لم يؤشر تقديم الدكتور سمير جعجع ترشيحه للسدّة الأولى إلى التماهي مع مقتضيات الدستور اللبناني والتجاوب مع التزامن القانوني للمهل المحددة فحسب، بل سبر عميقاً في أغوار تاريخٍ للمسيحيين والموارنة خصوصاً حيث العريكة الصلبة تستولد قادةً شمخوا ولم يجبنوا، واجهوا ولم يدبروا، آثروا السجون وغياهبها على السفارات ودفئها المصطنع.
لم يداوي ترشيح الدكتور جعجع الذات المارونية من عيب "الانتظارية الخانعة" الشاخصة بالنظام العلوي السوري لسنواتٍ طويلةٍ خلت كي يقتبس لها رئيساً مطأطأ الرأس طائعاً، بل غاص في أدق التفاصيل الحضارية والموضوعية لبرنامجٍ رئاسيٍ محاطٍ بالحراك المنظم والمترابط كما يحصل في أرقى الدول الديمقراطية.
لم يتجاوب ترشيح الدكتور جعجع مع إعادة تخصيب الجسم المسيحي لإصابته بالتصحر والعقم إبّان الإحتلال السوري للبنان، لكنه رفع سلم القيم إلى ناحية الإرتقاء بالإستحقاق الرئاسي بفحول الموارنة والإعراض عن خصيانٍ ولج بهم ذلك الإحتلال مدارك الرئاسة لإذلال الطائفة المارونية ولبنان بأثره.
اما في المقلب العُلوي الاخر يقبع "مفترض الهي للرئاسة" لا تجوز تسميته مرشحًا لانه وفاقي و هو "خير عباد الله كلهم" يتمخض كالجنين في ضمائرنا فينادى عليه رئيسًا للبنان، فتستحيل الرئاسة قيمة مضافة بعد أن حجز لنفسه زعامة المسيحيين المشرقيين.
يكتنز الكائن الالهي للرئاسة صفات نادرة يفتقدها البعض الأخر، فاحتذى يوما حذاء الاربعين فرشخًا في التأرجح بين تكسير رأس الاسد الاب، و بين الانبراء لاحقًا كأبرز وكلاء الاسد الابن في المعمورة قاطبة، ضاربًا بعرض الحائط شهداء شخصانيته ومصالحه، وغادرًا بكل العباد الذين انطلت عليهم أنذاك بدعة لم يألفها الجسم المسيحي منذ نشأته.
ينفرد المتقدم الالهي للرئاسة بشبق جامح تحقيقًا لمآربه، فباكورة الرواية حروب عبثية بين العامين 1989 و 1990 كسرت ظهر المسيحيين وأخرجتهم من سائر المعادلات، فانقضّ على القوات اللبنانية أنذاك وكانت تشكل الخزّان الضامن للمسيحيين فصدمها بوحدات الجيش التي كانت بإمرته والتي شكلت القوة المطمئنة للمسيحيين، فقدم الاثنتين معاً ضحايا على مذبح عوارض العظمة التي كانت تنتابه وما لبثت وليس شفاء ذلك سوى قدرة الله العلي العظيم.
يشنّ المتحذلق الالهي للرئاسة "حملة توافق" استبدت بمخيلته الرحبة الأرجاء، فأطلق العنان فجائياً لمبضعه بعملية جراحية غبّ الطلب، تجمل ما قبّحته تصريحاته النارية وبعض موتوري حاشيته طاولت كرامات الأخرين، و للذاكرة عيّنة من ذلك:
لم يداوي ترشيح الدكتور جعجع الذات المارونية من عيب "الانتظارية الخانعة" الشاخصة بالنظام العلوي السوري لسنواتٍ طويلةٍ خلت كي يقتبس لها رئيساً مطأطأ الرأس طائعاً، بل غاص في أدق التفاصيل الحضارية والموضوعية لبرنامجٍ رئاسيٍ محاطٍ بالحراك المنظم والمترابط كما يحصل في أرقى الدول الديمقراطية.
