ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة الهجمة وقداس الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل ألقى عودة عظة قال فيها "المسيح قام من بين الأموات ووطىء الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور. نحن نعيد اليوم لقيامة إلهنا الذي غلب الموت بموته ومنحنا بقيامته الحياة الأبدية. اليوم يوم القيامة فلنتلألأ أيها الشعوب لأن الفصح هو فصح الرب وذلك لأن المسيح إلهنا قد أجازنا من الموت إلى الحياة ومن الأرض إلى السماء نحن المنشدين نشيد النصر والظفر". هكذا رتلنا اليوم بفرح وسنرتل طيلة الأربعين يوما المقلبين لأن القيامة هي الركن الأساسي في إيماننا. فلو لم يقم الرب الإله لكان إيماننا باطلا وكرازتنا باطلة (1 كورنثوس 15 14)".
أضاف: "نحن أبناء القيامة. نحن ورثة الرب يسوع القائم من بين الأموات. ومن يؤمن بالمسيح وبقيامته يعرف الرجاء رغم الآلام التي قد يمر فيها. والمسيحي يتألم لأنه يحب لأنه يتبع الوصية الأولى والعظمى التي تركها لنا الرب يسوع "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك... وتحب قريبك كنفسك" (متى 22 37 و39).
المسيحي الحقيقي يحب قريبه مهما كان هذا القريب. هذه المحبة هي الجلجلة التي يمر فيها المسيحي كل يوم وكل ساعة. إنها الصليب الذي به يخلص لأن في الصليب رجاء القيامة. "إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟" (1 يو 4 19-20). المحبة هي الدينونة الكبرى لكل مسيحي لأنه عندما سيلقى وجه ربه في اليوم الأخير سوف يسأل عن المحبة.
ماذا فعلت بأخيك سوف يقول له الديان العادل الذي من فرط محبته للبشر أفرغ ذاته وتنازل من سمائه متخذا صورة عبد صورتنا وذاق الهزء والصلب والموت ونزل إلى الجحيم وغلب الموت من أجل هدف واحد هو إنقاذ الإنسان من براثن الخطيئة والشر والفساد والموت. هدف محبته العظيمة كان خلاص الإنسان. لذا نسمي عيد القيامة عيد الأعياد وموسم المواسم الذي فيه نبارك المسيح إلى الأدهار".
وتابع: "في هذا العيد نحن نبشر بالفرح وبالحياة ونصرخ مع بولس الرسول "إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا" (فيليبي 4 4). نحن نبشر بالغلبة على الخطيئة والموت نبشر بانكسار الجحيم وقيامة المسيح. نحن نفرح ولو كان كل ما يحيط بنا قاتما.
فالأخبار ما زالت تعبق برائحة الموت والحروب والمصائب تحيط بنا من كل جانب ووطننا يرزح تحث ثقل الهموم المعيشية والمطالب النقابية والمشاكل الإقتصادية والسياسية والأمنية والإجتماعية والحياتية. ونتساءل من سيدحرج لنا الحجر عن باب القبر الذي دفنا فيه وطننا من سيخرجنا من ضيقنا ولكن بما أننا أبناء القيامة والرجاء نحن نؤمن أنه لا بد لهذا الليل من أن ينجلي ولا بد للنور من أن ينبلج. فبعد العتمة نور وبعد الصليب قيامة. ولأن هذا إيماننا وهذا رجاؤنا أسأل مواطني الأحباء أن يعودوا إلى أصالتهم وإلى ضمائرهم وإلى المحبة التي غرسها الله في قلوبهم إلى أي دين انتموا. قال الرب يسوع "لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (متى 24 12) وأعتقد أننا وصلنا إلى هذا الدرك بسبب كثرة آثامنا والمطلوب واحد أن نحب بعد الله بعضنا بعضا وأن نخلص لوطننا ونضع مصلحته فوق كل مصلحة لأن في خلاص لبنان خلاصا لنا جميعا وفي خرابه خرابا للجميع".
