يوما بعد يوم تتكشف أكثر فأكثر الخلافات الواقعة بين جيش النظام السوري و«حزب الله» على خلفية ادارة الفريقين للحرب الدائرة في سوريا، اذ يسعى كل منهما الى اثبات وجهة نظره، وهو الامر الذي بدأ ينعكس سلبا على القيادتين العسكريتين المعنيتين بادارة هذه الحرب وعلى عناصرهما، وخصوصا الحزب، حيث بدأت حالات الاعتراض والاحباط تُسيطر على نفوس عناصره، وهذا ما ظهر الى العلن بعد سقوط بلدة يبرود منذ شهر تقريبا.
فتحت قيادة «حزب الله» خلال الايام القليلة الماضية باب المأذونيات لعناصرها المتواجدين في سوريا فسمح لأكثر من الفين منهم بزيارة اهاليهم بعد انقطاع دام لأكثر من ستة اشهر متواصلة، وهو الامر الذي اعتبرته هذه العناصر بمثابة مكافأة لها بعد «الانجازات» التي حققتها في بعض المناطق السورية ومنها القلمون، لكن ما تتناقله هذه العناصر بين محيطها حول الاشكالات الدائمة التي كانت وما تزال تحصل بين قيادتها العسكرية في سوريا وبين عدد من الالوية المقاتلة في جيش النظام على الجبهات ذاتها، توحي جميعها بفقدان عامل الثقة بين الحلفاء لدرجة ان كل فريق بات يُدير الحرب هناك من منظاره الخاص ووفقا لحساباته.
مجموعة من العناصر المأذونة روت عن سير معركة يبرود وعن «اخوة» لها في «القوّة الخاصة» سقطوا بين قتيل وجريح بنيران صديقة خلال عملية الاقتحام وقد وصل عددهم الى ما يُقارب خمسة عشر مقاتلا، والبعض الآخر تحدث عن انسحابات من جهة واحدة كانت تُنفذها وحدات وكتائب من جيش النظام من دون تنسيق مسبق مع الحزب والحديث هنا عن كتيبة من لواء المظليين كانت انسحبت من بلدة السُحل الواقعة على مشارف القلمون الامر الذي اوقع اصابات عديدة في صفوف عناصر الحزب ما زال مصير بعضهم مجهولا لغاية اليوم.
«لا مكافأة حتى الساعة بل وعود بالحصول عليها، وحتى الغنائم العسكرية لم نستطع العبور بها الى الجهة اللبنانية، فوحدات مشتركة لعناصر امن الحزب والجيش النظامي جاهزة على الدوام لمصادرة اي قطعة يتم تهريبها عبر نقاط التفتيش». بهذه الكلمات يُعبّر احد عناصر الحزب عن حال العديد من زملائه الذين يُقاتلون في سوريا، ويتطرق ايضا الى الخلافات شبه اليومية التي تقع بينهم وبين افراد وضباط من جيش النظام، «كانت تنتابنا احيانا حالات اكتئاب من الاوضاع التي نعيشها، فعلى سبيل المثال كُنا نُجبر على الانتقال من سكننا الى طابق اخر في المبنى ذاته او الى مبنى آخر لأن الضابط المسؤول عن الكتيبة التي تلازمنا قد ارتاح لهذا المكان فكان يُرسل الينا عناصره لتخبرنا بضرورة اخلاء المكان له، فكنا بدورنا نضطر الى الرضوخ بطلب من المسؤولين عنا».
كثيرة هي الاخبار والمشكلات المُحزنة التي تحملها معها عناصر الحزب الى اماكن سكنها في وطنها الأم، حكايات عن شقيق قُتل امام عيني شقيقه وعن صديق تقطّعت اطرافه بقذيفة امام اصدقائه دون ان يتمكنوا من اسعافه، لكن اقساها واصعبها هي تلك التي تحدثت عن مجموعة مؤلفة من اربعة عناصر كانت تكمن اثناء الليل في موقع متقدم فاستهدفهم طيران النظام عن طريق الخطأ، وهنا يقول احد رفاقهم «تمكنا لاحقاً من سحبهم لكنهم كانوا قد «استشهدوا» جميعهم ويومها قررنا اخلاء ذاك الموقع وكدنا ان ندخل في صدام مسلّح مع وحدة الرصد في الجيش النظامي لدرجة انهم اتهمونا بمبالغتنا في حزننا على اخواننا».
لم تنته فترة مأذونيّات عناصر الحزب بعد لكن شعوراً ما بدأ يعتري هؤلاء بأن استدعاءاتهم ستكون قريبة جدا خصوصا بعد الانباء عن سقوط بلدة كسب في ريف اللاذقية وايضا في ظل الاستعدادات المترافقة لفتح معركة تحرير حلب التي بدأ يتحدث عنها النظام السوري، وما تخشاه هذه العناصر ان يتم تكليفها بالتوجه الى اللاذقية وذلك وسط معلومات تصل الى قيادتهم تتحدث عن ضعف ووهن عناصر الجيش الأسدي في مواجهتهم للثوار وعمق التخبط هذا لا يُعبر عنه سوى كلام قاله احد كوادر «حزب الله» العسكريين لقيادته «يبدو اننا امام حرب مخيمات لبنانية اخرى، في السابق كنا نستعيد المواقع من الفلسطينيين ليلا ونقوم بتسليمها لعناصر حركة «امل» التي كانت تخسرها عند طلوع الفجر».
