0
قررت فرنسا ان الوقت حان لمحاسبة نظام بشار الأسد على الجرائم البشعة التي ارتكبها طوال 3 سنوات بحق الشعب السوري.

فقد علمت «المستقبل» من مصدر فرنسي ان «باريس تحضر مسودة قرار لطرحها في مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة تنص على احالة جرائم الحرب في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية«. وأن «نص هذا القرار محط نقاش وتشاور بين فرنسا وحلفائها في مجلس الامن كبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية».

اضاف المصدر «لقد مهدنا لمشروع القرار هذا بتقرير يحمل اسم «سيزار« يتضمن اكثر من 50 الف صورة موثقة لجرائم النظام واساليب تعذيبه الوحشية في سجونه السرية في سوريا. وقد نشر الوفد الفرنسي في نيويورك هذا التقرير الاسبوع الماضي«.

وعن احتمال تعذر تبني القرار بسبب فيتو روسي جديد قال المصدر «ان عجز مجلس الامن الدولي عن التصدي للازمة السورية حتى الآن يسبب حالة انعدام ثقة واحباط لدى شريحة واسعة من الشعوب والسياسيين على السواء. لا يمكننا التوقف عن تقديم الاقتراحات المحقة بسبب الخوف من رفضها من قبل روسيا. علينا طرح القرار للتصويت ولتتحمل كل دولة مسؤولياتها«.

يشار الى ان لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة كانت وضعت لائحة سرية بأسماء المتهمين السوريين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في الصراع الدائر منذ اندلاع الثورة السورية. وبالطبع لن يتم الكشف عن هذه الاسماء الا عند احالة ملف الجرائم الى المحكمة الدولية.

وكانت فرنسا وبريطانيا عملتا على تكوين فرق من ناشطي حقوق الانسان لتوثيق الانتهاكات المرتكبة في الحرب السورية من اجل تقديمها امام العدالة الدولية عندما يحين الوقت لذلك. ولا بد من الاشارة الى ان عقوبات حظر السفر وتجميد الاصول المصرفية التي فرضها الاتحاد الاوروبي على شخصيات سورية وايرانية، تم تبنيها بسبب تورط تلك الشخصيات في عمليات القتل والقمع التي يتعرض لها الشعب السوري. وطبعا يتصدر بشار الأسد اللائحة السوداء التي تضم ايضا شقيقه ماهر وشقيقته بشرى وابن خاله رامي مخلوف ومستشارته بثينة شعبان ووزير خارجيته وليد المعلم وكل الاسماء الكبيرة في رأس هرم النظام باستثناء نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.

وتأمل الوفود الغربية في مجلس الامن في نيويورك ان تمتنع روسيا عن التصويت ضد قرار احالة جرائم النظام السوري الى المحكمة الجنائية الدولية ولا سيما بعد قيام موسكو بضم القرم منتهكة القوانين الدولية، فقد يكون الوفد الروسي بحاجة الى تلطيف الاجواء الديبلوماسية المشحونة مع الغرب منذ بداية الازمة الاوكرانية.

ميدانياً، تعرضت احياء عدة في دمشق السبت لسقوط قذائف هاون استهدف بعضها حياً يضم مراكز امنية، وسقطت احداها قرب السفارة الروسية في حي المزرعة، بحسب ما ذكر المرصد السوري.

في هذا الوقت، تتواصل المعارك وعمليات القصف والتصعيد في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وفي ريف ادلب حيث واصل مقاتلو المعارضة تضييق الحصار على معسكر وادي الضيف، احد آخر معاقل قوات النظام في ريف ادلب الجنوبي.

وقال المرصد «سقطت صباحا قذيفتا هاون في محيط مبنى الاركان في منطقة الامويين في دمشق، كما سقطت قذيفة قرب مبنى السفارة الروسية في المزرعة» لم تؤديا الى وقوع اصابات. ثم اشار الى سقوط قذائف اخرى على منطقة الفحامة حيث توجد مراكز امنية عدة، بحسب المرصد، وعلى حي الشاغور القريب منها في جنوب العاصمة، ومنطقتي الطبالة والدويلعة الشعبيتين اللتين تسكنهما غالبية من المسيحيين والدروز عند اطراف العاصمة.

وقالت الهيئة العامة للثورة ان احدى القذائف سقطت «مقابل قيادة الشرطة، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير، تبعه انتشار أمني كثيف وتوافد لسيارات الإطفاء والاسعاف».