لم يتجاوب ترشيح الدكتور جعجع مع إعادة تخصيب الجسم المسيحي لإصابته بالتصحر والعقم إبّان الإحتلال السوري للبنان، لكنه رفع سلم القيم إلى ناحية الإرتقاء بالإستحقاق الرئاسي بفحول الموارنة والإعراض عن خصيانٍ ولج بهم ذلك الإحتلال مدارك الرئاسة لإذلال الطائفة المارونية ولبنان بأثره.
اما في المقلب العُلوي الاخر يقبع "مفترض الهي للرئاسة" لا تجوز تسميته مرشحًا لانه وفاقي و هو "خير عباد الله كلهم" يتمخض كالجنين في ضمائرنا فينادى عليه رئيسًا للبنان، فتستحيل الرئاسة قيمة مضافة بعد أن حجز لنفسه زعامة المسيحيين المشرقيين.
يكتنز الكائن الالهي للرئاسة صفات نادرة يفتقدها البعض الأخر، فاحتذى يوما حذاء الاربعين فرشخًا في التأرجح بين تكسير رأس الاسد الاب، و بين الانبراء لاحقًا كأبرز وكلاء الاسد الابن في المعمورة قاطبة، ضاربًا بعرض الحائط شهداء شخصانيته ومصالحه، وغادرًا بكل العباد الذين انطلت عليهم أنذاك بدعة لم يألفها الجسم المسيحي منذ نشأته.
ينفرد المتقدم الالهي للرئاسة بشبق جامح تحقيقًا لمآربه، فباكورة الرواية حروب عبثية بين العامين 1989 و 1990 كسرت ظهر المسيحيين وأخرجتهم من سائر المعادلات، فانقضّ على القوات اللبنانية أنذاك وكانت تشكل الخزّان الضامن للمسيحيين فصدمها بوحدات الجيش التي كانت بإمرته والتي شكلت القوة المطمئنة للمسيحيين، فقدم الاثنتين معاً ضحايا على مذبح عوارض العظمة التي كانت تنتابه وما لبثت وليس شفاء ذلك سوى قدرة الله العلي العظيم.
يشنّ المتحذلق الالهي للرئاسة "حملة توافق" استبدت بمخيلته الرحبة الأرجاء، فأطلق العنان فجائياً لمبضعه بعملية جراحية غبّ الطلب، تجمل ما قبّحته تصريحاته النارية وبعض موتوري حاشيته طاولت كرامات الأخرين، و للذاكرة عيّنة من ذلك:
- الهجوم على الحريرية حتى اللحد و التكرم فجأة بتذكرة اياب لأحد ابنائها بعد ان كان نفاه نهائياً بواسطة "One Way Ticket".
- اعادة تعزيز مقام البعض بعد أن كان ثبتهم تحت زناره بالتفاتة نادرة لسبط من أسباط الألهة.
- إضفاء التقميش البشري مرحلياً وتبعاً للضرورة على جمهرة من النواب بعد ان مسخهم في الماضي القريب هررة و زواحف.
- اعادة تعزيز مقام البعض بعد أن كان ثبتهم تحت زناره بالتفاتة نادرة لسبط من أسباط الألهة.
- إضفاء التقميش البشري مرحلياً وتبعاً للضرورة على جمهرة من النواب بعد ان مسخهم في الماضي القريب هررة و زواحف.
- التغاضي عن خيانة البعض في المناطق المسيحية بعد أن اوعز في العام 2008 الى حزب ايران للدخول اليها وتطهيرها من الخلايا الاسرائلية غافلاً انفراده دون سواه باحتضان تلك الخلايا بما أظهرته لاحقاً سخرية القدر.
- التعليق المؤقت للابراء المستحيل، و الافراج المشروط عن المتهمين ليؤدوا واجبهم الاقتراعي لصالحه، متعامياً عن حجم الفساد الذي مارسه وزراؤه متجاهلاً الملفات القاتلة للمجتمع والانسان تبدأ بصناعة وترويج الكبتاغون، وتحط رحالها في تزوير الادوية واللحوم الفاسدة، ولا تنتهي بمصادرة أموال الخزينة في الجمارك وغيرها، ملفات برمتها اختصاص فاضح للذين يشكل هو وتياره رأس حربة لهم في المناطق المسيحية.
