شهدت مدينة طرابلس، يوما احتفاليا ضخما تحت عنوان "يوم طرابلس 2014"، نظمته بلدية المدينة، وشارك فيه رسميون وفاعليات وأبناء طرابلس والجوار.
وقد انطلق المهرجان الطرابلسي برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلا بوزيرة المهجرين أليس الشبطيني، باحتفال أقيم على مسرح ثانوية روضة الفيحاء، في حضور ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري النائب سمير الجسر، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الإله ميقاتي، ممثل وزير العدل اللواء أشرف ريفي الدكتور رشاد ريفي، سفراء كندا هيلاري أدامز، تركيا إينان أوزيالدز، اليونان كاترين بورا، أسبانيا ميلاغروس فرناندز، هولندا هاستر سامسن، سلوفاكيا إيفان سيركوس، النواب: بدر ونوس، قاسم عبد العزيز، وخضر حبيب، ممثل النائب محمد الصفدي الدكتور مصطفى حلوة، ممثل النائب روبير فاضل سعد الدين فاخوري، ممثل النائب أحمد فتفت نظيم الحايك، ممثل النائب أحمد كرامي الدكتور لامع ميقاتي، ممثل النائب محمد عبد اللطيف كبارة عصام كبارة، ممثل النائبة السابقة نايلة معوض أنطوان جبور، المنسق العام لتيار المستقبل في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش، ممثل النائب السابق عبد المجيد الرافعي هشام عبيد، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن سعيد الرز، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص العقيد رامي الحسن، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم المقدم خطار نصر الدين، ممثل مدير المخابرات في الشمال العميد عامر الحسن المقدم أحمد عدرة، مدير مكتب أمن الدولة في الشمال العقيد فادي الرز، ممثلين عن المطارنة جورج بو جودة، أفرام كرياكوس، وإدوار الضاهر، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، رئيس مجلس إدارة معرض طرابلس الدولي حسام قبيطر، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، نقباء المهن الحرة في الشمال، أعضاء المجلس البلدي لطرابلس، رؤساء الجمعيات الأهلية، وحشد كبير من المهتمين.
إستهل الإحتفال بالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيب وتقديم للسيدة إناث كريمة، فكلمة رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال التي أكد فيها "أهمية عودة الحياة الى مدينة طرابلس"، متوجها إلى الرئيس سليمان بالقول: "الرجل المقدام قال كلمته بجرأة حينما تخلف الكثيرون عن القول الجريء، ممثلا بإبنة طرابلس البارة الوزيرة أليس شبطيني"، مضيفا "هذا فخر وضعه بك سيدتي الوزيرة، فأنت إبنة الشمال إبنة طرابلس وكذلك أنت تمثلين القضاء في موقعه الأصيل، وكذلك أنت تمثلين ذاك النسيج المنسوج حريرا وذهبا مسلمين ومسيحيين لتكمل صورة طرابلس، طرابلس العيش الواحد، وقد توجت اليوم هذا الفخر بتمثيلك فخامة الرئيس فأهلا وسهلا بك".
وإذ رحب بالفاعليات المشاركة والحضور، قال: "إنه يومكم فعلا، هذا هو يوم طرابلس إنه يومنا جميعا، يوم الفرحة الممزوجة بالفخر والثقافة والحضارة، إنه يوم طرابلس التي تعتز بتاريخها وماضيها لتبني على هذا الماضي نجاحا مستقبليا متألقا بوجودكم وبوجود أمثالكم".
أضاف: "أيها السادة، إن هذا اليوم تمتزجه فرحتان، الفرحة الأولى هذا الجمع الغفير ممن تمثلون وكلكم عندنا بأشخاصكم، وبمن تمثلون عزيزين جدا، وكذلك أيضا هذا اليوم يوم فرح عودة الطمأنينة والإستقرار لهذه المدينة المعطاءة. يوم طرابلس يوم فرحة نعتز بها، حين كان فتحها، وحين كان تأسيسها، فهذا تاريخ عريق لا نتنكر له لا بل نعتز به ونبني على أساسه مستقبل راغد لهذه المدينة ولأبنائها. يوم طرابلس أيضا بني على حضارات ولم يبن بالفراغ، يوم طرابلس لم يأت من الفراغ، فطرابلس ليست وليدة اليوم، بل هي عريقة بقبب الزمن 3500 سنة، ليس بالإمكان إختزالها أو نسيانها، علما أننا نعتز بيوم طرابلس".
