ردّة الفعل الإسرائيلية الرعناء على التقارب بين فتح وغزة، قد تكون متوقعة، حيث قرّر نتانياهو وقف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، والتي كانت أصلاً متوقفة!
أما أن تأتي ردة الفعل الأميركية على التقارب الفلسطيني - الفلسطيني، بمثل هذه الجفاصة، فمسألة لم تكن متوقعة إطلاقاً، بل لا مبرر لها أبداً، خاصة إذا كانت الإدارة الأميركية جدية فعلاً، بمساعيها لتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإيجاد الحلول السياسية المناسبة لهذا الصراع المزمِن في الشرق الأوسط .
لا ندري بأي معيار سياسي، أو انطلاقاً من أي مبدأ إنساني، سمحت الإدارة الأوبامية لنفسها، بتهديد السلطة الفلسطينية بوقف المساعدات الأميركية عنها، إذا أتمّت المصالحة مع حماس! فهل المطلوب أن يبقى الجسم الفلسطيني مشطوراً بين الضفة والقطاع؟
وهل احتدام الصراع بين فتح وحماس يُساعد على تقدّم المفاوضات من أجل تحقيق السلام؟
وهل ميزان القوى الحالي على الساحة الفلسطينية يسمح لـ «فتح» بحسم الصراع مع حماس، واستعادة غزة إلى أحضان السلطة الفلسطينية الأم في رام الله؟
ولماذا لم تضغط الولايات المتحدة على حليفتها الصهيونية المدللة، لتحقيق بعض التقدّم في المفاوضات مع فريق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بما يؤدي إلى تعزيز مصداقية القرار الشرعي الفلسطيني؟
وماذا كانت واشنطن تتوقع من الجانب الفلسطيني إزاء تعنّت حكومة نتانياهو في المفاوضات، وإصرارها على نشر المستوطنات في طول الضفة وعرضها، غير العودة إلى ترتيب البيت الفلسطيني، استعداداً للمواجهة المقبلة؟
.. وتسألون عن سبب الكراهية العربية لأميركا؟
28/4/2014 اللواء
إرسال تعليق