بعد طول غياب يطل سفير النظام السوري علي عبد الكريم علي على اللبنانيين بموقف مستفز ومحرض، غير آبه بمشاعر الأهالي الذين ينتظرون أبناءهم منذ ثلاثة عقود ويقول «ليكتشف الفلكيون مصير السجناء اللبنانيين». لم تعد مساحة الأرض تكفي لتصريحات علي، فها هو يسبح في فضاء الفلكيين والمنجمين الذين تكثر إطلالاتهم على الشاشات وأحد منها لا يعرف المكان الذي يختبئ فيه رأس النظام السوري بشار الأسد.
يطير علي في الفلك الخارجي. فالساحة اللبنانية تحصر تحركاته أما الساحة السورية فلا مكان فيها لملجأ أو مغيث. وإن كان الفلكيون يعجزون عن ايجاد مكان الأسد المختفي أو المتخفي ربما منذ ثلاث سنوات كيف لهم أن يكتشفوا أقبية النظام التي تخفي مئات اللبنانيين منذ عاماً؟. ثلاث سنوات من العذاب والتهجير والقتل والإجرام يعيشها الشعب السوري فيما يعاقب المعتقلون اللبنانيون في أقبية النظام منذ ثلاثين عاماً.. العذاب واحد والنظام واحد ومغارة «علي» بابا لا تتسع إلا لغير المرغوب بهم.
جاء تصريح علي بعد أسبوعين على فضح الملفات السرية التي تكشف إعدام النظام للبنانيين متهمين بالانتماء الى أحزاب معادية لسوريا، وبعد عامين تقريباً على خروج يعقوب شمعون من معتقلات نظام الأسد. في صيف العام . لم يكن يعقوب بحاجة الى فلكيين لكشف مكانه، خرج بعدما أرضى النظام السوري بالمال وبعدما باع أهله «ما فوقهم وتحتهم» ليخلصوه من العذاب الجسدي والنفسي الذي يمارسه النظام وجيشه «العربي السوري» بسادية في سوريا كما مارسوه في لبنان.. فهل نزل يعقوب شمعون من كوكب في الفضاء الخارجي أم سقط كالنيزك من الفلك؟؟
في الواقع، لقد خرج يعقوب من مغارة «علي» بابا، أو بالأحرى مغارات علي عبد الكريم علي الذي ما زالت «تؤوي» مئات المعتقلين اللبنانيين، منهم من فقد أهله الأمل في ايجاده، يريدون استرداده حياً كان أم ميتاً، ومنهم من صار أهله في دنيا الحق. لم تكن الصراحة والديبلوماسية يوماً من سمات النظام السوري، فهو لطالما تعامل مع لبنان بمنطق القوة منتقصاً من سيادته، وإن كان تصريح علي غير مسؤول ولا يرتقي الى مستوى سفير لبلد مجاور، فلأنه يعلم بأن مصير نظامه يعجز المنجم المغربي عن كشفه.
هذا التشاؤم الذي يبثه علي في لبنان يقابله تفاؤل مستمر منذ اندلاع الثورة السورية بعودة الشعب السوري الى أرضه، لربما أراد أن يحشرهم في معتقل اللبنانيين لمجرد أنهم هربوا من بطشه وتبرأوا منه لقتله أطفالهم واغتصاب نسائهم. وفي حين قررت لجنة حقوق الإنسان النيابية درس ملف المعتقلين اللبنانيين لطرحه من جديد، اتجه علي الى قطع الطريق على مطالبهم بكشف مصير اللبنانيين، لكنه لن ينجح في فعلته، فما مات حق وراءه مطالب.
باختصار، يريد علي من اللبنانيين أن ينسوا أهلهم وابناءهم واخوتهم، وأن يمنعهم من مجرد إثارة قضيتهم. في المقابل يصر علي كما في كل تصريح له على استعادة كل مواطن سوري نزح الى لبنان، يقول «هناك مساكن لأعداد كبيرة». طبعاً، ففي الوقت الذي تحولت فيه سوريا الى صحراء قاحلة، لم يحافظ النظام السوري إلا على أقبيته ومعتقلاته وما أكثرها..
