حين تختار قمة العرب شعار «التضامن لمستقبل أفضل» عنواناً لها، فإنها، حسب سياسي عربي مُجرّب، تدرك أنّ لا مستقبل للعرب من دون تضامنهم، ولا تضامن بين العرب إذا لم ينجحوا في تنقية العلاقات في ما بينهم، ولا تنقية للعلاقات العربية - العربية إلاّ إذا انطلق العرب من قضية جامعة يوحدون جهودهم حولها وتصغر كلّ خلافاتهم أمامها.
ويضيف هذا السياسي أنّ مطالب من هذا النوع كتنقية العلاقات العربية - العربية أو مركزية القضية الفلسطينية تكاد تكون خيالية أو مثالية، وأقصى الطموح العربي في هذه الايام أن لا تتدهور العلاقات العربية الى مستوى اسوأ مما هي عليه اليوم وأن لا يقع النظام الرسمي العربي في مزيد من التنازلات إزاء النزاع مع اسرائيل، وهي تنازلات أدت، حسب السياسي نفسه، الى كلّ المصائب التي يعاني منها العرب حالياً بين أقطارهم وداخل كلّ قطر بمفرده.
لكنّ مثالية هذه المطالب لا تمنع المرء من أن يتوقع خروج صوت في قمة الكويت السياسية كصوت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في قمة الكويت الاقتصادية فيطوي صفحة متوترة في العلاقات العربية ويفتح صفحة جديدة، خصوصاً أنّ ما تعاني منه الدول العربية المتخاصمة اليوم هو واحد، وأنّ إستمرارها في خصومتها يزيد من معاناتها بلداً بلداً.
ويقول السياسي المجرّب اياه إنّ إحتمالاً من هذا النوع قد يكون ضعيفاً في ظل عواصف الدماء التي تعصف بأكثر من بلد عربي، ولكنه يبقى احتمالاً، خصوصاً إذا تذكرنا كم كانت المواقف العربية متباعدة ومتنازعة إبان الحرب على غزة مطلع 2009 وقبلها حول لبنان خلال حرب 2006، لا بل كيف انقسم العرب فعلياً الى معسكرين متضادين حين دعا امير قطر آنذاك الى قمة طارئة حول غزة قاطعتها مصر والمملكة العربية السعودية والدول المتأثرة بها. يومها استدرك امير قطر هذا الانقسام فلم يسمِّ هذه القمّة «قمّة عربية طارئة» بل سمّاها «قمّة غزة» بحيث يشترك فيها الرؤساء والملوك والأُمراء الذين يريدون التضامن مع غزة.
ويومها التقط العاهل السعودي تلك المبادرة القطرية التي وافقت عليها دمشق فجاءت كلمته من خارج النص المكتوب لتفاجئ كثيرين بإطلاق مبادرة للتضامن العربي ما لبثت أن تحولت مناخاً جديداً انعكس على عدد من الملفات العربية بما فيها لبنان نفسه من خلال ما سمي الـ«س ـ س».
واليوم تتكرر الظروف نفسها حيث يبرز اكثر من انقسام عربي، بل اكثر من محور عربي ـ اقليمي، فالرياض متحالفة مع مصر والدوحة مع أنقرة ودمشق مع طهران، فيما تتوزع بقية الدول بنسب متفاوتة على هذا المحور أو ذاك.
والأمن القومي العربي يبدو أيضاً مهدداً اكثر من ايّ مرحلة سابقة، ليس بسبب ما يتعرض قطباه مصر وسوريا في مواجهة الخطر الاسرائيلي، بل بسبب ما تواجهه معظم الاقطار العربية من خطر الارهاب مُعلَناً كان أم كامناً.
وما جرى قبل عامين ونيف في حق سوريا حين تمّ إخراجها من جامعة الدول العربية يمكن أن تناله أيّ دولة عربية أخرى، فالدوحة مثلاً اذا توسع خصامها مع شقيقاتها الخليجيات يمكن أن تقع في الحفرة إياها التي حفرها وزير خارجيتها السابق لسوريا ضارباً عرض الحائط بميثاق الجامعة العربية ونظامها الاساسي وكلّ أعراف العمل العربي وتقاليده.
وبغض النظر عن مدى استقلال القرار الرسمي العربي عن التأثيرات الخارجية، فإنّ هناك شعوراً متزايداً لدى العواصم الصديقة لواشنطن بأنّ سياسة الاعتماد الكامل على الدعم الاميركي ليست سياسة حكيمة، وهو أمر تجلّى في التوجه السعودي نحو روسيا والصين عشية زيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما للرياض، بل اعتماد القاهرة نفسها سياسة الخروج المتدرّج من الاعتماد الكامل على المساعدات العسكرية الاميركية.
ويختم السياسي العربي المجرّب تحليله هذا الذي لا يخلو من كثير من الأماني بالقول «إنّ كلّ شيء في المنطقة يشير الى أنّ على العرب أن يتضامنوا وينسوا خلافاتهم وإلّا فمصير انظمتهم ودولهم الى زوال».