5/4/2014 علي الحسيني - المستقبل
فتحت قيادة «حزب الله» خلال الايام القليلة الماضية باب المأذونيات لعناصرها المتواجدين في سوريا فسمح لأكثر من الفين منهم بزيارة اهاليهم بعد انقطاع دام لأكثر من ستة اشهر متواصلة، وهو الامر الذي اعتبرته هذه العناصر بمثابة مكافأة لها بعد «الانجازات» التي حققتها في بعض المناطق السورية ومنها القلمون، لكن ما تتناقله هذه العناصر بين محيطها حول الاشكالات الدائمة التي كانت وما تزال تحصل بين قيادتها العسكرية في سوريا وبين عدد من الالوية المقاتلة في جيش النظام على الجبهات ذاتها، توحي جميعها بفقدان عامل الثقة بين الحلفاء لدرجة ان كل فريق بات يُدير الحرب هناك من منظاره الخاص ووفقا لحساباته.
مجموعة من العناصر المأذونة روت عن سير معركة يبرود وعن «اخوة» لها في «القوّة الخاصة» سقطوا بين قتيل وجريح بنيران صديقة خلال عملية الاقتحام وقد وصل عددهم الى ما يُقارب خمسة عشر مقاتلا، والبعض الآخر تحدث عن انسحابات من جهة واحدة كانت تُنفذها وحدات وكتائب من جيش النظام من دون تنسيق مسبق مع الحزب والحديث هنا عن كتيبة من لواء المظليين كانت انسحبت من بلدة السُحل الواقعة على مشارف القلمون الامر الذي اوقع اصابات عديدة في صفوف عناصر الحزب ما زال مصير بعضهم مجهولا لغاية اليوم.
«لا مكافأة حتى الساعة بل وعود بالحصول عليها، وحتى الغنائم العسكرية لم نستطع العبور بها الى الجهة اللبنانية، فوحدات مشتركة لعناصر امن الحزب والجيش النظامي جاهزة على الدوام لمصادرة اي قطعة يتم تهريبها عبر نقاط التفتيش». بهذه الكلمات يُعبّر احد عناصر الحزب عن حال العديد من زملائه الذين يُقاتلون في سوريا، ويتطرق ايضا الى الخلافات شبه اليومية التي تقع بينهم وبين افراد وضباط من جيش النظام، «كانت تنتابنا احيانا حالات اكتئاب من الاوضاع التي نعيشها، فعلى سبيل المثال كُنا نُجبر على الانتقال من سكننا الى طابق اخر في المبنى ذاته او الى مبنى آخر لأن الضابط المسؤول عن الكتيبة التي تلازمنا قد ارتاح لهذا المكان فكان يُرسل الينا عناصره لتخبرنا بضرورة اخلاء المكان له، فكنا بدورنا نضطر الى الرضوخ بطلب من المسؤولين عنا».
كثيرة هي الاخبار والمشكلات المُحزنة التي تحملها معها عناصر الحزب الى اماكن سكنها في وطنها الأم، حكايات عن شقيق قُتل امام عيني شقيقه وعن صديق تقطّعت اطرافه بقذيفة امام اصدقائه دون ان يتمكنوا من اسعافه، لكن اقساها واصعبها هي تلك التي تحدثت عن مجموعة مؤلفة من اربعة عناصر كانت تكمن اثناء الليل في موقع متقدم فاستهدفهم طيران النظام عن طريق الخطأ، وهنا يقول احد رفاقهم «تمكنا لاحقاً من سحبهم لكنهم كانوا قد «استشهدوا» جميعهم ويومها قررنا اخلاء ذاك الموقع وكدنا ان ندخل في صدام مسلّح مع وحدة الرصد في الجيش النظامي لدرجة انهم اتهمونا بمبالغتنا في حزننا على اخواننا».
لم تنته فترة مأذونيّات عناصر الحزب بعد لكن شعوراً ما بدأ يعتري هؤلاء بأن استدعاءاتهم ستكون قريبة جدا خصوصا بعد الانباء عن سقوط بلدة كسب في ريف اللاذقية وايضا في ظل الاستعدادات المترافقة لفتح معركة تحرير حلب التي بدأ يتحدث عنها النظام السوري، وما تخشاه هذه العناصر ان يتم تكليفها بالتوجه الى اللاذقية وذلك وسط معلومات تصل الى قيادتهم تتحدث عن ضعف ووهن عناصر الجيش الأسدي في مواجهتهم للثوار وعمق التخبط هذا لا يُعبر عنه سوى كلام قاله احد كوادر «حزب الله» العسكريين لقيادته «يبدو اننا امام حرب مخيمات لبنانية اخرى، في السابق كنا نستعيد المواقع من الفلسطينيين ليلا ونقوم بتسليمها لعناصر حركة «امل» التي كانت تخسرها عند طلوع الفجر».
5/4/2014 علي الحسيني - المستقبل
إرسال تعليق