6/4/2014 كارلا خطار- المستقبل
يطير علي في الفلك الخارجي. فالساحة اللبنانية تحصر تحركاته أما الساحة السورية فلا مكان فيها لملجأ أو مغيث. وإن كان الفلكيون يعجزون عن ايجاد مكان الأسد المختفي أو المتخفي ربما منذ ثلاث سنوات كيف لهم أن يكتشفوا أقبية النظام التي تخفي مئات اللبنانيين منذ عاماً؟. ثلاث سنوات من العذاب والتهجير والقتل والإجرام يعيشها الشعب السوري فيما يعاقب المعتقلون اللبنانيون في أقبية النظام منذ ثلاثين عاماً.. العذاب واحد والنظام واحد ومغارة «علي» بابا لا تتسع إلا لغير المرغوب بهم.
جاء تصريح علي بعد أسبوعين على فضح الملفات السرية التي تكشف إعدام النظام للبنانيين متهمين بالانتماء الى أحزاب معادية لسوريا، وبعد عامين تقريباً على خروج يعقوب شمعون من معتقلات نظام الأسد. في صيف العام . لم يكن يعقوب بحاجة الى فلكيين لكشف مكانه، خرج بعدما أرضى النظام السوري بالمال وبعدما باع أهله «ما فوقهم وتحتهم» ليخلصوه من العذاب الجسدي والنفسي الذي يمارسه النظام وجيشه «العربي السوري» بسادية في سوريا كما مارسوه في لبنان.. فهل نزل يعقوب شمعون من كوكب في الفضاء الخارجي أم سقط كالنيزك من الفلك؟؟
في الواقع، لقد خرج يعقوب من مغارة «علي» بابا، أو بالأحرى مغارات علي عبد الكريم علي الذي ما زالت «تؤوي» مئات المعتقلين اللبنانيين، منهم من فقد أهله الأمل في ايجاده، يريدون استرداده حياً كان أم ميتاً، ومنهم من صار أهله في دنيا الحق. لم تكن الصراحة والديبلوماسية يوماً من سمات النظام السوري، فهو لطالما تعامل مع لبنان بمنطق القوة منتقصاً من سيادته، وإن كان تصريح علي غير مسؤول ولا يرتقي الى مستوى سفير لبلد مجاور، فلأنه يعلم بأن مصير نظامه يعجز المنجم المغربي عن كشفه.
هذا التشاؤم الذي يبثه علي في لبنان يقابله تفاؤل مستمر منذ اندلاع الثورة السورية بعودة الشعب السوري الى أرضه، لربما أراد أن يحشرهم في معتقل اللبنانيين لمجرد أنهم هربوا من بطشه وتبرأوا منه لقتله أطفالهم واغتصاب نسائهم. وفي حين قررت لجنة حقوق الإنسان النيابية درس ملف المعتقلين اللبنانيين لطرحه من جديد، اتجه علي الى قطع الطريق على مطالبهم بكشف مصير اللبنانيين، لكنه لن ينجح في فعلته، فما مات حق وراءه مطالب.
باختصار، يريد علي من اللبنانيين أن ينسوا أهلهم وابناءهم واخوتهم، وأن يمنعهم من مجرد إثارة قضيتهم. في المقابل يصر علي كما في كل تصريح له على استعادة كل مواطن سوري نزح الى لبنان، يقول «هناك مساكن لأعداد كبيرة». طبعاً، ففي الوقت الذي تحولت فيه سوريا الى صحراء قاحلة، لم يحافظ النظام السوري إلا على أقبيته ومعتقلاته وما أكثرها..
6/4/2014 كارلا خطار- المستقبل
إرسال تعليق