0
برّي وعون وحزب الله ثلاثي الفساد والفجور صرفوا 46 ملياراً خلال 3 سنوات
الحريري ضمانة لعدم وقوع فتنة سنية-شيعية لرفضه اللجوء إلى التسلّح

سليمان بمواقفه متقدم على 14 آذار و8 آذار لا تعنيها سيادة البلد

بري مرتبط بإيران وأرسل وفداً الى طهران للتضامن مع الأسد في وقت كانت تقصف فيه قرى عكار 

***

الوزير والنائب السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون واحد من أبرز القيادات السياسية والفكرية الوطنية، وأحد مكوّنات المعارضة الوطنية و«الشيعية»، هذه المعارضة التي وجدت نفسها «فجأة» في خضم حركة سياسية مذهبية، طالت جميع مكوّنات الشعب اللبناني، فأصبح لا حول لها ولا قوة أمام ظاهرة مصادرة المكوّنات المذهبية «بالجملة»، والتي شكّلت بديلاً، وإنْ مؤقّتاً عن مسار سياسي عاشه لبنان لأكثر من نصف قرن، سادت فيه المفاهيم الوطنية والقومية والتقدمية، التي شكّلت بدورها أبرز معالم «التغيير» في لبنان، وهذا ما منح هذه الساحة مساحات واسعة من الحريات السياسية و«بعض» معالم الديمقراطية التي منحت لبنان تمايزاً في وطننا العربي، سرعان ما ضاع هذا التمايز في دهاليز ومصالح الأشخاص والجماعات المذهبية والطائفية.

«اللواء» التقت في مكاتبها الوزير السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون، وأجرت معه حواراً شاملاً قال فيه: «تأخير الحكومة كان نتيجة لعقم سياسة قوى 8 آذار، فأضاعوا على البلد فرصاً كثيرة»، و«هذا ناتج عن كون حزب الله لا يتعاطى مع القضايا الوطنية بالسياسة، إنّما عبر فرض الشروط».

وأضاف: «قضية حزب الله الوحيدة هي حماية نظام بشار الأسد، والمقاومة عنده باتت من الماضي».

وكشف عن أنّ «حزب الله وبري وعون، ثلاثي الفساد والفجور، صرفوا خلال ثلاث سنوات، 46 مليار دولار، من دون تنفيذ مشروع إنمائي واحد».
 
ورأى أنّ «سليمان والحريري عملا على تشكيل الحكومة بهدف إعادة التوازن الوطني، الذي فُقِدَ إبان حكومة اللون الواحد».

ولفت إلى أنّ «الشارع الشعبي السُنّي انتفض لمنع الفتنة عندما قطع حزب الله الطريق على عرسال»، وأنّ «الحريري يشكّل ضمانة لعدم وقوع فتنة سنية - شيعية لرفض اللجوء إلى السلاح».

وأشار إلى أنّ «14 آذار ليست لديها الكفاءة المطلوبة لرفع الهيمنة الإيرانية عن لبنان»، و«فريق حزب الله وبري وعون ضد سيادة لبنان، ففي الوقت الذي كانت الاعتداءات تطال القرى اللبنانية في عكار أرسل بري وفداً إلى طهران للتضامن مع الأسد وعون رفض استنكار الاعتداءات».

وقال: «بري ناقل رسائل تهديد حزب الله إلى وليد جنبلاط و14 آذار، وهو مرتبط بإيران ويزايد على حزب الله».

واعتبر أنّ «المحكمة الدولية ستلاحق حزب الله والنظام السوري على جرائمهما ضد الشعب السوري كما لوحق ميلوسيفيتش»، موضحاً أنّ «الطائفة الشيعية ترفض أنْ تقوم بدور الحامي لنظام الأسد وتغطية إجرامه، فهذا عار ترفض أن تحمله».

وأكد أنّ «الرئيس سليمان يتعرّض لحملات من حزب الله وحلفائه لأنه أكد وجود رئيس في بعبدا صاحب قرار وغير تابع لطهران، وهو متقدّم بمواقفه على 14 آذار في حماية لبنان، و8 آذار لا تعنيها مصالح وأمن الشعب اللبناني».

