بداية النشيد الوطني، ثم ألقى نعمة كلمة حيا فيها المرأة في يومها العالمي والإعلاميين والإعلاميات وقال: "هذه العقول والأقلام والألسنة ترسم معالم الوطن الذي نحلم به لأولادنا، نريده أن يشبهكم يا أستاذة، نريده أن يشبه فكركم وأسلوبكم وبيئتكم ومعشركم وعلمكم وأدبكم وكياستكم وتطلعاتكم وأحلامكم، فيما البعض يريدونه أن يشبه نبوخذنصر معتمرا خوذته الحربية محوريا مسابقا في طول المشرق وعرضه ، والبعض الآخر يريدونه أن يشبه تاجر البندقية يقص من لحمنا الحي ويملأ خزانته وخزائن آل بيته ومحيطه وشعراء بلاطه والقوالين والمقاولين والمستشارين، والبعض الثالث لا يرى فيه غير كرسي العرش المرفوع منتظرا أن يستوي عليه منفردا بما يليق بجلاله، فيتلاعب بالبعضين السابقين ويسمع كلا منهما ما يطربه ويسيل لعابه، أما نحن فنعود إليكم ونتمسك بكم ونشد على أياديكم واليراع، ونؤكد معكم : من جرب المجرب كان عقله مخرب ، وما يصح إلا الصحيح".
أضاف: "كنت أتباهى إذن بعلاقة منسقيتنا بكم وبالمودة التي بيننا أمام جمع من الرفاق كنت أحدثهم عن النية لعقد هذا اللقاء ، ومن حظي أن مناضلة بطلة عريقة باتت عنوانا لنضال المرأة القواتي كانت حاضرة ونبهتني الى ذكورية نشاطات منسقية البترون وعدم إيلاء سيداتها ما يليق بهن من اهتمام، وما هو علينا دين وواجب لا بل هو بهجة لنا ومتعة نؤديها بسعادة. الرفيقة أنطوانيت شاهين بغنى عن التعريف . قلت لأنطوانيت أنها على حق لا بل أن هذا التقصير يزيده حدة أن حزب القوات اللبنانية يحمل الدفاع عن حقوق المرأة وقضاياها، فنواب الحزب كانوا طليعة العاملين على سن وتشريع القوانين التي تكرس هذه الحقوق، وليس بغريب على القوات: فتلك الصبية الجميلة المثابرة الصامدة بوجه الإحتلال والقمع والظلم كأرزة والواقفة بثبات بين غيلان غابة العمالة والمخابرات والتجارة أيام الإعتقال والظلم، أمينة على وزنات الحبيب ومبادئه وقواته ورفاقه، لا زالت صبية وجميلة ومثابرة وناشطة في عملها ومسؤولياتها الحزبية. إني أحيي نشاطها وثباتها ونضالها باحترام".
وتابعت: "هكذا إذن، تداركنا أننا نقيم لقاءنا عشية يوم المرأة العالمي وأنه من حق المرأة علينا أن نكرمها في يومها بالاحتفال بسيدة إعلامية بترونية شقت خطاها في دروب النجاح بعصامية وكفاءة وجدارة، فتكون الفرحة بهذا اللقاء مضاعفة ومزيدة ويكون لنا اعتزازنا بالإعلاميين البترونيين وافتخارنا بسيداته الميمونات".
وختم: "عشية يوم المرأة العالمي نكرم اليوم السيدة لور سليمان صعب مديرة الوكالة الوطنية للاعلام، التي تضم بأقلها كل ما في منطقتنا من خير وجمال ، من نسائم ساحل كفرعبيدا الى بخور ربى تنورين فأهلا وسهلا بها مكرمة بين زميلاتها وزملائها الأعزاء".
وبعد أن سلم درعا تكريمية لسليمان، ألقت كلمة شكرت فيها جهاز الإعلام والتواصل في القوات وقالت: "أن يكرم جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية في منطقة البترون مديرة الوكالة الوطنية للاعلام في يوم المرأة العالمي هذا يعني تكريم الوكالة الوطنية والدور الذي تقوم به على الصعيد الإعلامي والوطني العام، وهو تكريم أيضا لجميع العاملين في الوكالة ولا سيما منهم الإعلاميات".
