كتب أنطون الخوري حرب - رفاق السلاح، رفيقاتي ورفاقي طلاب وشباب الامس، مناضلي مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال داخل وخارج التيار الوطني الحرّ.
في مثل هذا اليوم، وقفنا نعلن تحدّيان كبيران وُصِفا بالمستحيلان، تحريرالوطن واقامة الدولة.
في مثل هذا اليوم وقفنا حفنة مناضلين، نرفض الاحتلال "الاخوي" السوري، وحدنا في مواجهة دول العالم قاطبة، يوم تم تسليم لبنان الى سوريا بمباركة عربية ودولية شاملة.
اتهمنا يومها بطلب المستحيل، فاسقطنا التهمة بالنضال في وجه هذا المستحيل لايماننا اننا اصحاب حق.
فبعدما حُذِفَت قياداتنا، سَخِرَ منّا مجتمعنا، وقمعتنا دولتنا، فكنّا الاصلب في الصمود بوجه المدّ العالمي الغاصب لحقّنا في الحياة الحرّة الكريمة. قالوا لنا ان الجيش السوري سيبقى بقدر ما بقي الجيش العثماني على ارضنا طوال اربعة قرون، فاخترنا المقاومة نهجاّ ابديّاً لنا ولأولادنا من بعدنا. لكن عام 2005، بات المستحيل واقعاً معيوشاً، وعاد الجيش السوري الى سوريا، فاي وطنٍ وايّة دولة تسلّمنا، وهل انتهت المسيرة؟.
قالوا لنا يومها ان المسيرة مستمرة بشعارات جديدة وجددوا الولاء للنظام السياسي بحلته القديمة الجديدة (الطائف). ولم ينبّهنا سياسيونا ان نظامنا القبلي الذي نعيش في ظلّه ازماتنا الشاملة اللّامتناهية هو نفسه النظام الذي اوقعنا في شتّى الاحتلالات والحروب. ولم ننتبه اكثر لواجبنا الانقاذي لنا ولمستقبل ابنائنا بازالة هذا النظام لنقيم دولة الحق والحرية والعدالة كي لا يلعننا المستقبل بألسنة احفادنا.
ان تهميش وتغييب المسيحيين في زمن الوصاية، تحوّل منذ الاستقلال الثاني الحالة المرضية والمسببة لأستمرار نظام التناحر القبائلي التاريخي المتخلّف، والذي افترضنا انه زال مع زوال احتلال اعتاش عليه. وحين استعدنا حرية القرارالوطني المستقل، اثبت سياسيونا فقدانهم اهلية ادارة الحكم، وترحّم بعضنا على الاحتلال وقيل اننا شعب لا يستحق الحرية.
تفاقمت ازماتنا الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية اضعافاً مضاعفة وبتنا كشعب ومجموعات حضارية مهددين بالزوال عن خارطة المنطقة التي تغزوها حروب التكفير والردّة. كل ذلك بسبب استمرار نظامنا البالي العفن وعدم مواكبة العصر والبقاء في عصر الظلامية والانحطاط.
اوهمونا بان الانقسام المسيحي في ظل النظام الطائفي هو حال ديموقراطية، واخفو عنّا ان الديموقراطية لا تمارس الّا في الانظمة السياسية المدنية غير القبلية. خلاصنا كلبنايين يبدأ بتوحّدنا كمسيحين. وطالما قررنا البقاء، فقدرنا الصمود والمقاومة والنضال والانتصار.
هذا القرار يبدأ بالشعب وينتهي عنده ولم يعد من مسؤولية القادة. القضية قضية وجود وطن ومجتمع وحضارة ونظام ودولة قابلين للحياة.
رفاق ورفيقاتي، يا اشرف جيلٍ يتشرّفُ به الوطن، نجحنا في تحدّي الحرية، فلننجح في تحدّي النظام. فمن كانت شيمتهم المعجزات، تسهل عليهم الصعوبات. المستقبل ينتظر الجيل الوطني الشاب، والقرار يبدأ بنا والتاريخ سيحكم علينا. وطالما ان العمر رحلة اثر، فلنجعل الحكم مشرّفاً لنا.
كل ذكرى وانتم طيّبون.
منبر "ليبانون تايم" 13\3\2014
إرسال تعليق