وقال: "نحن على أبواب استحقاق هام وإذا تم خلال المهلة الدستورية انتخاب رئيس للجمهورية، أو رئيسة لم لا ألم نر مكانة المرأة عند الرب يسوع في إنجيل سبت النور حيث أعطاها شرف إعلان قيامته للتلاميذ؟، نكون قد خطونا خطوة كبيرة نحو وضع لبنان على الطريق الصحيح لأن أي جسم بدون رأس لا تكون حركته متناسقة كذلك عمل الجسم بلا كافة الأعضاء لا يكون كاملا لذلك يجب أيضا ملء الشواغر في كافة إدارات الدولة ليستقيم عملها ويكون نتاجها وفيرا. وفي هذا السياق لا بد من التذكير أننا أعلنا منذ سنين طوال أننا مع الدولة المدنية التي تعامل أبناءها بالعدل والمساواة وتعتمد العلم والكفاءة والخبرة ونظافة الكف وحسن السلوك في اختيار الموظف المناسب أو الموظفة المناسبة للوظيفة المناسبة الدولة التي تنمي في أبنائها حس المواطنة عوض الطائفية أو المذهبية فيكون الجميع للوطن كما ينشدون. لكن وبما أننا ما زلنا في دولة تعتمد التوزيع الطائفي في شتى المراكز فنحن نطالب الدولة حفاظا على حقوق أبنائنا الأرثوذكس بأن تحفظ المراكز الشاغرة العائدة للأرثوذكس لأبنائنا الأرثوذكسيين وأن تملأها بمن يتمتع منهم بالعلم والكفاءة والخبرة والسيرة الحسنة وكل الصفات التي تؤهله لملء المنصب وخدمة وطنه لأننا نعتبر أن الوظيفة العامة هدفها الخدمة العامة لا المصلحة الشخصية أو الحزبية أو الطائفية أو ما شابه. وأملنا أن تعتمد في كل التعيينات التي تنوي إجراءها هذه المعايير الضرورية أي المؤهلات التي يتمتع بها الشخص المنوي تعيينه لا انتماءه السياسي أو الحزبي".
أضاف: "هنا لا بد من التذكير أننا ننتظر منذ تسع سنوات تعيين محافظ أصيل لمدينة بيروت. ألا تستحق العاصمة محافظا يهتم بها ويسهر على تطويرها وتنفيذ المشاريع فيها عوض تعطيلها كما يقال منذ وقت ليس بقريب؟ هل يعقل أن يبقى هذا المركز بالوكالة في عهدة محافظ الشمال وهل يمكن لإنسان مهما كانت كفاءاته أن يتسلم إدارة عاصمة لبنان وعاصمة الشمال ويقوم بواجبه على أكمل وجه؟ ألم يحن الوقت لتعيين محافظ لبيروت؟ محافظ يكون أمامه سنوات من العمل والخدمة لتنفيذ برنامجه ورؤيته؟ ما الذي يؤخر هذا التعيين وإذا كانت المحاصصة هي العائق لم لا يفصل هذا التعيين عن باقي التعيينات؟ مع كل عهد جديد أو حكومة جديدة نستبشر خيرا ونأمل أن يعمل المسؤولون على إصلاح الإدارة ومكافحة الفساد وجباية الرسوم والضرائب وضبط النفقات والرقابة الصارمة ومعاقبة الحامين والمحميين والفاسدين والمفسدين والراشين والمرتشين لكننا في كل مرة نصاب بالخيبة لأن دولتنا ما زالت تتآكل وبعض أبنائها يتناتشونها فيما البعض الآخر يشكو الفقر أو الظلم أو الإقصاء ويلجأ إما إلى الهجرة أو إلى الإستزلام أو إلى التمرد أو يمتهن الصمت بانتظار الفرج".
