0
تزامن إعلان الخارجية الروسية عن اتفاق لعقد مؤتمر جنيف - 3 مع تحذير الدول الاحدى عشرة النظام السوري من اجراء انتخابات رئاسية، واعتبرتها غير شرعية، يعني ان المؤتمر سيواجه بما لا يتيح له الوصول إلى الحل الذي شدد عليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ختام زيارته للجزائر وهو عدم وجود حل عسكري وإنما حل سياسي في غياب توافق على ذلك على الرغم من الاعتقاد لدى الاطراف كافة بأنه المخرج من الأزمة في سوريا، أي ترك الباب مفتوحاً للاحتمالات، بعد أن أفشلت إسرائيل المحادثات الثنائية.

ويبقى الجواب رهناً بما تقرره الهيئة العامة للائتلاف المعارض في اجتماعها اليوم في اسطنبول وعلى مدى ثلاثة أيام وهو يعرض ما أدى إلى فشل جنيف - 2، ونتائج المحادثات والمشاورات مع دول عربية وخارجية إضافة إلى العمل لجمع المعارضة في إطار موحد ليكون القرار النهائي معبراً عن توجه مشترك يأخذ به الكل بعد البحث المعمق واستطلاع ما يمكن ان يؤدي اليه المؤتمر في هذه المرة، ولا سيما القراءة المعمقة لما اعلنه المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاتشيفيتش، ويتضمن وقف العنف ومكافحة الارهاب وتأليف حكم انتقالي بمشاركة كل من الحكومة وقطاعات مختلفة من المعارضة.


ويسأل المراقبون عن دوافع هذا الإعلان الروسي المفاجئ كونه يأتي في وقت يشتد الخلاف بين موسكو وأميركا والمجموعة الأوروبية حول كيفية حل أزمة اوكرانيا بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي باصرار مستمر من الرئيس فلاديمير بوتين وما اذا كان ذلك مقدمة للاتفاق على تفاهم ليس بالنسبة لأزمة اوكرانيا بل لعدد من المشاكل المثيرة للخلاف بين الجانبين.


وغير بعيدة الدعوة إلى جنيف - 3 من استيضاح لافروف الحلف الأطلسي أسباب انتشاره في أوروبا مع انه لا يخرج عن أسلوب ما يوصف بالعض على الأصابع، أي الاكتفاء بتبادل الرسائل الساخنة ما دام الصدام المسلح مرفوضاً من الجانبين، وهو يضاعف من معاناة دول وشعوب من مشاكل تزداد حدة وتؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا واراقة الدماء.


هذه العوامل مجتمعة لا تمنع من التطلع إلى ما سيؤدي إليه مؤتمر جنيف - 3، وإن لم يُحدّد موعده بعد، فمواصلة المشاورات عربياً ودولياً وما ستتخذه الدول الاحدى عشرة من اجراءات مستحدثة هي التي ستحدد مسار الأحداث لا سيما النزف الحاصل في سوريا وانعكاساته على الدول المجاورة خصوصاً لبنان بعدما رفعت الأمم المتحدة الصوت عالياً ضد خطورة تدفق النازحين إليه.

5/4/2014 كمال فضل الله - اللواء

إرسال تعليق

 
Top