ما يحدث الآن على الساحة السياسية اللبنانية هو نوع من «الاستربتيز» السياسي، تُخلع فيه كل الأفكار الراسخة والمبادئ الثابتة قطعة قطعة حتى آخر ورقة توت لتظهر عورة النفاق والانتهازية والوصولية و«بيزنيس» الدجل السياسي، عرض «استربتيز» ضخم باتساع مساحة الوطن، يشاهده الشعب على الهواء مباشرة، او يقرأه من خلال الصحف.
ان اخطر انواع «الاستربتيز» هو ذلك الذي يمارس على قارعة السياسة العربية والشارع السياسي اللبناني والاحداث التى نعيشها والاقلام التى نقرأ لها والمواقف التي نشاهد تبرهن وتدلل على ذلك.
ان اخطر انواع «الاستربتيز» هو ذلك الذي يمارس على قارعة السياسة العربية والشارع السياسي اللبناني والاحداث التى نعيشها والاقلام التى نقرأ لها والمواقف التي نشاهد تبرهن وتدلل على ذلك.
هكذا علقت بعض الاوساط السياسية على ما يجري على الساحة السياسية اللبنانية والتي تتابع بان هذا ما يحضره اللبنانيون منذ فترة طويلة وخصوصا خلال فترة ولادة الحكومة السلامية التي طال مخاضها لأكثر من عشرة اشهر واليوم «استربتيز» الاستحقاق الرئاسي والذي يقال عنه بانه «استربتيز» محلي وطني وهناك معطيات كثيرة وكثيرة تدل على ذلك في الظاهر، خصوصا ما صرح به السفير الاميركي ديفيد هيل بان بلاده لن تتدخل في الاستحقاق الرئاسي اللبناني وفي الوقت نفسه لم تحبذ تعديل الدستور لفرضية التمديد لرئيس الجمهورية او انتخاب احد موظفي الفئة الاولى.
وتقول الاوساط بان «استربتيز» الولايات المتحدة الاميركية يولي اهمية كبيرة للاستحقاق الرئاسي كما انها تحذر من الفراغ في الرئاسة الأولى، مثلما حذرت من الفراغ في الحكومة، لأن الفراغ يشل عمل الادارات والمؤسسات الرسمية كما انه يجر إلى الفوضى والفلتان الامني. لذلك تقول الاوساط باستهزاء ان الولايات المتحدة الاميركية تحرص على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد وتتمسك بان يدير اللبنانيون امورهم الداخلية بانفسهم دون اي تدخل خارجي وخصوصا الاستحقاقات، وانها ترفض التمديد او التجديد للرئيس سليمان وتمنت ان يحترم اللبنانيون الدستور وعدم تعديله كما انها لا تتبنى او تدعم اي مرشح لكرسي الرئاسة الاولى.
هذا كله من اجل الحفاظ على الديموقراطية في لبنان كما تقول الاوساط التي تشير الى ان هناك همسات في الصالونات السياسية والاعلامية تقول ان الولايات المتحدة تدعم ترشيح العماد ميشال عون رئيس تيار «تكتل التغيير والإصلاح» للرئاسة وذلك لقدرته الكبيرة في التعاطي مع حزب الله ومن جهة ثانية يشاع بان الولايات المتحدة الاميركية ترفض رفضا قاطعا ان تتقدم الاقطاب المارونية البارزة على الساحة اللبنانية مثل رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس تيار الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون ورئيس حزب الكتائب الرئيس الاسبق امين الجميل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية لأنه وحسب التصورات الاميركية فإن هؤلاء الاقطاب قد يخلقون جوا من التوتر مما قد يؤدي الى فلتان امني والانزلاق في المجهول لذلك تفضل وتنصح يالتفاهم للتوصل الى مرشح وسطي كما حصل في استحقاق رئاسة الحكومة.
وتضيف الاوساط السياسية ان الام الحنون تحبذ وصول وزير الداخلية الاسبق المحامي زياد بارود وهذا ما اشارت به الى البطريرك مار بشارة الراعي لان بارود غير محسوب على احد وهو معتدل ومستقل وكان ناجحاً في عمله خلال توليه وزارة الداخلية.
وتقول الاوساط ان هناك اسماء مارونية كثيرة وكثيرة جدا يُعوّل على توليها كرسي الرئاسة الاولى ومنها على سبيل المثل لا الحصر ومع حفظ الالقاب: امين الجميل، ميشال عون، سمير جعجع، ، سليمان فرنجية، بطرس حرب، جان قهوجي، رياض سلامة، جان عبيد، روبير غانم، زياد بارود، مروان شربل، جوزف طربية، واي «ماروني» اخر...
وتختم الشخصية بقولها ان «الاستربتيز» السياسي هو سيد الموقف وعلى قاعدة الضرورات تبيح المحظورات وما دامت الامور تسير بشكلها الاعتيادي والروتيني فما المانع من انتخاب رئيس من عامة الشعب اللبناني على الاقل مجيئه اخف من اي مسلسل دموي قد يؤدي الى تفتت البلاد وتقسيمها.
ماري حدشيتي - الديار 4\4\2014
إرسال تعليق