أضافت: "إنني إذ أشكر لكم هذه المبادرة الكريمة والنبيلة إسمحوا لي أن أجير هذا التكريم لجميع زميلاتي وزملائي في الوكالة، وذلك لما يقومون به من نشاط على كل صعيد لإظهار وجه لبنان الحقيقي الذي نحلم به جميعا. إن الوكالة الوطنية للاعلام ، وبتوجيه من معالي وزير الإعلام النقيب رمزي جريج، هي ملك لجميع اللبنانيين، وهي تتصرف في عملها اليومي على هذا الأساس ، إنطلاقا من إيمان جميع العاملين فيها بأن للاعلام دورا رائدا في جمع الكلمة ولم الشمل وتوحيد الجهود في سبيل الإنطلاق في ورشة البناء وتوثيق عرى الألفة والمواطنية في وطن إرتضاه جميع اللبنانيين أن يكون وطنا نهائيا لجميع أبنائه على أسس المساواة والعدالة الإجتماعية".
وتابعت: "مرة أخرى إسمحوا لي أن أشكر لكم هذه اللفتة الكريمة ، واخص بالشكر المناضلة أنطوانيت شاهين التي تستحق هي التكريم، آملة في أن تكون الوكالة الوطنية الصوت الذي يوصل الى حيث للكلمة فعلها الإيجابي والمثمر على الصعيد الوطني والإعلامي ، فنكون القدوة في التعامل مع الخبر بحد ذاته من أي جهة أتى، وإنني أتطلع في هذا المجال الى أن تحظى الوكالة الوطنية بدعم الجميع وأن يعتبروها لهم ومنهم بهدف إيصال الحقيقة مجردة من أي زيادة أو نقصان".
وختمت: "هنا لا بد من توجيه شكر خاص الى جميع زملائي الإعلاميين في منطقة البترون العزيزة لأشد على أيديهم لما يقومون به من جهد يعزز مبدأ التوازن والخدمة العامة ونقل وجه البترون الحقيقي والحضاري ما يحقق لها الإزدهار والتقدم".
شاهين
وكانت كلمة لأنطوانيت شاهين حيت فيها "أهل الكلمة والقلم"، وقالت: "لا أدري كيف أبدأ كلامي، أمام أناس يحسب حساب الكلام مرتين أمامهم، مرة لإنكم أهل الكلمة والقلم والكاميرا والحق ومرة لإنكم أولاد منطقة البترون القضية التي خلقت لتشهد للحق. البترون التي قدمت شهداء وكتبت صفحة من صفحات تاريخ عمر لبنان كتبت بحبر دموع أمهات الشهداء شبابا بعز عمرهم وعنفوانهم. نعم منطقة البترون التي غامر بترابها أبطال تفخر بهم ، وهي فخر لأهلها".
وبعد أن وجهت "تحية الى المناضلة النائبة ستريدا جعجع"، قالت: "أعلم أن حكايتي مع الظلم تؤلمكم وتعرفونها، ولأنه بعد أيام قليلة عيد الأم إخترت أن أتكلم عن شخص حبه كبير في قلبي، وهي مثل الكثير من أمهات القوات الذين عاشوا القهر ، في عيدها ب21 آذار 1994 بدأت جلجلتها فحملت صليبها وسنينها وتعبها وركضت ورائي خمس سنين وشهورا، تمسح لي دموعي وتخبىء دموعها، أمي التي فقدت شابا استشهد دفاعا عن لبنان، جعلوها تعيش وجعا أصعب من الموت، حفروا قلبها أوجاعا، عندما مات فوزي الراسي تحت التعذيب، قالوا لها بأنني مت ، لم تدر ماذا تفعل ، ركضت عند أحد الضباط المسؤولين بمكان توقيفي ركعت عند رجليه ، وتقول عندما تخبر كان حذاؤه يلمع، قبلت حذاءه تترجاه حتى تراني، أقول أو لا أقول لكن أنه ركلها".