وتابع "أقول إنه إرث حضاري ثقافي مشترك بين الجميع، لا يدعي أحد أن لديه كل شيء إنما التكامل هو المطلوب، علينا أن نشعر مع الآخر، ونتواصل معه، ونستوعبه كي نتمكن من بناء مجد هذه المدينة ومستقبلها".
وأشار إلى ان "مدينة طرابلس عانت ما عانته، وكلنا نعلم كم من الجولات مر عليها، وها هي كطائر الفينيق تبعث من جديد خلال شهر من إنجاز الخطة الأمنية الناجحة، التي أتت مدعومة بقرار سياسي جامع، يعيد لها حلتها وتواصلها وإيمانها بالعيش الوطني الواحد، فهي مدينة محبة للسلام والتقوى وللعلم والعلماء".
وختم "لا أريد أن أطيل عليكم، يسعدني جدا هذه الرعاية من الرئيس، شكرا يا فخامة الرئيس، شكرا لمن مثلك في هذا اللقاء، شكرا لكل من مثل دولة الرئيس الحريري، ودولة الرئيس ميقاتي، وكافة السادة الوزراء والنواب، وكافة المعنيين في شأن إنجاح مدينة طرابلس ومحبة طرابلس".
بعد ذلك، عرض فيلم وثائقي بعنوان "طرابلس بالأبيض والأسود"، تلته لوحة تراثية فنية لفرقة الملوك، ثم ألقى المحامي كرامي شلق قصيدة شعرية عن طرابلس، قدم بعدها الفنان إيهاب طه أغنية عن طرابلس، ثم دبكة لفرقة الملوك على أنغام "راجع يتعمر"، و"لبنان رح يرجع"، ثم عزفت مجموعة من أوركسترا الاطفال على العود، وغنت الطفلة جوليان للسلام.
شبطيني
ثم كانت كلمة راعي الإحتفال ألقتها الوزيرة الشبطيني، فقالت: "كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بتمثيله، ولي شرف التمثيل في هذا الإحتفال بالمهرجان العابق بالفرحة، ناقلة إليكم تحياته وأمنياته، بأن تبقى طرابلس مستقرة وهادئة ومتضامنة".
أضافت "يسعدني في هذه المناسبة أن أجدد تأكيد أهمية الإستقرار خصوصا إنكم عانيتم في السنوات الأخيرة مرارة الحروب والفتن وويلاتها والشحن الطائفي البغيض الذي رفضته الأكثرية الصامتة، ونجحت بعد طول معاناة وأضرار وضحايا، من إزالة مظاهر مؤلمة، والمتاريس والحواجز بين المناطق الواحدة، إنقاذا للخطة الأمنية التي تكاتفت كل الجهود من قبل الجميع لإنجاحها، ورفع الغطاء عن أي مخل ومخلف ومحرض ليتأكد مرة أخرى أن الخلاص لا يكون إلا من خلال الشرعية، والدولة بمؤسساتها الأمنية من جيش وقوى أمن هي الضامنة لكل اللبنانيين بجميع طوائفهم ومللهم، ضامنة لوحدتهم والعيش، معا لا سيما أن هذه المدينة العريقة، وأهلها لا تؤمن إلا بالعيش المشترك والفرح والتعاون في سبيل نهضتها، وهذا اليوم أفضل تعبير عن سيرتها".
وتابعت "وفي هذا السياق، ولكي تكتمل الفرحة، وتتحصن الخطة الأمنية، ستعمل الحكومة مع كل الوزارات المعنية والمراجع لرفع الغبن عن المناطق المنكوبة، وإعادة ترميم وإعمار ما دمرته الحروب، وتنفيذ مشاريع للبنى التحتية، ودعم القطاعات الصحية والتربوية والإجتماعية في المدينة والجوار، وحل مشاكل النازحين من الأخوة السوريين. كما أنني أعد بأنه إذا توفرت الإمكانيات المادية لوزارة المهجرين سأعمل جاهدة على دفع التعويضات لمستحقيها من ترميم وإعمار للطلبات المتبقية، لأن وزارتنا هي لجميع المناطق المعنية بهذا الملف".
وأردفت "أما وقد دخلت المدينة في أجواء التهدئة وعودة الحياة الطبيعية لربوعها، يؤسفنا بعدما علمنا بأن هناك بعض الإعتراضات على مسار هذا التلاقي والتضامن العارم. حيث من الأجدى أن نترك خلافاتنا للمراجع المختصة والمؤسسات، ونتطلع للأمام والمستقبل بكل الحب والوئام لأن المدينة وأهلها فوق كل إعتبار آخر".
