0
تحت ستار الاعمال الفردية المنعزلة التي تتنقل بين منطقة واخرى، وتحصد قتلى وجرحى واضراراً مادية كبيرة، تتكشّف الحقائق يوماً بعد يوم، على ان هذه الاحداث الامنية، اشتباكات كانت ام اعمال خطف او تسكير طرق بالنار والقنص، او بالمعوقات المتنوعة، ليست سوى حلقات في خطة شريرة موضوعة ومحسوبة جيداً لخلق فتن بين الطوائف والمذاهب تؤدي في نهاية المطاف الى اشعال فتيل الحرب في لبنان، وادوات هذه الخطة «قادة» محاور، وعصابات مسلحة.

وبمجرّد متابعة ما يحصل بين عرسال وجيرانها، وبين جبل محسن، وباب التبانة، وبين شاكر البرجاوي وشباب «المستقبل»، وبين سرايا الدفاع في طرابلس وصيدا وبيروت، وبين المواطنين في هذه المدن ذات الاكثرية السنّية، وبين عصابات الخطف في البقاع التي تطاول في شكل خاص مواطنين من مذاهب معينّة، كان اخرها محاولة مشبوهة لخطف مطران دير الاحمر والبقاع الشمالي سمعان عطاالله، ولولا شجاعة سائقه وقدرته على الافلات، لكان تحقق ما يدبّره المخططون من مؤامرات واهداف لجرّ المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً الى لعبة الموت المذهبية التي تنفّذ بحرفية وتصميم لاشعال الفتنة بين السنّة والشيعة، لأن القصد من خطف المطران عطالله، بعد خطف الطفل ميشال الصقر من زحلة، لا يمكن ان يكون في الحقيقة من اجل فدية مالية، بل لأن خطف هذا النوع من الاشخاص من شأنه ان يحرّك المشاعر الطائفية من جهة، والاعتداد الحزبي بالنفس من جهة ثانية، وتفلّت ضوابط العقل من جهة ثالثة، خصوصاً بعد «عراضات» مسلحة، لا لزوم لها ولا تفيد سوى بزيادة الاحتقان والضغينة، في مناطق تسكنها اكثرية مسيحية موصوفة، كان اخرها بعد سقوط مدينة يبرود السورية.

***

هل هي صدفة ان تنفجر هذه الاحداث بعد انتهاء البعض من هّم تشكيل الحكومة وايكال الوزارات الامنية الى وزراء من قوى 14 آذار مثل الداخلية والعدلية والاتصالات، ووزارة الدفاع التي يرأسها وزير مقرّب من رئيس الجمهورية؟؟ او ان توتير الاوضاع في طرابلس وبيروت ومناطق اخرى في عكار والبقاع، وكشف تورّط منظمات فلسطينية لها قواعد داخل الارض اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا، بقصف محيط بلدة عرسال التي استقبلت كثر من 150 الف نازح سوري بعد سقوط يبرود، يأتيان لعرقلة عقد اجتماعات الحوار في قصر بعبدا الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، تعبيراً عن استياء قوى 8 آذار من تصريحات الرئيس سليمان، الذي يصرّ على استراتيجية دفاعية عمادها الجيش ومرجعيتها الدولة، وان تكون قوّة الرئيس المقبل تنبع من احترام الدستور؟

الاسئلة كثيرة ومشروعة بعد رسم خط التوتر الممتد من عرسال وعكار الى طرابلس وبيروت وربما غدا الى صيدا والمخيمات. فهل تنتصر الفتنة على لبنان وشعبه، ام العكس هو الصحيح؟؟؟

فؤاد أبو زيد - الديار 24\3\2014

إرسال تعليق

 
Top