أضافت: "طلبت منها ببدايات أيام الظلم قميصا بكم طويل لأخبىء آثار الكلبجات على يدي، نظرت إلي بقوة وقالت لي: "سأجلب لك قميص بروتيل، هذه العلامات نحن نفتخر بها"، وذات مرة قالت لها صحافية أجنبية: "لو كانت ابنتك شهدت زورا لكانت خارج السجن، جاوبتها ما كنت لأستقبلها".
وتابعت: "من هنا أوجه التحية الى النائبة ستريدا المناضلة الأولى التي كانت تمسح دموع أهلنا رغم وجعها، أمي لم تترك بابا ولم تقرعه لتطلب لي العدالة ورفع الظلم ، أدراج بكركي وحجارها أصبحوا يعرفونها وسيد بكركي يومها مار نصرالله بطرس صفير حفظ كلمتها وعذاباتها، أخبرتني إنه مرات كثيرة كانت تذهب الى بكركي دون موعد وكل مرة كان البطريرك صفير يستقبلها ويسمع لها، زرته أنا مرات كثيرة بعد البراءة ، كل مرة يبدأ حديثه معي عن أمي ، ومن كلماته عنها أختار لكم جملة رددها أكثر من مرة: "أمك هي التي كانت مسجونة وليس أنت"، وأول سؤال كان يسألني هو: "كيف هي أمك"؟ وأنا أقول لكم اليوم أمي جيدة ، جيدة لدرجة إنها تقول لو أن الزمن يعود للوراء فإنها مستعدة لتتحمل مرة ثانية كل الذي عاشته معي ، لأن المظلوم لا يخجل بظلمه ، الظالم هو الذي يجب أن يخجل ، والله مع المظلوم وقد أعطاني الله وأعطى أمي الفرح بعد العذاب".
وقالت: "هدية السماء كانت إرتباطي بإنسان رائع مهما تكلمت عنه قليل ، جوزيف زوجي وأخي ورفيقي وسندي الحقيقي والله أكمل هديته بإعطائي جويا ورواد . ولأن الله أعطاني ، لم يتوقف يوما قلبي عن الإيمان وسأعمل دائما لرفع الظلم. لقد شاركت في مؤتمرات ومقابلات ومحاضرات عدة عن حقوق الإنسان زرت سويسرا ، بلجيكا ، بريطانيا ، أستراليا ، كندا ، المغرب ، تونس ، إيطاليا ، وفرنسا التي قدمت لي إحدى مدنها مفتاحها وأصبحت مواطنة شرف فيها ، شاركت بمنتدى النساء الفرنكوفونيات في باريس ، هم لم ينسوا معاناتي وأنا سوف أعمل جاهدة كلا أنسى أنه يوجد مظلومين كثر وحقوق مهدورة ، والآن سوف أعمل بإطار مشروع الإتحاد الأوروبي. وكما تشهدون انتم في عملكم للحق سأشهد أنا على بشاعة الظلم وأعمل لحقوق الإنسان".
وختمت: "إسمحوا لي أن أختم كلمتي بمسك بتروني ولا أطيب ، وأقول لور سليمان تستأهلين التكريم، قيمتك عندنا من قيمة الكلمة الصادقة. بتكريمك كلنا نكرم. وأشكر الرفيق شفيق نعمة على هذا اللقاء الجميل وآمل أن يبقى بهذه الهمة والنشاط".
ثم عرض فيلم وثائقي عن تاريخ الكنيسة المارونية في البترون ونضال أبناء المنطقة في القوات اللبنانية أعده منسق الإعلام في القضاء الزميل شادي عبدالله.
