0
لو اردنا ان نرى المستقبل فعلينا قراءة الماضي جيداً وادراك ما يحدث فى الحاضر. فالخطورة تكمن عندما تكون رؤيتنا للمستقبل معدومة او ضبابية، فالضباب الذي أمام أعيننا غالباً ما تكون خلفه رصاصة مصوبة نحونا. فكم من رصاصة اخترقت اجسادنا من قناصين و كم من طعم ابتلعنا و نحن غافلين.

سنة 1968 قال "موشي ديان" وزير الدفاع الإسرائيلي لجريدة "تشرين" اللبنانية، "إذا استطعنا اسقاط عسكر جمال عبد الناصر فى بئر الخيانة وتصعيد الإخوان الى سدة الحكم فى مصر، سنشتم رائحة الموت والدماء فى كل بقعه من أراضي مصر، فلتكن تلك هي غايتنا وحربنا بمساعدة أصدقائنا الأميركان.

وفي كتاب (تاريخ الحرب بين العرب واسرائيل) يقول "بن غوريون" أن عظمة إسرائيل ليست في قنبلتها الذرية ولا ترسانتها المسلحة ولكن عظمة إسرائيل تكمن في انهيار دول ثلاث، "مصر والعراق وسوريا".

سنة 1987 قرر مجلس شورى الاخوان أن يضع خطة واستراتيجية للعمل في الداخل الأميركي، وعندما تكلم القيادي الاخواني محمد اكرم عن أهداف الاخوان في اميركا فقال كلمة واحدة "هدفنا هو الاستقرار".

سنة 1993 قال شمعون بيريز في كتابه (الشرق الأوسط الجديد) وهو يشير على الأنظمة العربية، "سنسقط تلك الأنظمة عن طريق إضرام النيران بداخلها بأيدي شعوبها"، ويصرح بعدها ويقول: "يجب ان ننشئ محطات تلفزيون عربية تعمل على إقامة التطبيع كما نريده نحن".

سنة 1993تأسست الجمعية الإسلامية الأميركية (تابعة للإخوان) وجاء تأسيسها باكورة للعلاقات القديمة بين الإخوان وأميركا منذ الستينات، ولها 60 فرعاً في 35 ولاية.

سنة 1996 تم الغاء القسم العربي من الاذاعة البريطانية، وتم توجيه جميع العاملين بالقناة إلى العمل بالقناة القطرية الجديدة "الجزيرة" التي تلقى دعماً مباشراً من حاكم قطر حمد بن جاسم شخصياً.

سنة 2003 بعد غزو العراق، بوش يصرح "لقد اخطأنا بدخولنا العراق فمفتاح المنطقة بمصر وليس في العراق"، وان المنطقة العربية ستخضع بأكملها إلى مرحلة "دمقرطة".

سنة 2003 تم تأسيس فرع لمؤسسة راند في قطر و هي في شكلها الخارجي "مركز ابحاث سياسية" وفي حقيقتها مؤسسة استخباراتية «مستقلة» تعمل في إطار مدني ومن المعروف عن راند ارتباطها الوثيق بصناعة القرار العسكري داخل البنتاغون واكبر دليل على ذلك أن من تولى رئاستها من فترة 1981 الى 1986 كان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي، و كانت احدث التقارير التي رفعتها لـلادارة الاميركية اوصت فيها الولايات المتحدة للبحث عن وطن بديل لمسيحيي الشرق الاوسط.

سنة 2003 سفير الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي "نيكولاس بيرنز" يقول في شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "حلف الناتو بحاجة إلى نقل محور تركيزها من الداخل على أوروبا الذي كان ضرورياً ومناسباً خلال الحرب الباردة إلى التركيز على الخارج كون البلدان التي تأتي منها التهديدات اليوم في وسط وجنوب آسيا والشرق الأوسط.

سنة 2004 الناتو يعقد اجتماعه باسطنبول ويعلن قادة الحلف عن مبادرة إسمها "تركيا والشرق الاوسط الجديد"، وتم تحديد دور تركيا فى الخريطة الجديدة للمنطقة.

سنة 2005 كانت سنة بداية الزيارت الرسمية لوفود من جماعة الإخوان للإدارة الاميركية.

سنة 2006 "كونداليزا رايس" تعلن عن لا مفر للتعجل من تنفيذ خطة الشرق الاوسط الجديد بعد هزيمة اسرائيل فى حرب تموز 2006 على يد "حزب الله".

سنة 2006 يتم تأسيس "اكاديمية التغيير" في لندن وفرعها بقطر والنمسا عام 2008 على يد "هشام موسى" (صهر القرضاوي) ويده اليمنى عبد الرفيق سلام (صهر راشد الغنوشي) الذي تم تعيينه وزيراً للخارجية في تونس بعد الثورة التونسية واغلب قيادات اكاديمية التغيير من شباب الوطن العربي المنتمي لجماعة الاخوان ان لم يكن جميعهم. ثم توجه بعدها عبد الرحمن يوسف (ابن الشيخ القرضاوي) للدكتور محمد البرادعي الذي اصبح فيما بعد منسقاً لحملته.

سنة 2006 يقول رئيس وكالة الاستخابارات الأميركية CIA السابق "جيمس وولسي" سنصنع لهم اسلاماً يناسبنا ثم نجعلهم يقومون بالثورات ثم يتم انقسامهم على بعض لنعرات طائفية ومن بعدها قادمون للزحف وسوف ننتصر.