وختمت "نتمنى أن يعم السلام والهدوء والطمأنينة جميع المناطق، وأن تنجز الإستحقاقات الرئاسية والنيابية في مواعيدها الدستورية، وأن تعزز سياسة النأي بالنفس لتجنيب لبنان أي تداعيات إقليمية، مراهنين بذلك على حكمة جميع الأطراف والمرجعيات لأن الوطن يستحق منا هذه التضحيات في سبيل تعزيز مسيرته الأمنية والإنمائية".
وفي الختام، قدم الرئيس الغزال وأعضاء المجلس البلدي درعا تقديرية لرئيس الجمهورية تسلمته الشبطيني. وأقيم حفل كوكتيل، ووزعت الهدايا على المشاركين من القرية البيئية "بدر حسون".
وتوجت البلدية فعاليات اليوم بمهرجان حاشد أقيم في شارع عزمي، شاركت فيه أطياف المدينة كافة، إضافة إلى إقتصادييها وتجارها وهيئاتها الإجتماعية والمدنية.
إستهل المهرجان بالنشيد الوطني، ونشيد طرابلس، ثم ألقت مسؤولة لجنة السياحة في بلدية طرابلس ليلى شحود تيشوري كلمة قالت فيها: "طرابلس الإنفتاح تمد يدها اليوم الى الحياة، الى النور، الذي هيمن على ظلام الدمار والإقتتال، لنرى الحياة مفعمةً بالأمل والحيوية والحماس بوجودكم، وإستنهاض الطاقات الإقتصادية والإنمائية، فنرى واحات الفرح أمامكم تمتد وتتفاءل إيجابا معلنة نهاية الأحزان والمآسي، ومبشرة بيوم أفضل، وغد أفضل، لأن مدينتنا هي الأفضل بأبنائها المتحابين المتعاضدين والمتكافلين والمتفائلين، الذين ينبذون الحقد، ويعلنون إنتصار إرادة الحياة".
أضافت "أنا اليوم باندفاعكم جميعا، أستبشر خيرا بنهاية الأحزان. أدامكم الله زخرا لهذه المدينة العريقة بتقواها وسلامها، ودمتم بأعمالكم أعمال نصر منشورة تضم في كيانها آيات الحسن الكبرى".
وختمت "أقول لكم أن الأفق وردي اللون والحياة رائعة ما دمتم الحراس الأمناء الأوفياء، فوداعا أيها الحزن المولي، وأهلا بالحياة والفرح والسعادة، فلن تستعبدنا بعد اليوم المؤامرات والفتن، ولن نستسلم لمهانة الظلم والإستعباد".
وتحدث ثائر المقدم باسم تجار عزمي، فشكر "لبلدية طرابلس اختيارها الشارع لإقامة هذه الذكرى"، وقال: "لقد درجت العادة في المدينة بإقامة مهرجانات سياحية إقتصادية لتنشيط التحرك لأبنائها ولمحيطها بأماكن مختلفة، وشارع عزمي بيك تاريخ يبدأ من إسمه، وهو الذي رأى لهذه المدينة مستقبلا، لم يكن واردا في حينه، فشق هذا الشارع المستقيم حتى البحر، فإنتشرت المباني الأثرية على جانبيه، وبات تجار المدينة الحديثة فيه يجمعون بين المدينة القديمة والمدينة الحديثة".
أضاف "إن الحالة الأمنية التي مرت بالفيحاء ولسنوات طويلة، إنعكست على وضعها الإقتصادي وعلى تجار هذا الشارع، ومن هنا إرتأت بلدية طرابلس إقامة المهرجان فيه وفي هذا الوقت بالذات من أجل تنشيط عجلة الحركة الإقتصادية على أمل ضخ الأموال من المستثمرين وإعادة تحريك الإدارات والمرافق".
وختم شاكرا "للبلدية جهودها"، آملا "التعاون الدائم لتنشيط المدينة، وإعادتها الى ما كانت عليه من إنفتاح وتلاق في ما بين جميع أبناء الشمال ولبنان".