وتابع عودة: "فيا حكامنا الأحباء ويا جميع المسؤولين في هذا البلد مستقبل أجيالنا في أعناقكم فاعملوا جاهدين من أجل مستقبل أفضل لأولادكم ولأولاد الجميع. إعملوا من أجل بناء دولة متطورة عادلة تحترم حقوق الإنسان وتعطي كل ذي حق حقه لكنها تطالبه بالقيام بواجبه على أكمل وجه دولة تعتمد الثواب والعقاب ولا تغض الطرف عن أي مخالفة أو تخط للقانون دولة تعطي الموظف الراتب العادل الذي يستحقه لكنها تعاقبه إذا ما تقاعس أو قبل رشوة أو أساء استعمال مركزه أو سلطته دولة تحمي أطفالها وتفرض تعليمهم وتعاقب من يستغلهم ويرميهم في الشوارع للتسول أو بيع العلكة عوض إهمالهم أطفالا متسولين ورميهم في السجون المكتظة عندما يصبحون بالغين جانحين دولة تحترم المرأة وكرامتها ولا تسمح بأن تهدر حقوقها أو تقيد حريتها أو يسفك دمها. لذا مطلوب من نوابنا الكرام العمل على إصدار قوانين تحفظ حقوق المرأة وتصون حريتها وكرامتها في مجتمع ذكوري يحلل فيه الرجل كل شيء لنفسه ويمنع عن نصف المجتمع وربما أكثر في أيامنا نظرا لهجرة الشباب يمنع عنه الحق بالكرامة الإنسانية والحرية الممنوحة من الله ويبيح لنفسه تعنيف المرأة وقمعها والتحكم بمصيرها وبحياتها دون أي رادع. ألا يكفي أن لبنان لم يتح بعد للمرأة الوصول إلى مراكز القرار وقد سبقته إلى ذلك دول كنا نعتبرها متخلفة حتى يتغاضى عن تعنيف المرأة وأحيانا قتلها وهل مسموح أن يتغاضى أيضا عن ضرب الأطفال وانتهاك براءتهم والتعدي عليهم واستغلالهم بشتى الطرق؟"
وقال: "فيا أحباءنا النواب لا تنسوا أن نصف الناخبين من النساء وأن تأثير المرأة كبير في عائلتها وفي المجتمع، فلنعطها حقها لتعطي هي الوطن ما هو بحاجة إليه من محبتها وحنانها ورحمتها وحضورها وثقافتها وقدراتها وربما ميلها إلى اللاعنف عكس معظم الرجال. لطالما تساءلت لو تسلمت النساء مقاليد الحكم في العالم هل تبقى حروب ونزاعات على وجه الأرض أم يصبح العالم سلاميا إن من تعطي الحياة هل هي قادرة على القتل والتدمير؟ وبما أن الحياة دبت في مجلسنا الكريم بعد سبات عميق ومشاريع القوانين التي نامت دهرا في الأدراج صحت فجأة نسأل أحباءنا النواب أن يشرعوا بحسب ما يمليه عليهم واجبهم والضمير لا مصالحهم الإنتخابية وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق أي مصلحة هذا الوطن الذي انتدبهم أبناؤه لتمثيلهم والعمل من أجل مستقبل أفضل لأبنائهم".
أضاف: "لقد قرأنا في الصحف على لسان أحد النواب أن النواب "يتعذبون من أجل الناس". نحن نسأل لهم من لدن الرب القائم من بين الأموات الصحة والعافية والصبر والشجاعة ليستمروا في عملهم الدؤوب من أجل خدمة لبنان وأسألهم إبعادا للظلم عنهم أن يعلموا اللبنانيين عن برنامج عملهم والساعات الطوال التي يمضونها في العمل والعذاب من أجل الناس لكي يطمئن اللبنانيون إلى أن من ينوبون عنهم لا يكلون ولا يرتاحون".
وتابع: "في هذا العيد المبارك أسأل أبناء وطني جميعا مسؤولين ومواطنين أن ينموا في ذواتهم ثمار الروح التي هي محبة وفرح وسلام وطول أناة ولطف وصلاح وإيمان ووداعة وتعفف (غلاطية 5 22-23) وأن يكونوا محبين صادقين أمناء عادلين ليكونوا فخرا لوطنهم. صلاتي إلى الرب القائم من بين الأموات أن يبارككم جميعا ويعيد عليكم هذا العيد المقدس وقد عم السلام وطننا ومنطقتنا والعالم أجمع وانتشر فرح القيامة في قلوب الجميع. صلاتي أن يقيم لبنان من كبوته وأن يلهم حكامنا للقيام بكل عمل صالح وأن يحفظ جيشنا وكل القوى الأمنية التي تدفع ضريبة باهظة من أجل حماية وطننا وأن يعزي قلوب الحزانى والمرضى والمظلومين والمقهورين والمأسورين وكل من التمس رحمته وأن يعيد جميع المخطوفين إلى ذويهم. كما أسأله أن يعيد إلينا أخوينا المطرانين بولس ويوحنا سالمين. لقد مر أكثر من عام على خطفهما ولم نسمع بعد عنهما شيئا".
وختم عودة: "نحن قوم لا نجيد الصراخ وقطع الطرقات وتوسل العنف أو ما شابه لكننا نتكل على الله وعلى ضمائر الخاطفين علها في لحظة مباركة تنبههم إلى سوء ما قاموا به وتدفعهم إلى إطلاق مطرانين بريئين. لنرفع الصلاة معا من أجل عودتهما سالمين ولنشكر الرب دائما لنشكر من انحدر إلى أعماق الجحيم لكي يملأ الكل من مجده. المسيح قام، حقا قام فلنسجد لقيامته ذات الثلاثة الأيام".