الحوار مع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون كان شاملاً وهامّاً، وجاءت وقائعه على الشكل التالي:

قضية حزب الله الوحيدة حماية نظام الأسد والمقاومة صارت من الماضي
 

دعم السعودية للجيش لصالح مؤسّسات الدولة و14 آذار ليس لديها الكفاءة لرفع الهيمنة الايرانية عن لبنان.

8 آذار مُصابة بالعقم

{ تشكّلت الحكومة ونالت الثقة بعد عرقلة لأكثر من عشرة أشهر، برأيك لماذا كانت هذه العرقلة؟

- تأخير تشكيل الحكومة لأكثر من عشرة أشهر دليل على عقم سياسة قوى 8 آذار، فهذا الفريق هو الذي وضع الشروط وأعاق تشكيل الحكومة، رغم ان الرئيس تمام سلام قدّم لهذا الفريق الكثير من الضمانات فرفضوها، ويبدو ان تراجعهم عن شروطهم، ومن ثم التوافق على الصيغة الآن كان بعد ضمانة من جنبلاط وسلام.

وهذا التأخير اضاع الكثير من الفرص على البلد، ذلك لان حزب الله لا يتعاطى مع القضايا الوطنية بالسياسة، إنما عبر فرض الشروط، لكن عندما وجد ان وضعه فيها، والتفجيرات الانتحارية في حالة ازدياد قدّم التسهيلات لتشكيل الحكومة.

والخوف اليوم من ان يعرقل حزب الله عمل الحكومة وكل إجراء لا يخدم قضيته التي باتت محصورة بحماية نظام بشار الاسد، حيث لا توجد عنده اي قضية اخرى.

والخوف الآخر من ان يحدث فراغ في رئاسة الجمهورية ليضع حزب الله يده على البلد، ووقتها سينشأ صراع بينه وبين الحكومة، فهو (حزب الله) اليوم بدل ان يتعامل مع عرسال كمدينة لبنانية، يتعامل معهم كخارجين عن القانون، فيُقيم حواجز التفتيش ويقوم بملاحقتهم على الطرقات، ويقطع الطريق الوحيدة المؤدية الى عرسال، فهذا النموذج الذي يقدمه سنراه في حال حصل فراغ رئاسي، إذ إنه سيحل محل الدولة.

{ لكن النائب محمد رعد أعلن عن أنّه مع إنجاح الحكومة؟

- دائماً حزب الله لديه لغتان، فما يعلنه عكس ما ينفّذه، فهو وافق على قرارات هيئة الحوار الوطني، لكنه في ما بعد رفض تنفيذها، من اعلان بعبدا الى جميع القرارات.

{ هل تستطيع الحكومة بوجه هذه التعقيدات أن تضبط الوضع الأمني؟

- نحن نتساءل هل حزب الله سيعرقل عمل الحكومة أم لا؟ فما يحصل في طرابلس كارثة، ولذلك يجب ان تُعاد هيكلة الاجهزة الامنية وخاصة في الشمال، وكذلك هيكلة القضاء، الواقعين تحت هيمنة حزب الله، باستثناء فرع المعلومات فالاجهزة الامنية تنجح في عملها عندما تُرفع عنها سلطة وهيمنة حزب الله.

ثلاثي الفساد صرف 46 مليار دولار

{ أعلن الرئيس تمام سلام عن أنّ حكومتنا لن تصنع المعجزات، وسنعلن عمّا نستطيع تنفيذه؟

- مَنْ يتحمل المسؤولية اليوم هو الرئيس سعد الحريري، والرئيس سلام جاء «كتسوية»، والتسوية مضمونها هو استعادة التوازن الوطني في لبنان، وهذا كان مفقوداً خلال الثلاث سنوات الماضية، إبان حكومة اللون الواحد، التي فشلت في جميع المجالات السياسية والاقتصادية، فالحكومة كانت ممسوكة من الرئيس نبيه بري وحزب الله وميشال عون وهؤلاء هم ثلاثي الفوضى والفساد والفجور، فهؤلاء انفقوا خلال ثلاث سنوات 46 مليار دولار من دون أن يُنفّذ مشروع انمائي واحد يفيد البلد، فمن غير عودة التوازن إلى الوطن لا عودة للأمن.

