"ما بتمشي، ما بتمشي، ما بتمشي". المتكلم هنري حلو، وهذا رأيه في أي جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية خارج خيمة التوافق، هذا الأربعاء أو أي يوم آخر. مختصر الكلام: سيطيّر النصاب، فريق 8 آذار سواء أكان المرشح سمير جعجع أم روبير غانم أم هنري حلو. فريق 14 آذار أيضاً سيطيّر النصاب إذا شعر بأن فوز المرشح ميشال عون ممكن. لذلك لا حل إلا التوافق، وإلا فسنقع في كارثة الفراغ.
"مهما عملنا، طلعنا ونزلنا، لا مفر من أن نجلس معاً ونحكي ونتحاور. مشاركة الجميع أساس. لماذا خرج نواب 8 آذار – معظمهم – بعد دورة الاقتراع الأولى الأربعاء الماضي؟ خافوا أن تحصل مفاجأة ما في الدورة الثانية، تتفق كتلة "اللقاء الديموقراطي" مثلاً مع فريق 14 آذار على مرشح. طبعاً نحن لا نمشي مع فريق ضد آخر. في الحسابات الجميع يحتاجون إلى الجميع. خذ على سبيل المثال كتلة "الديموقراطي" التي يترأسها النائب وليد جنبلاط وتشكل بيضة القبان، الحل الوحيد لتجاوزها والإتيان برئيس من دون أصواتها أن تتفق كتل "المستقبل" و"حزب الله" و"تكتل التغيير والإصلاح" على مرشح واحد، ساعتها لا تعود محتاجة إلى جنبلاط ولا إلى جعجع. هذا غير واقعي، غير ممكن في رأيي. إنه سيناريو، احتمال واحد على مليون.
"مهما عملنا، طلعنا ونزلنا، لا مفر من أن نجلس معاً ونحكي ونتحاور. مشاركة الجميع أساس. لماذا خرج نواب 8 آذار – معظمهم – بعد دورة الاقتراع الأولى الأربعاء الماضي؟ خافوا أن تحصل مفاجأة ما في الدورة الثانية، تتفق كتلة "اللقاء الديموقراطي" مثلاً مع فريق 14 آذار على مرشح. طبعاً نحن لا نمشي مع فريق ضد آخر. في الحسابات الجميع يحتاجون إلى الجميع. خذ على سبيل المثال كتلة "الديموقراطي" التي يترأسها النائب وليد جنبلاط وتشكل بيضة القبان، الحل الوحيد لتجاوزها والإتيان برئيس من دون أصواتها أن تتفق كتل "المستقبل" و"حزب الله" و"تكتل التغيير والإصلاح" على مرشح واحد، ساعتها لا تعود محتاجة إلى جنبلاط ولا إلى جعجع. هذا غير واقعي، غير ممكن في رأيي. إنه سيناريو، احتمال واحد على مليون.
الحل الوحيد هو الوفاق. ولكل منهم تاريخه وحضوره وثقله. لم أترشح ضد أيّ كان. يقلقني هذا الشعور أن لا أحد يقلقه الفراغ في رئاسة الجمهورية. ومتأكد أن المخرج لأزمة الرئاسة سيكون هو نفسه المخرج الذي سار فيه الجميع – باستثناء جعجع - لتبصر النور حكومة الرئيس تمام سلام. لطالما حكوا عن 9-9-6 ورفض الجلوس إلى طاولة مع الفريق الآخر، في النهاية تشكلت الحكومة بمعادلة 8-8-8 ونجحت حتى اليوم في ضبط الوضع الأمني، من طرابلس إلى الطفيل. نجحت لأن وزير الداخلية (نهاد المشنوق) قبل بالجلوس مع "حزب الله". في رأيي لا خيار آخر في ظل المعطيات والظروف الحالية.
ترشحت لكنني لست كالموارنة الذين من طفولتهم يريد الواحد منهم أن يصير رئيساً. من هو الظريف الذي قال إن الرئاسة مثل المرأة إن لحقتها تهرب منك؟ مواقفك الوطنية وأعمالك وتعبك هي التي تجعلك مرشحاً طبيعياً من دون أن تطلب إذا كنت الشخص المناسب في المكان المناسب. والدي الله يرحمه، بيار حلو لم يطلب ولم يسعَ يوماً إلى منصب طوال حياته. خسر في انتخابات 1996 فانتقل إلى الرابطة المارونية، استجاروا به ليصير رئيسها، من بعده صاروا يتنافسون على الموقع.
كم كان حاضراً أبي في ذهني، وهم يعدّون الأصوات التي نلتها في جلسة الانتخاب! قلت لوالدتي مساء، كلما ذكروا اسمي كنت أردد في نفسي، هذا صوت لبيار حلو.
الفريق الذي يطرح مرشحاً له ويتمسك به من دون الفريق الآخر لا يصل إلى نتيجة، خصوصاً إذا كانت فئة كبيرة من اللبنانيين لا تتقبله. لا أقصد هنا أحداً باسمه، جعجع أو عون أو أمين الجميّل أو سليمان فرنجية. نحتاج إلى رئيس حَكَم يجمع اللبنانيين ويتجاوز المسائل المستعصية. هل يستطيع أي مرشح، ولا أعني الدكتور جعجع تحديداً، أن يفعل شيئاً في موضوع سلاح "حزب الله"، أو في موضوع تدخل هذا الحزب عسكرياً في سوريا؟ بالطبع نستطيع أن نحكي عن هذه المواضيع، لكن في العمق هذه مسائل كبيرة أكبر منا تتعلق بمصير المنطقة والمعادلات فيها. في المقابل هناك مسائل ملحة نستطيع التفاهم عليها والتوصل إلى حلول ممكنة في شأنها: الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للبنانيين مثلاً.
قل لي بأي طريقة يفهم اللبنانيون أن الشخص ليس هو المهم بل البرنامج الوفاقي؟ معادلة "أنا أو الفراغ" غير عقلانية. مصلحة لبنان فوق مصلحة الأشخاص وطموحاتهم. هذه أيضاً تعلمتها من والدي. أقولها بتواضع نحن عائلة "سادة"، لسنا عائلة سياسية ولو كان خلفي إرث من ميشال شيحا إلى بيار حلو. لطالما سمعت والدي يتحدث عن محاولات بكركي أيام البطريرك نصرالله صفير جمع القادة الموارنة عند الاستحقاقات الرئاسية. قائمة أسماء المرشحين الخمسة الشهيرة وغيرها، وكل مرة كان هؤلاء القادة يخرجون من البطريركية ويختلفون ويدفع لبنان بأكمله الثمن. هذه العقلية ضد اقتناعاتي وأحاربها وسأظل أحارب الفراغ وأسعى إلى دفع الجميع للتوافق والمشاركة بدل المقاطعة. فليقولوا لي إذا كنت مخطئاً وما هو الحل الآخر."
28/4/2014 ايلي الحاج - النهار
إرسال تعليق