتم تسميته بالاكثرية داخل المجلس النيابي.

وتشير مصادر سياسية الى ان من يجتمع مع العماد عون يلمس ثقة عالية عنده بأنه سيصل الى الرئاسة فهو لديه 27 نائباً الى جانب مباركة بكركي والفاتيكان واميركا ولذلك أبلغ حزب الله انه سيقوم بالمناورات السياسية التي تضمن وصوله رئيساً وقد اعطاه الحزب الضوء الاخضر للقيام بذلك. من هنا، لم يقم جبران باسيل بزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مستشفى الجامعة الاميركية كيلا يستفز الاطراف السياسية الاخرى ولا يؤثر في معركة عمه الرئاسية. 

فالاخير يعمل جاهدا على الاتصال بسفراء الدول الكبرى للحصول على دعمهم للعماد عون. وفي سياق المناورات السياسية، اعطى عون ايعازاً لنوابه لعدم قيامهم بتوجيه اي انتقاد لتيار المستقبل لانه لا يريد استفزاز السعودية ولا يريد ان يحسب على ايران. التقارب العوني - الحريري ليس وليد الساعة فمنذ مدة وبينهما انسجام اذ ان الادارة الاميركية تحرص على هذا التقارب وتعمل على تخفيف التوتر الذي كان سائدا بينهما. وواقع الحال أن السفير الاميركي هو الذي رتب الزيارة التي قام بها عون لسعد الحريري في باريس منذ شهر ونصف والتي شكلت نقطة التحول في العلاقة بين الكتلتين. 

وتتابع المصادر السياسية «كثيرون اعتقدوا ان هذا التقارب سيستفز حزب الله الا ان الاخير بارك هذه الزيارة التي تصب في خانة معركة عون الرئاسية. انما التقارب بين عون والحريري استفز زعيم كتلة القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع فدفعه الى ترشيح نفسه لاحراج حلفائه في 14 اذار وبالاخص كتلة المستقبل». التصريح الذي ادلى به العماد عون «لقاؤنا مع تيار المستقبل هو فسحة للدخول الى تفاهم وطني بين كل مكونات الوطن» اثار غضب جعجع الذي رأى ان حلفاءه يسيرون بخطوات سريعة تجاه عون فأراد ان يقطع الطريق عليه «ويهز العصا» لسعد الحريري بأنه موجود وبقوة داخل 14 آذار وانه قادر على زعزعة هذا الحلف تماما كما فعل في السابق عندما انتفض على ايلي حبيقة لقبوله «الاتفاق الثلاثي».

في نهاية المطاف، حظوظ الرئيس المقبل، حسب المصادر الديبلوماسية، مرتبطة بالصفقة الدولية التي ستحصل اكثر من انها مرتبطة باللعبة اللبنانية الداخلية وبمواصفات الرئيس.

وتختم هذه المصادر بالقول: منذ انتهاء الحرب الاهلية والرؤساء الذين يتناوبون على كرسي الرئاسة لا يمتلكون قاعدة شعبية الا انه هذه المرة قد «يخرق» ميشال عون لائحة المرشحين، خصوصا ان اميركا تريد فتح قنوات مع حزب الله وتريد تكرار السيناريو العراقي حين طلبت من اياد علاوي ان لا يكون رئيساً لحكومة العراق لانها تريد مكانه نوري المالكي المقرب من ايران. وهذا ما حصل.

نور نعمة - الديار 6\4\2014

إرسال تعليق

 
Top