وألقى رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق الدبوسي كلمة قال فيها: "اليوم، يوم عظيم تحتفل فيه طرابلس بتاريخها وحاضرها بذكرى مرور 725 عاما على تحريرها، وحاضرا بمرور حوالي شهر على خروجها من الإقتتال، وبدء الخطة الأمنية، وعلى إعادة الأمن والإستقرار إليها، فشكرا لرئيس وأعضاء بلدية طرابلس، وشكرا للتعاون القائم بين جميع مكونات هذه المدينة، ولتعاون جمعية تجار شارع عزمي، وعلينا دائما أن نكون متعاونين بكل أطيافنا، وبكل مناطقنا، وبصورة خاصة مع أهالي المدينة القديمة، لأنهم بحاجة لأن نكون دائما الى جانبهم، وعلينا أن نتعاون مع الحكومة لأجل إعادة إحياء المرافق الإقتصادية المهمة للمدينة، ومع الهيئات الإقتصادية اللبنانية من أجل دعم هذه المرافق في المدينة الجاذبة للاستثمارات، خصوصا أن موقعها الجغرافي يؤهلها لأن تكون رافعة لإقتصاد هذا الوطن".
وختم "طرابلس تفتح يدها للجميع من أجل التعاون في إحياء مرافقها والإستثمارات فيها أمام الإخوة اللبنانيين والعرب والأوروبيين، وستبقى دائما من التركيبة الوطنية، وستدعم الإقتصاد الوطني، لأن إزدهار طرابلس بحاضرها، وستعيد إليها صفتها مدينة العلم والعلماء، مدينة العيش الواحد".
وفي الختام، ألقى رئيس بلدية طرابلس كلمة استهلها بالقول: "أنا طرابلسي ومدينتي أجمل، وأنا أقول: طرابلس أنا... ومدينتي أجمل"، والفرق شاسع بين الجملتين، فكلنا طرابلس ولسنا فقط طرابلسيون، كلنا نعمل من أجل هذه المدينة العظيمة يدا بيد من أجل نهوضها، الفرحة تغمرني وأنا أراكم جميعا تشاركون في هذا الحدث التاريخي العظيم، سعيد أن نجتمع في هذا المكان لأن العمل في طرابلس لا يستقيم إلا من خلال العمل المستقيم، وهذا الشارع نظرا لأهميته التاريخية هو خط جامع بين أمرين: أولا كونه يعود الى سنوات طويلة، ومدينة طرابلس تعتز بكل حضاراتها وتعتز على وجه الخصوص بتحريرها، ولكن طرابلس هي أيضا حاضرة اليوم بشوارعها ومنها شارع عزمي".
أضاف "إن مدينة طرابلس تعتز بهذا النسيج الجامع والمميز، وكأن شارع عزمي قد وجد لهذا الأمر، كونه يجمع بين المسيحيين والمسلمين في المدينة منذ فترة طويلة، هذا النسيج المحبوك بين خيوط الحرير وخيوط الذهب. نعم إنها الميزة لهذه المدينة".
وتابع "إن ما قمنا وتقوم به بلدية طرابلس، إنما يجمع بين تاريخها العريق وحاضرها الحديث، ومن يريد أن يعمل للمستقبل، نقول له قف واعتز بتاريخك لنكمل معا مسيرة المستقبل. نعم هذه هي الفرحة التي أردناها لمدينة طرابلس. فلقد أردنا من هذا النشاط احتضان تاريخ المدينة وحاضرها ومستقبلها. من هنا كان اختيارنا لشارع عزمي الذي كنا ولا نزال نفتخر به في مدينتنا كونه الشريان الإقتصادي والتجاري المستقيم لدينا، ونحن بعملنا هذا نسعى لإعادة المجد الى تجاره، كما نسعى لاعادة هذا المجد الى كافة أحياء المدنية وشوارعها".
ثم توجه بالشكر الى "الأجهزة الأمنية وتجار المدينة وكافة أبنائها وفعالياتها وهيئات المجتمع المدني، الذين ساهموا في إنجاح هذه الذكرى"، مؤكدا "التعاون المثمر مع أعضاء المجلس البلدي الذين لولاهم، ولولا تضافر جهودهم لما تمكنت المدينة من الخروج بهذه السرعة مما كانت تتخبط فيه".
بعدها، قطع الغزال والمشاركون قالب الحلوى بالمناسبة، وجالوا في الشارع، الذي غص بالكبار والصغار من كل أقضية الشمال للمشاركة في فعاليات المهرجان، تلاها تكريم "كشاف الغد" للغزال، كعربون شكر وامتنان على دعمه الدائم، ودعم البلدية لأنشطته الكشفية.
