0
فى التراث الصوفى أن مريدا سأل شيخه وألحّ فى السؤال: كيف ينتقل من حال إلى حال ويرتقى مدارج الرقى ليصل لمعرفة الحق حق المعرفة؟! 

ورد الشيخ بأن طلب إليه أن يذهب إلى المسجد، وأن يقيم الصلاة المفروضة، وأن يتنفّل قدر ما يستطيع، وذهب صاحبنا وفعل ما أمره به شيخه وانتظر أية فتوحات ربانية فلم يشعر، وعاد إلى شيخه الذى بادره متسائلا: هل فعلت ما أمرتك به؟ وأجاب: نعم. ثم سأله الشيخ: وأين وضعت نعلك؟ فأجاب المريد: وضعته أمام ناظرى خشية أن يسطو عليه أحد، وليس عندى غيره! صمت الشيخ طويلا، ونظر للمريد وقال: لو كان حرصك على المعرفة بحجم حرصك على حذائك، لكان الأمر مختلفا، ولو كانت همتك تسامت للوصول إلى الحق بقدر ما تدنت للحرص على الحذاء لكنت وصلت.

هكذا علقت احدى الاوساط السياسية على ما يجري في الساحة اللبنانية عشية الانتخابات الرئاسية التي اعتبرت ان تلك الأقصوصة تبقى فى خلفية دماغ المرء وهو يشاهد ويتابع من تعلقت أبصارهم وهممهم بالأدوار والمناصب، واشارت الى ان كل ما يحل في لبنان سعت وتسعى اليه دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية اذ يدعمان مشروع التفكك والتفتيت وذلك بالصراع الداخلي بين اللبنانيين. 


وان من غير الصحيح بأن الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا تريدان إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، وأنهما لن يدخلا في لعبة الأسماء، وان السعودية ليست بعيدة عن هذا المناخ.

وأكدت الاوساط، إن فرنسا أو السفير الأميركي في لبنان أكدا موافقتهما على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، هو من ضمن إشاعات لا علاقة لها بالواقع، ففرنسا واميركا مصرتان على الفراغ في وقت استبعدت الاوساط إياها أن يكون هناك صفقة بين الرئيس سعد الحريري وعون وحزب الله حول رئاسة عون، كما استبعدت الاوساط أي تدخل خارجي وهناك قرار اتفقت عليه الدول المعنية بملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني والارجح هو التمديد للرئيس الحالي العماد ميشال سليمان، وان كل ما يجري هو بروباغندا اعلامية متفق عليها مع الدول التي تملك القرار.

لذا تدعو الاوساط، فريقي الثامن من أذار والرابع عشر منه ومن يدَعون بأنهم وسطيون، الجلوس الى طاولة حوار لتحليل وتشريح اللحظة التاريخية وتحديد أبعادها بدقة شديدة لمعرفة أي قائد يحتاجه الوطن في هذه الظروف، وما هى القدرات والإمكانات التى يجب أن تتوافر فيه وله، وعدا ذلك فهو هزار فى موضع الجد، ومماطلة و«استهبال» فى لحــظة استحقاق وطني لا يمكن الاستهتار به.

ماري حدشيتي - الديار 19\4\2014

إرسال تعليق

 
Top