واليوم قَبِلَ الرئيس الحريري ان يتحمل المسؤولية، فيما بعض 14 آذار لم تستطع ان تشارك في الحكومة (القوات اللبنانية) لانها تعتبر حزب الله يأخذ البلد للانهيار، فالحريري اعطى فرصة للجميع، والرئيس ميشال سليمان يعمل لاعادة التوازن الوطني، ورغم ان سليمان وقّع مراسيم حكومة اللون الواحد، إلا أنّ حزب الله اكد ان مصلحة البلد لا تعنيه وما يعنيه هو مصلحة ايران والنظام السوري.

الرئيس سليمان اعترض بشدة على سياسات حزب الله، والتوازن يكون بجعل مؤسسات الدولة تأخذ مسؤولياتها، والطرف الذي شل مؤسسات الدولة هو 8 آذار بجميع مكوّناته، فالرئيس نبيه بري شل مجلس النواب، وميشال عون سخّر الشارع المسيحي لخدمة مشروع ولاية الفقيه والنظام السوري، وحزب الله يجلب الفوضى بسبب قتاله في سوريا وانتشاره المسلح في معظم المناطق.

{ الأسبوع الماضي تعرّض لبنان لحالة أمنية ساخنة من عرسال إلى بيروت والمناطق، فهل خشيت من تطوّر الوضع إلى الأسوأ؟

- لمستُ انتفاضة شعبية من «الشارع السني» حيث كان يوجد خوف على عرسال، وهذه الانتفاضة على بساطتها يمكن القول بأنّها حمت عرسال، فاقتحام عرسال يؤدي الى فتنة، وكلنا نقول بأنّه على حزب الله ان يرفع سلاحه من الشارع، فقطع الطريق وإقامة الحواجز تم من قِبل حزب الله لقطع الطريق الوحيدة المؤدية الى مدينة عرسال رغم جود الجيش، ومَنْ قطع الطريق هو حزب الله وليس الاهالي، وهو بذلك يضرب «هيبة» الجيش المتواجد في عرسال وعلى مداخلها، فليس مقبولاً ان نرى شاحنات الجيش تمر على حواجز عسكرية لحزب الله، فالحزب عندما تورّط وأرسل قواته الى سوريا اصبح لا يعبأ بالجيش والدولة، فقواته المسلحة وبسلاحها الثقيل تمر على حواجز الجيش.

الفتنة السنية - الشيعية
 
{ هل تخشى من وقوع فتنة سنية - شيعية رغم أنّنا نجحنا لغاية الآن بعدم الوقوع فيها؟

- كل الاحتمالات واردة، والمعارضة واعية لما يُحضِّر له نظام بشار الاسد وحزب الله من فتنة بين السنة والشيعة. الآن النظام السوري يلجأ للصراع المذهبي للحفاظ على وجوده، هذا مع العلم بأنّ المعارضة السورية هي معارضة وطنية، ومكوّنة من جميع الفئات والطوائف، واكبر ضمانة هي علاقة الرئيس سعد الحريري بهذه المعارضة، فالنظام السوري المقبل لن يُقيم علاقة جيدة مع لبنان إلا بفضل ما يقوم به الرئيس الحريري، هذا اذا لم تنجح ايران بتقسيم سوريا الى دويلات طائفية.

{ لكن هذه المعارضة التي تصفها بالواعية أرسلت لنا سيارات مفخّخة؟

- يجب أن نميّز بين المعارضة الحقيقية الممثّلة بالائتلاف والجيش الحر وبين المكوّنات المتطرّفة، فالاساس في المعارضة هم الائتلاف والجيش الحر، أما المتطرّفون فهم عملاء للمخابرات.
{ وفي لبنان؟

- هناك حقيقة يجب تسليط الضوء عليها وهي ان الطائفة السنية في لبنان لم تذهب للسلاح لتستورده، والمجموعات الصغيرة منها لا تمثّل الطائفة السنية، وهذا يشكل ضمانة لعدم وقوع الفتنة، وهناك الجيش الوطني يشكّل ضمانة ايضاً ولذلك من الاهمية دعمه ليواجه الفتنة، وهنا نحيي المملكة العربية السعودية والملك عبدالله بن عبد العزيز على دعم الجيش، وهذا يؤكد ان السعودية تدعم الدولة ومؤسساتها الرسمية، وهذا لصالح جميع اللبنانيين.