بعد الإنجيل ألقى عودة عظة قال فيها "المسيح قام من بين الأموات ووطىء الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور. نحن نعيد اليوم لقيامة إلهنا الذي غلب الموت بموته ومنحنا بقيامته الحياة الأبدية. اليوم يوم القيامة فلنتلألأ أيها الشعوب لأن الفصح هو فصح الرب وذلك لأن المسيح إلهنا قد أجازنا من الموت إلى الحياة ومن الأرض إلى السماء نحن المنشدين نشيد النصر والظفر". هكذا رتلنا اليوم بفرح وسنرتل طيلة الأربعين يوما المقلبين لأن القيامة هي الركن الأساسي في إيماننا. فلو لم يقم الرب الإله لكان إيماننا باطلا وكرازتنا باطلة (1 كورنثوس 15 14)".
أضاف: "نحن أبناء القيامة. نحن ورثة الرب يسوع القائم من بين الأموات. ومن يؤمن بالمسيح وبقيامته يعرف الرجاء رغم الآلام التي قد يمر فيها. والمسيحي يتألم لأنه يحب لأنه يتبع الوصية الأولى والعظمى التي تركها لنا الرب يسوع "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك... وتحب قريبك كنفسك" (متى 22 37 و39).
المسيحي الحقيقي يحب قريبه مهما كان هذا القريب. هذه المحبة هي الجلجلة التي يمر فيها المسيحي كل يوم وكل ساعة. إنها الصليب الذي به يخلص لأن في الصليب رجاء القيامة. "إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟" (1 يو 4 19-20). المحبة هي الدينونة الكبرى لكل مسيحي لأنه عندما سيلقى وجه ربه في اليوم الأخير سوف يسأل عن المحبة.
ماذا فعلت بأخيك سوف يقول له الديان العادل الذي من فرط محبته للبشر أفرغ ذاته وتنازل من سمائه متخذا صورة عبد صورتنا وذاق الهزء والصلب والموت ونزل إلى الجحيم وغلب الموت من أجل هدف واحد هو إنقاذ الإنسان من براثن الخطيئة والشر والفساد والموت. هدف محبته العظيمة كان خلاص الإنسان. لذا نسمي عيد القيامة عيد الأعياد وموسم المواسم الذي فيه نبارك المسيح إلى الأدهار".
وتابع: "في هذا العيد نحن نبشر بالفرح وبالحياة ونصرخ مع بولس الرسول "إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا" (فيليبي 4 4). نحن نبشر بالغلبة على الخطيئة والموت نبشر بانكسار الجحيم وقيامة المسيح. نحن نفرح ولو كان كل ما يحيط بنا قاتما.
فالأخبار ما زالت تعبق برائحة الموت والحروب والمصائب تحيط بنا من كل جانب ووطننا يرزح تحث ثقل الهموم المعيشية والمطالب النقابية والمشاكل الإقتصادية والسياسية والأمنية والإجتماعية والحياتية. ونتساءل من سيدحرج لنا الحجر عن باب القبر الذي دفنا فيه وطننا من سيخرجنا من ضيقنا ولكن بما أننا أبناء القيامة والرجاء نحن نؤمن أنه لا بد لهذا الليل من أن ينجلي ولا بد للنور من أن ينبلج. فبعد العتمة نور وبعد الصليب قيامة. ولأن هذا إيماننا وهذا رجاؤنا أسأل مواطني الأحباء أن يعودوا إلى أصالتهم وإلى ضمائرهم وإلى المحبة التي غرسها الله في قلوبهم إلى أي دين انتموا. قال الرب يسوع "لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (متى 24 12) وأعتقد أننا وصلنا إلى هذا الدرك بسبب كثرة آثامنا والمطلوب واحد أن نحب بعد الله بعضنا بعضا وأن نخلص لوطننا ونضع مصلحته فوق كل مصلحة لأن في خلاص لبنان خلاصا لنا جميعا وفي خرابه خرابا للجميع".