سنة 2006 الاخوان يستعرضون قوتهم العسكرية بعرض عسكري داخل جامعة الازهر و احمد عبد العاطي (مسؤول طلاب الاخوان تنظيمياً على مستوى العالم والامين العام لـ الاتحاد الاسلامي العالمي للمنظمات الطلابية ومدير حملة الدكتور مرسي للرئاسة)، حكم عليه بالسجن غيابياً مع قيادات اخوانية اخرى بسبب تلك الواقعة.

سنة 2007 وبعد انعقاد مؤتمر "انابوليس للسلام"، كتب برنارد لويس في صحيفة "وول ستريت" يقول: يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك مؤقت غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضاً كما فعلت أميركا مع الهنود الحمر.

سنة 2008 يفتخر "افي ديختير" وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق في محاضرة له اثناء تكريمه بالاختراقات التي حققتها اسرائيل داخل جميع المؤسسات المصرية بعد شرح طويل عن مصر، وختم كلامه وهو يقول "ان إسرائيل قد خرجت من سيناء بضمانات أميركية للعودة إليها فى حالة تغيير النظام في مصر لغير صالح إسرائيل".

في فبراير 2008، افتتح امير قطر حمد بن جاسم مركز "بروكنغز الدوحة" وهو مركز متخصص فى الأبحاث السياسية المستقلة المتعلقة بالشؤون الاجتماعية والاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه الدول والمجتمعات العربية والاسلامية ويضم في عضويته كلاً من مادلين أولبرايت وزبيغنيو بريجنسكي وصامويل بيرغر وإدوارد دجيرجيان والكثير من الشخصيات السياسية العربية والعالمية.

سنة 2009 وجه اوباما الدعوة لقيادات الاخوان المسلمين في مصر لحضور الكلمة التى سيلقيها فى جامعة القاهرة وهو ما جعل مبارك يمتنع عن الحضور لوجود اشخاص محظورين مثل قيادات الاخوان. ثم تصرح "كونداليزا رايس" ان اميركا لا تمانع من وصول الاخوان للحكم".

سنة 2010 طلبت السفيرة الاميركية في مصر من مبارك السماح بنشاط بعض منظمات المجتمع المدني مثل المعهد الجمهوري واينشتاين وNDI وغيرها ولكن بشكل رسمي.

في 23 يناير 2011 وفي سابقة هي الاولى من نوعها، محرك بحث غوغل يرسل رسائل خاصة على البريد الالكترونى Email)) تدعو للتظاهر يوم 25 يناير.

في يوم 28 يناير غوغل يرسل لنشطاء معينين وقت قطع النت اثناء الثورة شِفرات الاقمار الصناعية لكي يتم استمرار التواصل بينهم.

الجمعة 28 فبراير يتم ضرب اقسام الشرطة المصرية فى وقت واحد وبشكل واحد ويتم فتح جميع المعتقلات التي تحوي اعضاءً من جماعة الاخوان وحماس و"حزب الله"، وبعد خروج الهاربين من حركة حماس بـ 5 ساعات يتم ظهورهم في الصوت والصورة الحية على قناة الجزيرة وهم في قطاع غزة بعد ان تم الاتصال المباشر من قناة الجزيرة بمحمد مرسي عيسى العياط، احد اعضاء مكتب الارشاد الهاربين من سجن وادي النطرون والذي كان محكوم عليه بقضية تخابر مع الـCIA وهو يقول لقناة الجزيرة ان "اولاد الحلال كانوا معديين على الطريق و خرجونا". جدير بالذكر ان جميع خطوط الاتصال والانترنت في مصر كانت لا تعمل في ذلك اليوم.

الجمعة 4 فبراير يخطب لأول مرة خامنئي في طهران باللغة العربية في صلاة الجمعة ويوجه كل كلامه للثوار في مصر وتونس ويصرح بعدها "يا احفاد حسن البنا تقدموا واستولوا على السلطة".

اغلب المصريين الذين شاركوا في حملة انتخابات اوباما وعادوا الى مصر لتقديم ورش عمل للشباب عن الحملات الانتخابية ينتمون لجماعة الاخوان.

فى 31 مايو 2012 صرح "فتحي حماد" وزير داخلية حركة حماس لجريدة الراي الكويتية: "المصريين (هبلان) مش عارفين يديروا حالهم و بيشتغلوا بناء على رؤيتنا إحنا وراح نربطهم بإيران لأن اليوم زمنا إحنا وزمن الإخوان، ومن سيقف في طريقنا راح ندوسه بلا رجعة".

ومنذ ذلك الحين يعرف الجميع ما حدث اثناء انتخابات الرئاسة المصرية وما بعدها من تألق "للطرف الثالث" بعد وصوله لحكم مصر. فعندما استمع الى احد البسطاء يقول ان احداث يناير 2011 ثورة شباب طاهر نقي، وان ما حدث يوم 30 يونيو من نزول اكثر من 30 مليون مواطن مصري في نموذج للثورة السلمية و توحد مؤسسات الدولة ضد حكم مستبد هو "انقلاب على الشرعية" فلا اجد الا ان اضحك واردد فى نفسي "اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا".

من مصر - فادي عيد – "منبر ليبانون تايم" 26\4\2014

إرسال تعليق

 
Top