كتب فؤاد أبو زيد - اذا كان جميع الافرقاء السياسيين متفقين ومتوافقين على احتفاظ لبنان بكامل عناصر القوة المتوافرة لديه، لمواجهة اي اعتداء عليه من جانب اسرائيل او التنظيمات الارهابية أو أي جهة اخرى تضمر الشر للبنان، بما فيها المقاومة الاسلامية، ومقاومة الاحزاب القومية والوطنية، واللبنانيون جميعاً، بشرط وحيد مشروع ومنطقي، ان تكون عناصر القوة هذه تحت كنف الدولة، كما اقترح يوماً المرحوم نسيب لحود، او وفق طرح استراتيجية الدفاع عن لبنان الذي قدمه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى المشاركين في طاولة الحوار في بعبدا، لماذا اذن لا يوافق حزب الله على هذه الطروحات، التي تعطي المقاومة الشعبية شرعيتها اللبنانية والدولية، وتؤمّن التصدي الشامل لأي اعتداء على ارض لبنان وسمائه ومياهه وثرواته الطبيعية، ومن دون ان يقدم شرحاً عن اسباب عدم قبوله هذا الاجماع الوطني، الا اذا كان حزب الله يعتبر ان انغماسه في الحرب السورية يجعل هذه الطروحات غير عملية وغير ممكنة التنفيذ، لذا، على حزب الله عدم الاصرار على الاشارة الى دور للمقاومة في البيان الوزاري، خصوصا ان التأخير في التوصل الى توافق على مضمون البيان الوزاري، بسبب الخلاف على دور المقاومة ومرجعيتها، بدأ يأكل من الايجابيات التي رافقت تشكيل الحكومة الجديدة، وبدأت اصوات الاقتصاديين والعمال والاساتذة ترتفع محذرة من الاجواء التشاؤمية التي تجتاح حالياً مختلف المرافق والمؤسسات العامة والخاصة وتهدد التحرك الدولي الهادف الى مساعدة لبنان مالياً واقتصادياً وعسكرياً وسياسياً.
* * * *
ما زاد في تعقيد الامور ان قوى 8 اذار الممثلة في الحكومة، ترفض رفع البيان الوزاري والخلاف حوله، الى مجلس الوزراء، علّه يجد وسيلة ديموقراطية دستورية تخرج لبنان والبيان من مأزق الرفض المتمادي لاي صيغة لا تعجب حزب الله وحركة أمل وحليفتهما كتلة التغيير والاصلاح. ويبدو ان رئيس الحكومة تمام سلام، وفق ما ينقل عن بعض ما يدور في مناقشات البيان الوزاري، غير معني بالمشاركة في النقاش سلباً او ايجاباً، وينتظر الحلول ولا يعمل عليها، ونقلت عنه اجواء متضاربة، فالبعض يقول انه سيرفع الأمر الى مجلس الوزراء، والبعض الاخر يؤكد انه لا يعتزم ذلك، في حين ان اجواء اعضاء هيئة صياغة البيان الوزاري، لم تكن مشجعة بعد ظهر امس وقبل عقد اجتماعها في السراي، حيث حكي، عن ثلاثة طروحات متناقضة، الاول لوزراء 14 اذار، والثاني لوزراء 8 آذار، والثالث للوزراء الوسطيين، مع قاسم مشترك واحد انها جميعها تتمحور حول كيف يمكن ان «نحشر» كلمة مقاومة في البيان.
في طبخة البحص هذه، لا بد من الاشارة الى جملة اساسية قالها امس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وعكست ألمه وخيبة أمله بالفريق الذي انقلب على ما تم الاتفاق عليه في طاولة الحوار، عندما دعا الى تقديم الاعتذار للشعب اللبناني، عن عدم تنفيذ ما تم التوافق عليه في طاولة الحوار.
مرة اخرى، الحبر الصادق يكتب التاريخ.
الديار - 12-3-2014
إرسال تعليق