0
اربع اشارات ظهرت تباعاً ومن مصادر مختلفة، تتعلق في العمق بمعركة انتخاب رئىس جديد للجمهورية في 25 ايار المقبل، حتى ولو كان ظاهرها لا يشي بذلك، الا انه يمكن الاستناد اليها لمحاولة كشف المستور مما يدبّر من اسلحة للحؤول دون وصول رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتورسمير جعجع الى منصب الرئاسة الاولى، او حتى السهر على عدم حصوله على اصوات وازنة تعكس رغبة حقيقية لدى فريق من النواب، بان اي تغيير جذري في الحياة السياسية اللبنانية، لا يمكن ان يتمّ عن طريق رئىس جمهورية لا يتابع نهج وسياسة وتصميم الرئيس العماد ميشال سليمان، وسمير جعجع هو المرشح الوحيد حتى الآن الذي اعلن انه يريد ان يكمل ما بدأه الرئىس سليمان.

الاشارة الاولى، ذات الثقل الكبير، هي في سقوط جميع الاعتبارات لدى قوى 8 اذار بزعامة حزب الله، وقبولهم غير المشروط بالخطة الامنية لوقف القتال في طرابلس جبلاً وساحلاً واقتحام ما كان محمياً بالخطوط الحمر في جبل محسن وباب التبانة، وتواري جميع «القبضايات» عن الانظار بعدما كانوا يملأون الدنيا تهديداً ووعيداً، وهذا القبول من 8 آذار، في تبريد الساحة الطرابلسية، يأتي قبل ايام من موعد الاستحقاق الدستوري، ويمكن توظيفه في التقارب مع تيار المستقبل خصوصاً ومع اهل السنّة عموماً، الذين لم يخفوا تعاطفهم مع الدكتور جعجع في جميع وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي.

الاشارة الثانية، كانت «تذكير» سعد الحريري الذي سبق له واعلن انه يؤيد جعجع للرئاسة الاولى، ان قراره بدعم جعجع سوف يترتب عليه احتمالات سلبية فسّرت من قبل المراقبين انها تهديد بمنعه من العودة الى لبنان، وبالتالي لا امكانية للقبول به رئيساً للحكومة في المستقبل.

الاشارة الثالثة اتت من الاعلام القريب من 8 آذار، عند الكلام عن وجود نوافذ مفتوحة بين المستقبل وحزب الله، وكان سبقه استغلال واسع للقاء الذي تم في اوروبا بين العماد ميشال عون وبين سعد الحريري، والايحاء بان التفاهم على الرئيس الجديد اصبح ممكناً بين الرجلين.

اما الاشارة الرابعة التي تؤشر الى امكانية تحقيق تفاهم ما بين تيار المستقبل وحزب الله، قد يكون مقتصراً على الوضع الامني، وقد يتجاوز الى تفاهمات ابعد، فهو تصريح وزير العدل اللواء اشرف ريفي الذي دعا الى توسيع افق الانفتاح على حزب الله لمنع الفتنة السنية... الشيعية.

***

من الطبيعي ان تستخدم قوى 8 آذار جميع الاسلحة لمحاربة ترشيح سمير جعجع لمنصب رئاسة الجمهورية بما فيها حملات فتح القبور والملفات من ضمن اجتياح اعلامي وسياسي لوسائل الاعلام المرئية والمسموعة، والمكتوبة، التي في اغلبيتها تدور في فلك 8 آذار، ومن الطبيعي ان تقدم قوى 8 آذار تنازلات امنية وسياسية، بدأت في الحكومة، واستمرت في الحقائب الوزارية وامتدت الى طرابلس، ولا شيء يمنع تدحرجها لتحقيق هدف منع وصول جعجع الى قصر بعبدا، ومنع تحقيق ما دعا اليه سيد القصر الرئيس سليمان، عندما وضع مواصفات الرئىس المقبل بان يكون «قوياً، لبنانياً، عربياً، وتوافقياً»، اذا امكن وينتمي الى خط سياسي لبناني مكتمل الولاء للبنان..» وجاءت بالامس بعض الصحافة العربية تقول بان الرئيس سليمان ربما يعيد دور الرئيس الراحل الياس سركيس، بايصال الرئيس الشهيد بشير الجميل الى الرئاسة الاولى، بدعمه ترشيح الدكتور سمير جعجع، لان توصيفه للرئيس المقبل ينطبق عليه.

على اي حال، لقد اخذ السباق الى بعبدا يأخذ ابعاداً بالغة الدقة، والخطورة خصوصاً اذا تم التعامل مع هذا السباق، بمنطق القوة وليس بالمنطق الديموقراطي وحرية التعبير والترشح، لان لبنان سوف ينزلق بسرعة الى الاسوأ مما هو عليه اليوم، على اعتبار ان الديموقراطية تجرّ الديموقراطية، والقوة تجرّ القوة، اما بالنسبة الى تيار المستقبل، فان الخيار الوحيد المتاح امامه، اذا اراد ان تبقى 14 آذار، هو خيار قرن الكلام بالفعل ومساندة حليفه الرئيس سمير جعجع.

فؤاد أبو زيد - الديار 4\4\2014

إرسال تعليق

 
Top