{ لكن حزب الله، الذي يملك السلاح، عمل على إبعاد الفتنة بين اللبنانيين في أكثر من محطة؟

- الحرب الاهلية في لبنان ليست في مصلحته، فهو مسيطر على البلد ومؤسساته، وهناك مسؤول ايراني قال «سوريا محافظة ايرانية ولبنان محافظة ايرانية»، لكن على قوى 14 آذار ان تعمل لرفع الوصاية الايرانية عن لبنان، وخلال السنوات الماضية لم تثبت 14 آذار ان لديها الكفاءة المطلوبة للقيام بهذا العمل.

بري ناقل رسائل التهديد
 
{ هناك غارات للطيران السوري مستمرة على جرود عرسال اللبنانية، وكذلك القرى اللبنانية في عكار تُقصف يومياً، فبرأيك لماذا الاحتجاجات الرسمية اللبنانية ضعيفة، وهل يشرّع ذلك الاتفاقات الأمنية بين البلدين؟

لا ننسى ان الجيش اللبناني لا يستطيع ان يرد على الجيش السوري، وعدم الاحتجاج يعود للانقسام اللبناني الحاصل حول ما يجري في سوريا، فهناك انقسام على السيادة، إذ هناك فريق في لبنان وهو حزب الله ضد سيادة لبنان ومع سيادة ولاية الفقيه ومعه بري وعون، ولا ننسى ان الرئيس بري ارسل منذ ايام وفداً نيابياً الى طهران للتضامن مع بشار الاسد في الوقت الذي كان فيه الجيش السوري يقصف قرى عكار، وهذا معيب، وبري مرتبط بإيران كحزب الله تماماً، ومواقفه هي ذات مواقف حزب الله وهو يزايد على حزب الله، وهو ناقل رسائل تهديد من حزب الله لوليد جنبلاط و14 آذار.

مهمة مذهبية وسلاح مذهبي

{ لكن حزب الله أعلن عن أنّه ذهب للقتال في سوريا لحماية لبنان من المتطرّفين؟

- هذا الكلام للتلاعب بعقول البسطاء، هو ذهب الى سوريا لحماية نظام بشار الاسد فقط، والحزب دعم مشاركته القتالية في سوريا بشعارات مذهبية، وهو صاحب شعار «زينب لن تُسبى مرّتين»، وذهب الى سوريا بمهمة مذهبية وبشعارات مذهبية وحوّل سلاحه من سلاح مقاومة اسرائيل الى سلاح مذهبي، ففي 7 أيار كان سلاحه مذهبياً، واليوم كذلك في سوريا، والعرب صنّفوا الحزب منظمة ارهابية، وهو لم يذهب الى سوريا لحماية لبنان، وسوريا المقبلة ستلاحق حزب الله.

{ برأيك هل بات إسقاط نظام الأسد من الماضي؟

- النظام السوري عندما راهن على السلاح الكيميائي كان يشتري بذلك وقتاً لإطالة عمر نظامه، واسرائيل فسحت المجال لروسيا وايران لاطالة عمر النظام لغاية اتضاح الصورة لديها وتحديد مستقبل المنطقة، والانجازات العسكرية الآن للنظام هي مقدّمة لاقامة الدولة العلوية ما بين حمص والساحل السوري، لكن نظام الاسد سقط بالنقاط سياسياً ولن يعود للسيطرة على سوريا كلها، والمحكمة الدولية ستلاحق الاسد وحزب الله على جرائهمها بحق الشعب السوري كما لوحق ميلوسيفيتش، وما يحصل في القلمون عملية تطهير عرقي وهذه جريمة ضد الإنسانية.

الشيعية المتخلّفة

{ لكن هناك تأييد من الطائفة الشيعية لما يقوم به حزب الله؟

- الثنائية الشيعية لها جماهيرها الخاصة في الطائفة الشيعية، وليس كل الشيعة، فهم يأخذون هذه الجماعات بالارهاب والترغيب والابتزاز، ومن معهم من الطائفة هم الاكثر رجعية في الطائفة والجزء التقدّمي والوطني من الطائفة لا يمثّله لا بري ولا حزب الله، والطائفة فيها تنوّع وهناك هوّة كبيرة بين ممثّلي بري وحزب الله في الحكومة ومجلس النوّاب وبين الفئات الشيعية الوطنية الموجودة في الإعلام والتربية والتعليم والقطاع الاقتصادي والطبي.