وقد انطلق المهرجان الطرابلسي برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلا بوزيرة المهجرين أليس الشبطيني، باحتفال أقيم على مسرح ثانوية روضة الفيحاء، في حضور ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري النائب سمير الجسر، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الإله ميقاتي، ممثل وزير العدل اللواء أشرف ريفي الدكتور رشاد ريفي، سفراء كندا هيلاري أدامز، تركيا إينان أوزيالدز، اليونان كاترين بورا، أسبانيا ميلاغروس فرناندز، هولندا هاستر سامسن، سلوفاكيا إيفان سيركوس، النواب: بدر ونوس، قاسم عبد العزيز، وخضر حبيب، ممثل النائب محمد الصفدي الدكتور مصطفى حلوة، ممثل النائب روبير فاضل سعد الدين فاخوري، ممثل النائب أحمد فتفت نظيم الحايك، ممثل النائب أحمد كرامي الدكتور لامع ميقاتي، ممثل النائب محمد عبد اللطيف كبارة عصام كبارة، ممثل النائبة السابقة نايلة معوض أنطوان جبور، المنسق العام لتيار المستقبل في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش، ممثل النائب السابق عبد المجيد الرافعي هشام عبيد، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن سعيد الرز، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص العقيد رامي الحسن، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم المقدم خطار نصر الدين، ممثل مدير المخابرات في الشمال العميد عامر الحسن المقدم أحمد عدرة، مدير مكتب أمن الدولة في الشمال العقيد فادي الرز، ممثلين عن المطارنة جورج بو جودة، أفرام كرياكوس، وإدوار الضاهر، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، رئيس مجلس إدارة معرض طرابلس الدولي حسام قبيطر، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، نقباء المهن الحرة في الشمال، أعضاء المجلس البلدي لطرابلس، رؤساء الجمعيات الأهلية، وحشد كبير من المهتمين.
إستهل الإحتفال بالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيب وتقديم للسيدة إناث كريمة، فكلمة رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال التي أكد فيها "أهمية عودة الحياة الى مدينة طرابلس"، متوجها إلى الرئيس سليمان بالقول: "الرجل المقدام قال كلمته بجرأة حينما تخلف الكثيرون عن القول الجريء، ممثلا بإبنة طرابلس البارة الوزيرة أليس شبطيني"، مضيفا "هذا فخر وضعه بك سيدتي الوزيرة، فأنت إبنة الشمال إبنة طرابلس وكذلك أنت تمثلين القضاء في موقعه الأصيل، وكذلك أنت تمثلين ذاك النسيج المنسوج حريرا وذهبا مسلمين ومسيحيين لتكمل صورة طرابلس، طرابلس العيش الواحد، وقد توجت اليوم هذا الفخر بتمثيلك فخامة الرئيس فأهلا وسهلا بك".
وإذ رحب بالفاعليات المشاركة والحضور، قال: "إنه يومكم فعلا، هذا هو يوم طرابلس إنه يومنا جميعا، يوم الفرحة الممزوجة بالفخر والثقافة والحضارة، إنه يوم طرابلس التي تعتز بتاريخها وماضيها لتبني على هذا الماضي نجاحا مستقبليا متألقا بوجودكم وبوجود أمثالكم".
أضاف: "أيها السادة، إن هذا اليوم تمتزجه فرحتان، الفرحة الأولى هذا الجمع الغفير ممن تمثلون وكلكم عندنا بأشخاصكم، وبمن تمثلون عزيزين جدا، وكذلك أيضا هذا اليوم يوم فرح عودة الطمأنينة والإستقرار لهذه المدينة المعطاءة. يوم طرابلس يوم فرحة نعتز بها، حين كان فتحها، وحين كان تأسيسها، فهذا تاريخ عريق لا نتنكر له لا بل نعتز به ونبني على أساسه مستقبل راغد لهذه المدينة ولأبنائها. يوم طرابلس أيضا بني على حضارات ولم يبن بالفراغ، يوم طرابلس لم يأت من الفراغ، فطرابلس ليست وليدة اليوم، بل هي عريقة بقبب الزمن 3500 سنة، ليس بالإمكان إختزالها أو نسيانها، علما أننا نعتز بيوم طرابلس".