وقال: "نحن على أبواب استحقاق هام وإذا تم خلال المهلة الدستورية انتخاب رئيس للجمهورية، أو رئيسة لم لا ألم نر مكانة المرأة عند الرب يسوع في إنجيل سبت النور حيث أعطاها شرف إعلان قيامته للتلاميذ؟، نكون قد خطونا خطوة كبيرة نحو وضع لبنان على الطريق الصحيح لأن أي جسم بدون رأس لا تكون حركته متناسقة كذلك عمل الجسم بلا كافة الأعضاء لا يكون كاملا لذلك يجب أيضا ملء الشواغر في كافة إدارات الدولة ليستقيم عملها ويكون نتاجها وفيرا. وفي هذا السياق لا بد من التذكير أننا أعلنا منذ سنين طوال أننا مع الدولة المدنية التي تعامل أبناءها بالعدل والمساواة وتعتمد العلم والكفاءة والخبرة ونظافة الكف وحسن السلوك في اختيار الموظف المناسب أو الموظفة المناسبة للوظيفة المناسبة الدولة التي تنمي في أبنائها حس المواطنة عوض الطائفية أو المذهبية فيكون الجميع للوطن كما ينشدون. لكن وبما أننا ما زلنا في دولة تعتمد التوزيع الطائفي في شتى المراكز فنحن نطالب الدولة حفاظا على حقوق أبنائنا الأرثوذكس بأن تحفظ المراكز الشاغرة العائدة للأرثوذكس لأبنائنا الأرثوذكسيين وأن تملأها بمن يتمتع منهم بالعلم والكفاءة والخبرة والسيرة الحسنة وكل الصفات التي تؤهله لملء المنصب وخدمة وطنه لأننا نعتبر أن الوظيفة العامة هدفها الخدمة العامة لا المصلحة الشخصية أو الحزبية أو الطائفية أو ما شابه. وأملنا أن تعتمد في كل التعيينات التي تنوي إجراءها هذه المعايير الضرورية أي المؤهلات التي يتمتع بها الشخص المنوي تعيينه لا انتماءه السياسي أو الحزبي".
أضاف: "هنا لا بد من التذكير أننا ننتظر منذ تسع سنوات تعيين محافظ أصيل لمدينة بيروت. ألا تستحق العاصمة محافظا يهتم بها ويسهر على تطويرها وتنفيذ المشاريع فيها عوض تعطيلها كما يقال منذ وقت ليس بقريب؟ هل يعقل أن يبقى هذا المركز بالوكالة في عهدة محافظ الشمال وهل يمكن لإنسان مهما كانت كفاءاته أن يتسلم إدارة عاصمة لبنان وعاصمة الشمال ويقوم بواجبه على أكمل وجه؟ ألم يحن الوقت لتعيين محافظ لبيروت؟ محافظ يكون أمامه سنوات من العمل والخدمة لتنفيذ برنامجه ورؤيته؟ ما الذي يؤخر هذا التعيين وإذا كانت المحاصصة هي العائق لم لا يفصل هذا التعيين عن باقي التعيينات؟ مع كل عهد جديد أو حكومة جديدة نستبشر خيرا ونأمل أن يعمل المسؤولون على إصلاح الإدارة ومكافحة الفساد وجباية الرسوم والضرائب وضبط النفقات والرقابة الصارمة ومعاقبة الحامين والمحميين والفاسدين والمفسدين والراشين والمرتشين لكننا في كل مرة نصاب بالخيبة لأن دولتنا ما زالت تتآكل وبعض أبنائها يتناتشونها فيما البعض الآخر يشكو الفقر أو الظلم أو الإقصاء ويلجأ إما إلى الهجرة أو إلى الإستزلام أو إلى التمرد أو يمتهن الصمت بانتظار الفرج".