كما إنّ الطائفة الشيعية ترفض أن تقوم بدور حامي الاسد، وهذا عار ترفض ان تحمله، وعلى قوى 14 آذار أن تحسم قرارها لتتعامل مع الطائفة الشيعية بوجهها الوطني وليس عبر بري وحزب الله.

14 آذار والمعارضة الشيعية

{ لكن أين هي المعارضة الشيعية؟

- يجب ان نسير باتجاه بلورة معارضة شيعية، بل يجب العمل على بلورة معارضة وطنية، و14 آذار ضيّعت 9 سنوات، لكنها كانت دائماً تقع في فخ خداع الرئيس بري.

{ برأيك لماذا الحملات متتالية على الرئيس ميشال سليمان؟

- لأنه أطلق مواقف تقول للبنانيين بأنّكم تستطيعون الافتخار بلبنانيتكم، لكن بري وحزب الله يريدانهم ان يفتخروا بمذهبيتهم عبر الحروب المذهبية، وسليمان اكد انه يوجد في بعبدا رئيس صاحب قرار وغير تابع للوصاية في طهران، وسليمان اعطى فرصا كثيرة لحزب الله كي يؤكد لبنانيته لكن تبين للرئيس، في ما بعد، ان الحزب جالية تابعة للولي الفقيه، فحزب الله دمر نسيج البقاع الشمالي.

كما ان الرئيس سليمان في موضوع حماية لبنان مواقفه متقدّمة على 14 آذار، فيما 8 آذار لا تعنيهم هموم الشعب اللبناني ولا السيادة اللبنانية.

{ ألا ترى أنّ 14 آذار مفكّكة وضعيفة؟

- أولاً 14 آذار لم تنجح بإنشاء مؤسسّات هرمية لهذا التحالف، وثانياً أهملت الشيعة الوطنيين كثيراً وتعاونت مع بري وحزب الله ولم تتعامل كما يجب مع الشيعة المعارضين للثنائية الشيعية، وجميع ممارسات حزب الله هي الضغط على الاعتدال السنّي وتعامل مع المتطرّفين السُنّة، وبعدما سخّر كل طاقاته لاضعاف الاعتدال السنّي اكتشف ان التطرّف السني خطير.

{ بعد بروز ظاهرة السيارات المفخّخة والأعمال الإجرامية التي تطال الضاحية وبعض مناطق الكثافة الشيعية لم يستطع أحد لا 8 ولا 14 ولا «المعارضة» الشيعية أنْ يقدّموا شيئاً لهذه المناطق؟

- صحيح، الضاحية الجنوبية تنهار اليوم اقتصادياً بسبب هذه الاعمال الاجرامية التي استجلبها حزب الله بعد ذهابه للقتال في سوريا، وأقول بأنّه يجب نزع الصبغة السياسية عن الضاحية، ولماذا يجب ان تكون الضاحية لها صبغة حزب الله؟ وأنا طالبت اكثر من مرّة بنزع الصور والشعارات التي تصبغ الضاحية بصفة معينة وأنّه يجب تكريسها منطقة سكنية فيها جميع الفئات وليست محسوبة عبر هذه الصور على فئة وحزب بعينه.

لكن السؤال لماذا الجيش غير متواجد في قلب الضاحية؟ ولماذا يُسمح لجماعة حزب الله وبري بأنْ يتجوّلوا بسلاحهم داخل الضاحية؟ ولماذا لا احد يوقف مخالفات البناء وغيرها؟ كل هذا تقصير من مؤسسات الدولة، فالجيش مكلّف بالامن، فلماذا لا يدخل الى الضاحية؟ وهو لا يدخل إلا اذا استدعاه حزب الله، فيجب إزالة الصبغة السياسية عن الضاحية لتعود الدورة الاقتصادية الطبيعية اليها، فعشرات المؤسسات اقفلت بسبب صبغة الضاحية بأنّها تابعة لحزب الله.

حسن شلحة - اللواء 24\3\2014

إرسال تعليق

 
Top