وتابع "أقول إنه إرث حضاري ثقافي مشترك بين الجميع، لا يدعي أحد أن لديه كل شيء إنما التكامل هو المطلوب، علينا أن نشعر مع الآخر، ونتواصل معه، ونستوعبه كي نتمكن من بناء مجد هذه المدينة ومستقبلها".
وأشار إلى ان "مدينة طرابلس عانت ما عانته، وكلنا نعلم كم من الجولات مر عليها، وها هي كطائر الفينيق تبعث من جديد خلال شهر من إنجاز الخطة الأمنية الناجحة، التي أتت مدعومة بقرار سياسي جامع، يعيد لها حلتها وتواصلها وإيمانها بالعيش الوطني الواحد، فهي مدينة محبة للسلام والتقوى وللعلم والعلماء".
وختم "لا أريد أن أطيل عليكم، يسعدني جدا هذه الرعاية من الرئيس، شكرا يا فخامة الرئيس، شكرا لمن مثلك في هذا اللقاء، شكرا لكل من مثل دولة الرئيس الحريري، ودولة الرئيس ميقاتي، وكافة السادة الوزراء والنواب، وكافة المعنيين في شأن إنجاح مدينة طرابلس ومحبة طرابلس".
بعد ذلك، عرض فيلم وثائقي بعنوان "طرابلس بالأبيض والأسود"، تلته لوحة تراثية فنية لفرقة الملوك، ثم ألقى المحامي كرامي شلق قصيدة شعرية عن طرابلس، قدم بعدها الفنان إيهاب طه أغنية عن طرابلس، ثم دبكة لفرقة الملوك على أنغام "راجع يتعمر"، و"لبنان رح يرجع"، ثم عزفت مجموعة من أوركسترا الاطفال على العود، وغنت الطفلة جوليان للسلام.
شبطيني
ثم كانت كلمة راعي الإحتفال ألقتها الوزيرة الشبطيني، فقالت: "كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بتمثيله، ولي شرف التمثيل في هذا الإحتفال بالمهرجان العابق بالفرحة، ناقلة إليكم تحياته وأمنياته، بأن تبقى طرابلس مستقرة وهادئة ومتضامنة".
أضافت "يسعدني في هذه المناسبة أن أجدد تأكيد أهمية الإستقرار خصوصا إنكم عانيتم في السنوات الأخيرة مرارة الحروب والفتن وويلاتها والشحن الطائفي البغيض الذي رفضته الأكثرية الصامتة، ونجحت بعد طول معاناة وأضرار وضحايا، من إزالة مظاهر مؤلمة، والمتاريس والحواجز بين المناطق الواحدة، إنقاذا للخطة الأمنية التي تكاتفت كل الجهود من قبل الجميع لإنجاحها، ورفع الغطاء عن أي مخل ومخلف ومحرض ليتأكد مرة أخرى أن الخلاص لا يكون إلا من خلال الشرعية، والدولة بمؤسساتها الأمنية من جيش وقوى أمن هي الضامنة لكل اللبنانيين بجميع طوائفهم ومللهم، ضامنة لوحدتهم والعيش، معا لا سيما أن هذه المدينة العريقة، وأهلها لا تؤمن إلا بالعيش المشترك والفرح والتعاون في سبيل نهضتها، وهذا اليوم أفضل تعبير عن سيرتها".
وتابعت "وفي هذا السياق، ولكي تكتمل الفرحة، وتتحصن الخطة الأمنية، ستعمل الحكومة مع كل الوزارات المعنية والمراجع لرفع الغبن عن المناطق المنكوبة، وإعادة ترميم وإعمار ما دمرته الحروب، وتنفيذ مشاريع للبنى التحتية، ودعم القطاعات الصحية والتربوية والإجتماعية في المدينة والجوار، وحل مشاكل النازحين من الأخوة السوريين. كما أنني أعد بأنه إذا توفرت الإمكانيات المادية لوزارة المهجرين سأعمل جاهدة على دفع التعويضات لمستحقيها من ترميم وإعمار للطلبات المتبقية، لأن وزارتنا هي لجميع المناطق المعنية بهذا الملف".
وأردفت "أما وقد دخلت المدينة في أجواء التهدئة وعودة الحياة الطبيعية لربوعها، يؤسفنا بعدما علمنا بأن هناك بعض الإعتراضات على مسار هذا التلاقي والتضامن العارم. حيث من الأجدى أن نترك خلافاتنا للمراجع المختصة والمؤسسات، ونتطلع للأمام والمستقبل بكل الحب والوئام لأن المدينة وأهلها فوق كل إعتبار آخر".