فهل تخرج من قمة الكويت العادية مبادرة مماثلة لمبادرة الملك عبدالله التي خرجت من قمة الكويت الاقتصادية؟
ويضيف هذا السياسي أنّ مطالب من هذا النوع كتنقية العلاقات العربية - العربية أو مركزية القضية الفلسطينية تكاد تكون خيالية أو مثالية، وأقصى الطموح العربي في هذه الايام أن لا تتدهور العلاقات العربية الى مستوى اسوأ مما هي عليه اليوم وأن لا يقع النظام الرسمي العربي في مزيد من التنازلات إزاء النزاع مع اسرائيل، وهي تنازلات أدت، حسب السياسي نفسه، الى كلّ المصائب التي يعاني منها العرب حالياً بين أقطارهم وداخل كلّ قطر بمفرده.
لكنّ مثالية هذه المطالب لا تمنع المرء من أن يتوقع خروج صوت في قمة الكويت السياسية كصوت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في قمة الكويت الاقتصادية فيطوي صفحة متوترة في العلاقات العربية ويفتح صفحة جديدة، خصوصاً أنّ ما تعاني منه الدول العربية المتخاصمة اليوم هو واحد، وأنّ إستمرارها في خصومتها يزيد من معاناتها بلداً بلداً.
ويقول السياسي المجرّب اياه إنّ إحتمالاً من هذا النوع قد يكون ضعيفاً في ظل عواصف الدماء التي تعصف بأكثر من بلد عربي، ولكنه يبقى احتمالاً، خصوصاً إذا تذكرنا كم كانت المواقف العربية متباعدة ومتنازعة إبان الحرب على غزة مطلع 2009 وقبلها حول لبنان خلال حرب 2006، لا بل كيف انقسم العرب فعلياً الى معسكرين متضادين حين دعا امير قطر آنذاك الى قمة طارئة حول غزة قاطعتها مصر والمملكة العربية السعودية والدول المتأثرة بها. يومها استدرك امير قطر هذا الانقسام فلم يسمِّ هذه القمّة «قمّة عربية طارئة» بل سمّاها «قمّة غزة» بحيث يشترك فيها الرؤساء والملوك والأُمراء الذين يريدون التضامن مع غزة.
ويومها التقط العاهل السعودي تلك المبادرة القطرية التي وافقت عليها دمشق فجاءت كلمته من خارج النص المكتوب لتفاجئ كثيرين بإطلاق مبادرة للتضامن العربي ما لبثت أن تحولت مناخاً جديداً انعكس على عدد من الملفات العربية بما فيها لبنان نفسه من خلال ما سمي الـ«س ـ س».
واليوم تتكرر الظروف نفسها حيث يبرز اكثر من انقسام عربي، بل اكثر من محور عربي ـ اقليمي، فالرياض متحالفة مع مصر والدوحة مع أنقرة ودمشق مع طهران، فيما تتوزع بقية الدول بنسب متفاوتة على هذا المحور أو ذاك.
والأمن القومي العربي يبدو أيضاً مهدداً اكثر من ايّ مرحلة سابقة، ليس بسبب ما يتعرض قطباه مصر وسوريا في مواجهة الخطر الاسرائيلي، بل بسبب ما تواجهه معظم الاقطار العربية من خطر الارهاب مُعلَناً كان أم كامناً.
وما جرى قبل عامين ونيف في حق سوريا حين تمّ إخراجها من جامعة الدول العربية يمكن أن تناله أيّ دولة عربية أخرى، فالدوحة مثلاً اذا توسع خصامها مع شقيقاتها الخليجيات يمكن أن تقع في الحفرة إياها التي حفرها وزير خارجيتها السابق لسوريا ضارباً عرض الحائط بميثاق الجامعة العربية ونظامها الاساسي وكلّ أعراف العمل العربي وتقاليده.
وبغض النظر عن مدى استقلال القرار الرسمي العربي عن التأثيرات الخارجية، فإنّ هناك شعوراً متزايداً لدى العواصم الصديقة لواشنطن بأنّ سياسة الاعتماد الكامل على الدعم الاميركي ليست سياسة حكيمة، وهو أمر تجلّى في التوجه السعودي نحو روسيا والصين عشية زيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما للرياض، بل اعتماد القاهرة نفسها سياسة الخروج المتدرّج من الاعتماد الكامل على المساعدات العسكرية الاميركية.
ويختم السياسي العربي المجرّب تحليله هذا الذي لا يخلو من كثير من الأماني بالقول «إنّ كلّ شيء في المنطقة يشير الى أنّ على العرب أن يتضامنوا وينسوا خلافاتهم وإلّا فمصير انظمتهم ودولهم الى زوال».
فهل تخرج من قمة الكويت العادية مبادرة مماثلة لمبادرة الملك عبدالله التي خرجت من قمة الكويت الاقتصادية؟
طارق ترشيشي - الجمهورية 25\3\2014
إرسال تعليق