0
 كتاب جديد يضاف الى المكتبة الاعلامية العربية للصحافية ايفلين المصطفى بعنوان: "الاقتصاد والصحافة ما يهمه من معلومات" يحمل افكاراً جديدة وريادية حول العمل الصحافي الاقتصادي. 

يحتوي الكتاب على تعريفات وأسس في علم الاقتصاد، وفي كيفية التعامل مع المفاهيم الاقتصادية من قبل المحرر الاقتصادي خلال عمله التحريري اليومي في الصحافة سواء منها المحلي او العربي او العالمين حيث التركيز على المعلومة الصحيحة والمؤكدة وغير المجتزأة، وليس كما كانت الاخبار ترد في السابق وكانت تحتاج الوقت للتأكد من صحتها، سواء من المختصين او من رجال الاقتصاد والمال. التي كانت امنيات وليس حقائق. 

لكن الاعلامية ايفلين المصطفى بدورها الريادي والمكثف تحاول ان تكون سباقة في "انتاج" كتيب ودليل للعمل الاعلامي الاقتصادي نتيجة تجربة ميدانية بدأتها المصطفى وخاضت غمارها في العديد من الوسائل الاعلامية واضحت ذي اختصاص ثابت بظل نمو وتطور الصحافة المختصة في عالمنا العربي، حيث تشكل الصحافة الاقتصادية احدى اهم فروعها.

تثير الاعلامية المصطفى الى أنه لا بد من اجل الخوض في أي نقاش لمفهوم علم الاقتصاد، نحتاج في البداية لفهم ما يسمى "مفهوم الندارة والكفاءة"، اللذان يشكلان الموضوعين التوأمين لعلم الاقتصاد، اضافة الى فرعين من عالم الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي حيث تشرح مفهوم الاقتصاد الذي يشمل تشكيلة واسعة من المواضيع، ومن التعريفات المهمة التي ترى الكاتبة بان "علم الاقتصاد هو دراسة كيف يمكن للمجتمعات ان تستخدم مواردها النادرة لإنتاج سلعة قيمة وتوزيعها بين مختلف الناس"، ويكمن خلف هذا التعريف فكرتين رئيسيتين في علم الاقتصاد هما: ندرة السلعة والرغبة في الكفاءة. 

وتتوقف الكاتبة في كتابها المذكور عند التعريفات الاقتصادية والمفاهيم الاساسية التي تستوقف أي شخص بغض النظر عن ثقافته، وتحاول اغناء الكتاب بالمفاهيم الذي يحتاجها المحرر الاقتصادي او الكاتب الاعلامي في تناولها لأي خبر، او موضوع اقتصادي، حيث الشرح المبسّط للمفاهيم وتعريبها للمصطلحات العلمية الاقتصادية التي يتم استخدامها في عالم الصحافة والتي تساعد بدورها على كيفية استخدامها في الكتابة.

استخدمت الكاتبة اسلوباً سهلاً ومرناً ومبسطاً خلال تناولها لموضوع علمي وحسابي له مفاهيم متدخلة بعضها بعضاً، ويسيطر على الكتابة المفهوم الاعلامي الدقيق في التعامل مع المفردات والكلمات، والتبنيد لكل الافكار واللغة العربية الدقيقة في تنالها للمفاهيم والمصطلحات، واستعانت الكاتبة بالمفاهيم والمصطلحات الاجنبية لتأكيد فكرتها لتصل الى القارئ واضحة المعنى دون اي تعقيد وهذا ما اغنى الكتاب وجعله اشبه بمرجع دقيق. 

دراسة مميزة وناجحة هدفها الاساسي الاضاءة على مفاهيم وتعريف الاقتصاد التي باتت جزءاً اساسياً في عمل الاعلام بوسائله المختلفة .

تجربة ناجحة وفريدة في عالم الصحافة الاقتصادية تقدمها الكاتبة وبخاصة في ظل "افتقادنا الى المراجع والكتب والأبحاث في مجال الاعلام الاقتصادي وبظل تطور هذه النوع من العمل الاعلامي المختص الذي بات ضروريا في كل وسيلة اعلامية". 

تقسم الكاتبة الكتاب الى اربعة محاور وكل محور يتخلله عدة ابواب، فكل فصل يتناول موضوع محدد من التعريف والذي يهدف بالنهاية الى التوصل لإشباع معرفة المختص.

وتستعرض الكاتبة الاسس النظرية لكافة المدارس الاقتصادية والنظرية العلمية، والأسس والتعريفات العلمية التي يتم استخدامها في عالم المال "سندات الدين، وأسواق المالية التي يحاول الناس الاستثمار فيها دون العلم الكافي عن هذه العملية المالية وماذا تعني سندات المال وما هي مزايا هذه السندات".

كذلك تتوقف الكاتبة عند "مفهوم الاسهم"، وماذا تعني في عالم المال، وكيف يتم وضع الفائدة على الاموال، معللة المخاطر في العمل في هذه الاسواق لمن لا يملك ادنى فكرة او تجربة في هذا المجال. 

تشرح الكاتبة في كتابها ما هو مفهوم مؤشرات الاسواق العالمية التي نراها في الاعلام كافة وتحديدا الاعلام البصري والمسموع، وما هي الاسباب التي تفرض نفسها على المؤشرات وتتسبب بالتغيرات في اسعارها.

تحاول الكاتبة ايفلين المصطفى، شرح "مفهوم المال" الذي يحاول الجميع استخدامه وصولا الى "مفهوم البنوك" وطرق عملها الحديث، وتطور "العمل الممكنن" فيها من خلال تطور شبكات الانترنت والصرف الآلي حتى استخدام البطاقات الممغنطة، وصولاً الى التحويلات الالكترونية في مواكبة لعملية التطور التي فرضته التكنولوجيا الحالية. 

يمثل كتاب الاعلامية ايفلين المصطفى تجربة جديدة في تناول موضوع مهم وحساس يحتاج الى المعارف الدقيقة في الاعلام الاقتصادي وفي تناول المواضيع المطروحة الآنية، وبخاصة في مجال الصحافة المتخصصة حيث ان الكتاب يغني المكتبة العربية كمرجع مميز يمكن الاستناد اليه في عملية الابحاث والتنقيب، مع الاشارة الى ان الكتاب هو تجربة فردية لصحافية شابة خاضت تجربة شاقة في عالم الصحافة الاقتصادية، وبالتالي يمكن ان يكون الكتاب بحد ذاته دليلا فعليا لكل الصحافيين والمختصين في الصحافة الاقتصادية، وخارطة طريق جدية لتطوير هذا العمل الصحافي الحديث. 

د. خالد ممدوح العزي – منبر "ليبانون تايم" 28\4\2014


إرسال تعليق

 
Top