الرياشي
ثم ألقى الرياشي كلمة راعي الإحتفال قال فيها: "نبارك لزميلتنا لور سليمان صعب لأنها إستطاعت أن تصنع وكالة ناجحة في دولة فاشلة. أنقل اليكم تحيات الحكيم وفرحه في لقائنا هذه الليلة، أريد أن أحيي سيدنا المطران وأريد أن أقول نحن مجموعة صحافيين وإعلاميين ورجال فكر وأدب ونخبة من المجتمع اللبناني موجودون لنتكلم عن الحرية والإعلام الرسولي سواء كان إعلاما مستقلا أو إعلاما حزبيا، إعلاميون لديهم رسالة واحدة تحمل في طياتها القضية التي تدافع عنها وإذا هذه القضية لم تحترم الآخر وحق الآخر في الإختلاف بداية تكون هذه القضية مختلفة عن نفسها".
أضاف: "بما أننا نتكلم عن الحرية يجب أن نتذكر أننا في بلد يعيش مجموعة مآسي والمأساة الكبرى كما مأساة الأم التي تكلمت عنها أنطوانيت ويوجد بيننا أمهات كثيرات ويوجد الطفل الذي خطف على أيدي مجموعة قذرة من شذاذ الآفاق وأخذوا منه حريته ليأخذوا منا حريتنا وليكون لنا مثالا للخوف والتراجع والتردد ولنكفر بلبنان، لكن هذا العمل الذي حصل سيزيدنا ثقة بأن هذا الوطن لنا وهذه الأرض لنا ويزيدنا ثقة بأن أهل بريتال الطيبين هم أنفسهم أهلنا بينما شذاذ الآفاق ليس لديهم مكان بيننا ولن يكون، هم أنفسهم شذاذ الآفاق الذين يرمون براميل متفجرة على أطفال سوريا، هم أنفسهم الذين يغطون خاطفي أولادنا وأبناءنا، هؤلاء أناس لا يتذكرون أن يوم الحساب سوف يكون قريبا جدا".
وطلب الرياشي من الحضور "رفع الأيدي مع سيدنا تحية للطفل ميشال إبراهيم صقر الذي خطف من بين أهله".
وقال: "أشكر منطقة البترون ومنسقية الإعلام فيها ونشاطها، وأريد أن أقول لكم لا تخافوا ولا تحزنوا من الوجع الكبير هذه الأيام ولا تخافوا إذا كنتم تشعرون بتردد كبير وانقسامات، هذا كله سيذهب لأنكم أنتم في صلب ثورة الأرز وأنتم أصل ثورة الأرز ولأنه قبل أن تأتي الثورة هيأت لها القوات اللبنانية بتضحيات ومن مئات السنين منذ أجداد أجدادنا منذ يوحنا مارون وما قبله".
أضاف: "خلال الحرب العالمية الثانية سئل تشرتشل إذا كان خائفا من خسارة الحرب ولماذا لم يستسلم في حين كانت ألمانيا النازية قد استولت على كامل أوروبا ولم يعد سوى بريطانيا التي كانت تقصف يوميا بآلاف الأطنان من المتفجرات وكان تشرتشل يحب الشاي فحمل ملعقة الشاي وأتى الى بركة المياه وبدأ بتفريغها وسئل ما الذي تفعله فرفع الملعقة وأجاب سآخذ وقتا ولكن هل لديكم شك أنني سأفرغها؟ ممكن أن يطول الوقت ولكن الأكيد بأننا سنربح قال الرياشي".
وختم: "أخيرا أريد أن أطمئن الخائفين من وجود مشاكل بين القوات والمستقبل، كونوا أكيدين أنه أينما كنا وأينما ذهبنا نحن معا ونحن لبعض والذين يضعون أسافين بين القوات اللبنانية وبين المستقبل وكافة أعضاء قوى 14 آذار لن يحصلوا إلا على الخيبة، ورئاسة الجمهورية على الأبواب سوف تؤكد قولي".
وفي الختام شكر عبدالله "كل الذين عملوا لإنجاح الفيلم الوثائقي عن منطقة البترون.
وطنية - الأحد 9 آذار 2014
إرسال تعليق