وختمت "نتمنى أن يعم السلام والهدوء والطمأنينة جميع المناطق، وأن تنجز الإستحقاقات الرئاسية والنيابية في مواعيدها الدستورية، وأن تعزز سياسة النأي بالنفس لتجنيب لبنان أي تداعيات إقليمية، مراهنين بذلك على حكمة جميع الأطراف والمرجعيات لأن الوطن يستحق منا هذه التضحيات في سبيل تعزيز مسيرته الأمنية والإنمائية".
وفي الختام، قدم الرئيس الغزال وأعضاء المجلس البلدي درعا تقديرية لرئيس الجمهورية تسلمته الشبطيني. وأقيم حفل كوكتيل، ووزعت الهدايا على المشاركين من القرية البيئية "بدر حسون".
وتوجت البلدية فعاليات اليوم بمهرجان حاشد أقيم في شارع عزمي، شاركت فيه أطياف المدينة كافة، إضافة إلى إقتصادييها وتجارها وهيئاتها الإجتماعية والمدنية.
إستهل المهرجان بالنشيد الوطني، ونشيد طرابلس، ثم ألقت مسؤولة لجنة السياحة في بلدية طرابلس ليلى شحود تيشوري كلمة قالت فيها: "طرابلس الإنفتاح تمد يدها اليوم الى الحياة، الى النور، الذي هيمن على ظلام الدمار والإقتتال، لنرى الحياة مفعمةً بالأمل والحيوية والحماس بوجودكم، وإستنهاض الطاقات الإقتصادية والإنمائية، فنرى واحات الفرح أمامكم تمتد وتتفاءل إيجابا معلنة نهاية الأحزان والمآسي، ومبشرة بيوم أفضل، وغد أفضل، لأن مدينتنا هي الأفضل بأبنائها المتحابين المتعاضدين والمتكافلين والمتفائلين، الذين ينبذون الحقد، ويعلنون إنتصار إرادة الحياة".
أضافت "أنا اليوم باندفاعكم جميعا، أستبشر خيرا بنهاية الأحزان. أدامكم الله زخرا لهذه المدينة العريقة بتقواها وسلامها، ودمتم بأعمالكم أعمال نصر منشورة تضم في كيانها آيات الحسن الكبرى".
وختمت "أقول لكم أن الأفق وردي اللون والحياة رائعة ما دمتم الحراس الأمناء الأوفياء، فوداعا أيها الحزن المولي، وأهلا بالحياة والفرح والسعادة، فلن تستعبدنا بعد اليوم المؤامرات والفتن، ولن نستسلم لمهانة الظلم والإستعباد".
وتحدث ثائر المقدم باسم تجار عزمي، فشكر "لبلدية طرابلس اختيارها الشارع لإقامة هذه الذكرى"، وقال: "لقد درجت العادة في المدينة بإقامة مهرجانات سياحية إقتصادية لتنشيط التحرك لأبنائها ولمحيطها بأماكن مختلفة، وشارع عزمي بيك تاريخ يبدأ من إسمه، وهو الذي رأى لهذه المدينة مستقبلا، لم يكن واردا في حينه، فشق هذا الشارع المستقيم حتى البحر، فإنتشرت المباني الأثرية على جانبيه، وبات تجار المدينة الحديثة فيه يجمعون بين المدينة القديمة والمدينة الحديثة".
أضاف "إن الحالة الأمنية التي مرت بالفيحاء ولسنوات طويلة، إنعكست على وضعها الإقتصادي وعلى تجار هذا الشارع، ومن هنا إرتأت بلدية طرابلس إقامة المهرجان فيه وفي هذا الوقت بالذات من أجل تنشيط عجلة الحركة الإقتصادية على أمل ضخ الأموال من المستثمرين وإعادة تحريك الإدارات والمرافق".
وختم شاكرا "للبلدية جهودها"، آملا "التعاون الدائم لتنشيط المدينة، وإعادتها الى ما كانت عليه من إنفتاح وتلاق في ما بين جميع أبناء الشمال ولبنان".
