يبدو ان عقول نصف السياسيين اللبنانيين المحظيين مودعة لدى دول القرار غربية كانت اما عربية، اما النصف الاخر من هذه العقول فهو مرمي في ادراج السفراء والسفارات الاجنبية والعربية والمعتمدة في لبنان، وهي تدار بالرموت كنترول وارسال التعليمات والاشارات اللازمة الى اصحابها لملء فراغ منصب رئاسة الجمهورية الذي سيشغر في الخامس والعشرين من ايار المقبل او تسليم صاحب الفخامة "الفراغ" تعاونه فوضى عارمة تدير شؤون البلاد والعباد، حتى يصار الى عقد مؤتمر تأسيسي لبناني باتفاق دولي يلغي الطائف وبعده الدوحة ويوزع الحصص والمغانم على الطوائف والمذاهب اللبنانية.
هذا ما صرحت به احدى الشخصيات الجنوبية السياسية المحايدة والتي رأت ان اللجنة المكلفة من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي قوامها النواب، ياسين جابر وميشال موسى والنائب الحاضر الغائب في البرلمان اللبناني علي عسيران باستمزاج اراء رؤساء الكتل والنواب والشخصيات السياسية حول شخصية الرئيس المنتظر، بأن هذه الخطوة لا تعدو كونها خطوة فلكلورية استعراضية لا تثمن ولا تغني من جوع ولربما تؤدي الى تعطيل انعقاد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، مع العلم، كما تقول الشخصية الجنوبية ان منصب الرئيس هو منصب ماروني وبان هذه اللجنة تفتقر الى عنصر نيابي ماروني لانعدام وجوده داخل كتلة التنمية والتحرير التابعة لبري بعدما خسر المقعد الماروني الوحيد الذي كان يملكه في منطقة جزين وتحول الى حصة ميشال عون في الانتخابات الماضية الاخيرة.
وتتابع الشخصية، ان كل الاسماء المارونية المرشحة لتولي منصب الرئيس، غالبيتها تطرح في سوق التداول الاعلامي لحرق اوراقها السياسية او للمزايدات، خاصة ان التحالفات السياسية النيابية اللبنانية التي تستوجب حضور الثلثين من عدد النواب الحاليين في الجلسة الاولى لانتخاب رئيس للجمهورية تحددها سياسات دول القرار التي تسيطر على عقول السياسيين و«تبرمجهم» حسب مصالحها واتفاقاتها فيما بينها ولا علاقة لاي تحالف لبناني - لبناني كما يشاع بانضاج طبخة الرئاسة الاولى، لان هذا الامر خارج عن السيطرة اللبنانية الداخلية ويخضع لمعايير دولية واقليمية وعربية.
اما الذين يتحضرون لخوض غمار معركة الرئاسة الاولى فانهم يعلمون مسبقا ان هذا الامر ليس بايديهم والقرار ليس قرارهم وكلمة السر الخارجية لم تصدر بعد، وكل ما يحصل من هذه الامور ليس الا برباغندا اعلامية حالية.
وتختم الشخصية الجنوبية السياسية المحايدة، بان صاحب الفخامة «الفراغ »، هو الاوفر حظا بتولي سدة الرئاسة لفترة زمنية، لكن لا احد يعلم مدتها لحين الاتفاق على المؤتمر التأسيسي الذي يغيّر خارطة لبنان وواقعه السياسي ويدخله في مرحلة جديدة هي اشبه بجمهورية جديدة، والى ذلك الوقت تبقى الامور مرهونة بخواتيمها.
ماري حدشيتي - الديار 6\4\2014
إرسال تعليق