وتابع عودة: "فيا حكامنا الأحباء ويا جميع المسؤولين في هذا البلد مستقبل أجيالنا في أعناقكم فاعملوا جاهدين من أجل مستقبل أفضل لأولادكم ولأولاد الجميع. إعملوا من أجل بناء دولة متطورة عادلة تحترم حقوق الإنسان وتعطي كل ذي حق حقه لكنها تطالبه بالقيام بواجبه على أكمل وجه دولة تعتمد الثواب والعقاب ولا تغض الطرف عن أي مخالفة أو تخط للقانون دولة تعطي الموظف الراتب العادل الذي يستحقه لكنها تعاقبه إذا ما تقاعس أو قبل رشوة أو أساء استعمال مركزه أو سلطته دولة تحمي أطفالها وتفرض تعليمهم وتعاقب من يستغلهم ويرميهم في الشوارع للتسول أو بيع العلكة عوض إهمالهم أطفالا متسولين ورميهم في السجون المكتظة عندما يصبحون بالغين جانحين دولة تحترم المرأة وكرامتها ولا تسمح بأن تهدر حقوقها أو تقيد حريتها أو يسفك دمها. لذا مطلوب من نوابنا الكرام العمل على إصدار قوانين تحفظ حقوق المرأة وتصون حريتها وكرامتها في مجتمع ذكوري يحلل فيه الرجل كل شيء لنفسه ويمنع عن نصف المجتمع وربما أكثر في أيامنا نظرا لهجرة الشباب يمنع عنه الحق بالكرامة الإنسانية والحرية الممنوحة من الله ويبيح لنفسه تعنيف المرأة وقمعها والتحكم بمصيرها وبحياتها دون أي رادع. ألا يكفي أن لبنان لم يتح بعد للمرأة الوصول إلى مراكز القرار وقد سبقته إلى ذلك دول كنا نعتبرها متخلفة حتى يتغاضى عن تعنيف المرأة وأحيانا قتلها وهل مسموح أن يتغاضى أيضا عن ضرب الأطفال وانتهاك براءتهم والتعدي عليهم واستغلالهم بشتى الطرق؟"
وقال: "فيا أحباءنا النواب لا تنسوا أن نصف الناخبين من النساء وأن تأثير المرأة كبير في عائلتها وفي المجتمع، فلنعطها حقها لتعطي هي الوطن ما هو بحاجة إليه من محبتها وحنانها ورحمتها وحضورها وثقافتها وقدراتها وربما ميلها إلى اللاعنف عكس معظم الرجال. لطالما تساءلت لو تسلمت النساء مقاليد الحكم في العالم هل تبقى حروب ونزاعات على وجه الأرض أم يصبح العالم سلاميا إن من تعطي الحياة هل هي قادرة على القتل والتدمير؟ وبما أن الحياة دبت في مجلسنا الكريم بعد سبات عميق ومشاريع القوانين التي نامت دهرا في الأدراج صحت فجأة نسأل أحباءنا النواب أن يشرعوا بحسب ما يمليه عليهم واجبهم والضمير لا مصالحهم الإنتخابية وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق أي مصلحة هذا الوطن الذي انتدبهم أبناؤه لتمثيلهم والعمل من أجل مستقبل أفضل لأبنائهم".
أضاف: "لقد قرأنا في الصحف على لسان أحد النواب أن النواب "يتعذبون من أجل الناس". نحن نسأل لهم من لدن الرب القائم من بين الأموات الصحة والعافية والصبر والشجاعة ليستمروا في عملهم الدؤوب من أجل خدمة لبنان وأسألهم إبعادا للظلم عنهم أن يعلموا اللبنانيين عن برنامج عملهم والساعات الطوال التي يمضونها في العمل والعذاب من أجل الناس لكي يطمئن اللبنانيون إلى أن من ينوبون عنهم لا يكلون ولا يرتاحون".
وتابع: "في هذا العيد المبارك أسأل أبناء وطني جميعا مسؤولين ومواطنين أن ينموا في ذواتهم ثمار الروح التي هي محبة وفرح وسلام وطول أناة ولطف وصلاح وإيمان ووداعة وتعفف (غلاطية 5 22-23) وأن يكونوا محبين صادقين أمناء عادلين ليكونوا فخرا لوطنهم. صلاتي إلى الرب القائم من بين الأموات أن يبارككم جميعا ويعيد عليكم هذا العيد المقدس وقد عم السلام وطننا ومنطقتنا والعالم أجمع وانتشر فرح القيامة في قلوب الجميع. صلاتي أن يقيم لبنان من كبوته وأن يلهم حكامنا للقيام بكل عمل صالح وأن يحفظ جيشنا وكل القوى الأمنية التي تدفع ضريبة باهظة من أجل حماية وطننا وأن يعزي قلوب الحزانى والمرضى والمظلومين والمقهورين والمأسورين وكل من التمس رحمته وأن يعيد جميع المخطوفين إلى ذويهم. كما أسأله أن يعيد إلينا أخوينا المطرانين بولس ويوحنا سالمين. لقد مر أكثر من عام على خطفهما ولم نسمع بعد عنهما شيئا".
وختم عودة: "نحن قوم لا نجيد الصراخ وقطع الطرقات وتوسل العنف أو ما شابه لكننا نتكل على الله وعلى ضمائر الخاطفين علها في لحظة مباركة تنبههم إلى سوء ما قاموا به وتدفعهم إلى إطلاق مطرانين بريئين. لنرفع الصلاة معا من أجل عودتهما سالمين ولنشكر الرب دائما لنشكر من انحدر إلى أعماق الجحيم لكي يملأ الكل من مجده. المسيح قام، حقا قام فلنسجد لقيامته ذات الثلاثة الأيام".
وطنية 20\4\2014
إرسال تعليق