- التسويق والايهام بحكومة مزعومة يرأسها مستقبلاً دولة الرئيس سعد الحريري، ساخراً من ذاكرة التاريخ والعباد يوم سجّلوا له احتضان ثلث ولي الفقيه المعطّل في الرابية، والانقضاض على حكومة الرئيس الحريري بقزمية مقززة بمواجهة الجهود العملاقة والحثيثة التي كان يقودها انذاك فريق الرابع عشر من اذار في كافة مراكز القرار العالمية.
نكتفي بهذا القدر اليسير من طباق وجناس الحالة العونية انعاشًا للتبصر الجماعي، ما يجنب الموارنة والمسيحيين ويعتقهم من تجربة قاتلة كسابقتها من العام 1988، فيحصنون عقولهم وأذانهم بعد أن اثقلت بمزمور الرئيس القوي وادعاء منشديه حيازتهم عدداً لا يستهان به من نواب موارنة ليسوا سوى رهائن قرار حزب الله الذي رجح نجاحهم في الانتخابات النيابية من جزين الى جبيل مروراً بقضاء بعبدا.
في الختام نتعامل مع معادلة الرئيس القوي والتي حصريتها الجينية عائدة للحالة العونية منفردة كما يحلو لها مطالعتنا دون كلل، فنحيطها علماً بأن المغفور له الرئيس كميل شمعون القوي حتماً و بدون منازع دافع شخصياً في العام 1958 عن كرامة الرئاسة الأولى حتى الثانية الأخيرة من عهده في قصر القنطاري حينذاك في مواجهة جحافل الثوار رغم أن المسافة التي تفصل القصر عن السفارة الفرنسية في كليمنصو أقصر بكثير من التي تفصل قصر بعبدا عن السفارة عينها في الحازمية، بذلك تنعدم المقارنة وتهوي الحقيقة المرّة بالمتبجحين الى منزلة الخجل.
- التعليق المؤقت للابراء المستحيل، و الافراج المشروط عن المتهمين ليؤدوا واجبهم الاقتراعي لصالحه، متعامياً عن حجم الفساد الذي مارسه وزراؤه متجاهلاً الملفات القاتلة للمجتمع والانسان تبدأ بصناعة وترويج الكبتاغون، وتحط رحالها في تزوير الادوية واللحوم الفاسدة، ولا تنتهي بمصادرة أموال الخزينة في الجمارك وغيرها، ملفات برمتها اختصاص فاضح للذين يشكل هو وتياره رأس حربة لهم في المناطق المسيحية.
- التسويق والايهام بحكومة مزعومة يرأسها مستقبلاً دولة الرئيس سعد الحريري، ساخراً من ذاكرة التاريخ والعباد يوم سجّلوا له احتضان ثلث ولي الفقيه المعطّل في الرابية، والانقضاض على حكومة الرئيس الحريري بقزمية مقززة بمواجهة الجهود العملاقة والحثيثة التي كان يقودها انذاك فريق الرابع عشر من اذار في كافة مراكز القرار العالمية.
نكتفي بهذا القدر اليسير من طباق وجناس الحالة العونية انعاشًا للتبصر الجماعي، ما يجنب الموارنة والمسيحيين ويعتقهم من تجربة قاتلة كسابقتها من العام 1988، فيحصنون عقولهم وأذانهم بعد أن اثقلت بمزمور الرئيس القوي وادعاء منشديه حيازتهم عدداً لا يستهان به من نواب موارنة ليسوا سوى رهائن قرار حزب الله الذي رجح نجاحهم في الانتخابات النيابية من جزين الى جبيل مروراً بقضاء بعبدا.
في الختام نتعامل مع معادلة الرئيس القوي والتي حصريتها الجينية عائدة للحالة العونية منفردة كما يحلو لها مطالعتنا دون كلل، فنحيطها علماً بأن المغفور له الرئيس كميل شمعون القوي حتماً و بدون منازع دافع شخصياً في العام 1958 عن كرامة الرئاسة الأولى حتى الثانية الأخيرة من عهده في قصر القنطاري حينذاك في مواجهة جحافل الثوار رغم أن المسافة التي تفصل القصر عن السفارة الفرنسية في كليمنصو أقصر بكثير من التي تفصل قصر بعبدا عن السفارة عينها في الحازمية، بذلك تنعدم المقارنة وتهوي الحقيقة المرّة بالمتبجحين الى منزلة الخجل.
إرسال تعليق