وألقى رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق الدبوسي كلمة قال فيها: "اليوم، يوم عظيم تحتفل فيه طرابلس بتاريخها وحاضرها بذكرى مرور 725 عاما على تحريرها، وحاضرا بمرور حوالي شهر على خروجها من الإقتتال، وبدء الخطة الأمنية، وعلى إعادة الأمن والإستقرار إليها، فشكرا لرئيس وأعضاء بلدية طرابلس، وشكرا للتعاون القائم بين جميع مكونات هذه المدينة، ولتعاون جمعية تجار شارع عزمي، وعلينا دائما أن نكون متعاونين بكل أطيافنا، وبكل مناطقنا، وبصورة خاصة مع أهالي المدينة القديمة، لأنهم بحاجة لأن نكون دائما الى جانبهم، وعلينا أن نتعاون مع الحكومة لأجل إعادة إحياء المرافق الإقتصادية المهمة للمدينة، ومع الهيئات الإقتصادية اللبنانية من أجل دعم هذه المرافق في المدينة الجاذبة للاستثمارات، خصوصا أن موقعها الجغرافي يؤهلها لأن تكون رافعة لإقتصاد هذا الوطن".
وختم "طرابلس تفتح يدها للجميع من أجل التعاون في إحياء مرافقها والإستثمارات فيها أمام الإخوة اللبنانيين والعرب والأوروبيين، وستبقى دائما من التركيبة الوطنية، وستدعم الإقتصاد الوطني، لأن إزدهار طرابلس بحاضرها، وستعيد إليها صفتها مدينة العلم والعلماء، مدينة العيش الواحد".
وفي الختام، ألقى رئيس بلدية طرابلس كلمة استهلها بالقول: "أنا طرابلسي ومدينتي أجمل، وأنا أقول: طرابلس أنا... ومدينتي أجمل"، والفرق شاسع بين الجملتين، فكلنا طرابلس ولسنا فقط طرابلسيون، كلنا نعمل من أجل هذه المدينة العظيمة يدا بيد من أجل نهوضها، الفرحة تغمرني وأنا أراكم جميعا تشاركون في هذا الحدث التاريخي العظيم، سعيد أن نجتمع في هذا المكان لأن العمل في طرابلس لا يستقيم إلا من خلال العمل المستقيم، وهذا الشارع نظرا لأهميته التاريخية هو خط جامع بين أمرين: أولا كونه يعود الى سنوات طويلة، ومدينة طرابلس تعتز بكل حضاراتها وتعتز على وجه الخصوص بتحريرها، ولكن طرابلس هي أيضا حاضرة اليوم بشوارعها ومنها شارع عزمي".
أضاف "إن مدينة طرابلس تعتز بهذا النسيج الجامع والمميز، وكأن شارع عزمي قد وجد لهذا الأمر، كونه يجمع بين المسيحيين والمسلمين في المدينة منذ فترة طويلة، هذا النسيج المحبوك بين خيوط الحرير وخيوط الذهب. نعم إنها الميزة لهذه المدينة".
وتابع "إن ما قمنا وتقوم به بلدية طرابلس، إنما يجمع بين تاريخها العريق وحاضرها الحديث، ومن يريد أن يعمل للمستقبل، نقول له قف واعتز بتاريخك لنكمل معا مسيرة المستقبل. نعم هذه هي الفرحة التي أردناها لمدينة طرابلس. فلقد أردنا من هذا النشاط احتضان تاريخ المدينة وحاضرها ومستقبلها. من هنا كان اختيارنا لشارع عزمي الذي كنا ولا نزال نفتخر به في مدينتنا كونه الشريان الإقتصادي والتجاري المستقيم لدينا، ونحن بعملنا هذا نسعى لإعادة المجد الى تجاره، كما نسعى لاعادة هذا المجد الى كافة أحياء المدنية وشوارعها".
ثم توجه بالشكر الى "الأجهزة الأمنية وتجار المدينة وكافة أبنائها وفعالياتها وهيئات المجتمع المدني، الذين ساهموا في إنجاح هذه الذكرى"، مؤكدا "التعاون المثمر مع أعضاء المجلس البلدي الذين لولاهم، ولولا تضافر جهودهم لما تمكنت المدينة من الخروج بهذه السرعة مما كانت تتخبط فيه".
بعدها، قطع الغزال والمشاركون قالب الحلوى بالمناسبة، وجالوا في الشارع، الذي غص بالكبار والصغار من كل أقضية الشمال للمشاركة في فعاليات المهرجان، تلاها تكريم "كشاف الغد" للغزال، كعربون شكر وامتنان على دعمه الدائم، ودعم البلدية لأنشطته الكشفية.
وطنية 27\4\2014
إرسال تعليق