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها ان قذائف الهاون طالت «حي الاطفائية ودار الاوبرا وصالة الفيحاء الرياضية» في دمشق، ما تسبب باضرار مادية واصابات، متهمة «ارهابيين» باطلاقها.

وافاد المرصد عن استمرار «الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب في بلدة المليحة ومحيطها»، ما ادى الى مقتل اربعة مقاتلين اليوم.

وكان المرصد وناشطون اشاروا الجمعة الى محاولات من قوات النظام لاقتحام البلدة التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي. وقتل 17 مقاتلا معارضا الجمعة في معارك المليحة، غداة مقتل 22 الخميس في اليوم الاول من التصعيد.

وتقع المليحة بالقرب من بلدة جرمانا المحسوبة على النظام.

وتعاني بلدات وقرى الغوطة الشرقية نقصا فادحا في المواد الغذائية والادوية. وقد توفي طفل الجمعة نتيجة سوء التغذية، بحسب المرصد.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة وجبهة النصرة ومقاتلين من كتائب اخرى من جهة ثانية، في محيط حواجز للقوات النظامية بين مدينة خان شيخون وبلدة بابولين، وتمكن المقاتلون من السيطرة على المنطقة». وبذلك، تكون مجموعات المعارضة المسلحة تتحكم بمنطقة استراتيجية على الاوتستراد الدولي الذي يصل وسط البلاد بادلب والذي يعتبر طريق امداد استراتيجياً يؤدي الى معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف ادلب.

وافاد المرصد مساء السبت عن مقتل ستة مقاتلين معارضين على الاقل في معارك بين مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان في ريف ادلب الجنوبي، والواقعتين على الطريق الدولية بين وسط البلاد وادلب.

وكان مقاتلو المعارضة بدأوا هذه المعركة قبل شهرين بسيطرتهم على بلدة مورك في ريف حماه الشمالي الواقعة ايضا على طريق الامداد بين وسط سوريا وشمالها.

في حلب (شمال)، قتل ستة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال في قصف من الطيران المروحي «بالبراميل المتفجرة» على بلدة تل جبين في الريف الشمالي للمحافظة.

كما قصف الطيران احياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب، ابرزها مساكن هنانو قرب حي الصاخور (شرق). وكان 18 شخصا على الاقل قتلوا السبت في قصف جوي على احياء الشعار والميسر والصاخور.

في محافظة الحسكة (شمال شرق)، افاد المرصد عن «مقتل قائد مركز الدفاع الوطني الموالي للنظام، خلال اشتباكات مع الدولة الإسلامية في العراق والشام» قرب مدينة الشدادي (جنوب) الواقعة تحت سيطرة التنظيم الجهادي.

ويظهر فيديو أخير صور السبت في ريف دمشق مقاتلا يطلق نيران مدفع آلي ثقيل مثبت في صندوق شاحنة صغيرة.

وقال مصدران أميركيان الجمعة إن الادارة الامريكية تضع اللمسات الأخيرة لخطة من أجل زيادة التدريب وشحن أسلحة خفيفة لمقاتلي المعارضة السورية مع اكتساب الحكومة السورية قوة دفع في أعقاب انهيار محادثات السلام الخاصة بالشرق الأوسط.

وأضاف المسؤولان المقربان من الخطة لـ»رويترز» ان الولايات المتحدة ستزيد المساعدات وترسل شحنات الأسلحة لفصائل المعارضة المعتدلة التي تتخذ معظمها من الأردن مقرا لها على طول الحدود الجنوبية لسوريا.

وأردف المسؤولان ان الامدادات الإضافية ستكون متواضعة على الأرجح ولن تتضمن قذائف أرض - جو مشككين بشأن أثرها في حرب أهلية قتل فيها ما يقدر بنحو 150 ألف شخص وتسببت في تشريد زهاء تسعة ملايين وتهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

وبدأت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السبت اجتماعا يستمر ثلاثة ايام، لانتخاب هيئة سياسية جديدة باستثناء المناصب العليا، بحسب ما افاد عضو في الائتلاف وكالة «فرانس برس».

وسيبحث الاجتماع الذي يعقد في مدينة اسطنبول، ملفات سياسية وتنظيمية، منها نتائج مفاوضات جنيف-2 مع النظام، وتعيين وزراء في الحكومة الموقتة.

6/4/2014  مراد مراد - المستقبل

إرسال تعليق

 
Top