نلتقي اليوم في ذكرى مرور عام على اختطاف حبرين جليلين من كنيستين عريقتين، المطران يوحنا ابراهيم والمطران بولس يازجي.
انها ذكرى مؤلمة ومُحببة، فهذان الرجلان الفاضلان هما قامتان مشرقيتان ناصعتان بالأعمال الجليلة والرعاية الصالحة والصيت الحسن.
نشرا الحوار وأحبا الغريب و القريب وآمنا بأن لا مجال أن يحيا مكون في الشرق بمعزل عن شركائه في الوطن والمواطنة، لذا أرادا أن يُعمما ثقافة قبول الآخر ومحبته واحترامه كما هو، فالدين للله والوطن للجميع.
رفضا مغادرة أرض الوطن، حتى أن المطران يوحنا ابراهيم قال قبل بضعة أيام من اختطافه :" أُفضل أن أموت شهيداً في بلدي ولا أن أحيا شريداً في غُربتي".
سنة مضت ولا من يُنعش أملنا بخبر أو نبأ عنهما، ما كان ذنبهما ليلقيا هذا العقاب الظالم؟؟
ذنبهما كما يقول أحد الشعراء: "أنهما بريئان".
ما المقصود من هذه العملية الإثمية الارهابية؟ من المسؤول؟
وما السبيل الى تحريرهما، مع سائر المخطوفين الآخرين وبخاصة الكهنة الثلاثة؟
كفانا استنكاراً وكلاماً معسولاً يُكتب بحبر باهت على اوراق تجُف وتبلى.
فهذا بيان من هنا وتصريح من هناك واتهام من هنالك، وههنا فُلان يتهم علان وكثيرون يتقاذفون كرة النار، والكل يُريد أن تُمسك الحية بغير يده.
انه من العيب ومن العار الوقوف صامتين أمام هذا العمل الشنيع.
أستصرخ الجامعة العربية والمجتمع الدولي للعمل جدياً و بجهد واخلاص لكشف النقاب عن هذا العمل الغامض، واعادة رجلي الله الى كنيستهما وأبرشيتهما وشعبهما مُعافين سالمين.
ننتظرهما بفارغ الصبر فلن نمل من الانتظار فنعمل بكل ما أُتينا بجهد للوصول الى خواتم سعيدة.
اليك يا رب نضرع، أنت القيامة والحياة والرجاء أيها الرب يسوع، وقد قمت من بين الاموات بعد أن تحملت الهزء والعار والموت، فغفرت وسحقت الأشرار وقُمت مُنتصراً.
اليك يا رب نهتف خاشعين ضارعين أن تجعل في قيامتك بعودة هذين المطرانين مُبتهجين. انك السميع المُجيب وليس لنا سواك نتكلُ عليه كي لا نخيب.
أختم كلمتي وأقول ان ليس المخطوف هما مطرانين فقط ولكن المخطوف الاكبر هي العروبة والشرق بأكمله.
منبر "ليبانون تايم" - جوي حداد - رئيس هيئة التضامن السرياني ونائب رئيس الهيئة الشبابية للحوار الاسلامي - المسيحي - 17\4\2014.
إرسال تعليق