0
كتب فؤاد ابو زيد - أثبتت «مناقشة» البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام بالصوت والصورة، لجميع اللبنانيين في الوطن والمهجر، ان العشرة اشهر التي استغرقها تشكيل الحكومة، والشهر الذي استغرقه، التوافق عليه. بين القبائل التي احتلّت كراسي المقاعد الـ 24، هي اشهر عجاف، كان يمكن تلافيها واختصارها بأقلّ من شهر، قياساً الى النتائج غير المشجعة، ان لم نقل المخيفة، التي ظهرت في شكل فاقع في مداخلات النواب الممثلين في هذه الحكومة، والتي كانت اشبه بحرب داحس والغبراء، وهي اكّدت على شراكة حقيقية في القدح والذمّ والاتهام، وتمسّك كل فريق بخطابه وثوابته واهدافه، دونما اهتمام او تقيّد او اعتبار لما نصّ عليه البيان الوزاري، او للمصلحة العامة، الشعار الذي رفعه سلام لحكومته، ولولا بعض الكلمات القليلة التي القاها عدد من النواب، وتناولوا فيها بعض السياسة والقانون والدستور، لكانت جلسة المناقشة عبارة عن جولات من الملاكمة تنظّمها مطرقة رئيس المجلس نبيه برّي ولباقة تدخّله، لكن المشهد الغريب «المهيب» الذي تجلّى بعد انتهاء جولات «الردح» التي لم يقصّر بها أحد، هو هذا «التسابق» على اعطاء الحكومة الثقة، بعد «مرمغة» بالوحل والاتهامات ومعرفة اكيدة من الجميع، ان كل ما كتب في البيان، وقيل في المناقشة، هو كلام لم يقدّم او يؤخّر، ولن يقدّم او يؤخّر، فحزب الله باقٍ في سوريا وعلى سلاحه، وتيار المستقبل ومن شاركه في الحكومة، يحملون «ورقة المعلاق» وورقة ربط النزاع، الى ان يفرجها الله بتغيير ما، داخلي او اقليمي او دولي، بعد عمر طويل. هذه الحالة ان دلّت على شيء، فعلى ان لبنان موديل 1920 و1943 و1989 - لبنان الطائف - قد انتهت مدة صلاحيته، ولم يعد الوطن الذي حلم به الرعيل الاول، وعمل عليه الرعيل الثاني، واطاح به فريق من الرعيل الثالث الحالي، واصبح ملحا وضروريا وواجبا والزاميا، التفتيش عن صيغة جديدة جدية، تحمل املا الى اللبنانيين الخائفين على وجودهم، واستمرار هذا الوجود، ولا بأس في ان تكون اللامركزية الادارية الموسعة، هي الصيغة السريعة المقبولة، اولا لانه منصوص عليها في اتفاق الطائف، ثانيا، لان الفريق الذي كلفه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، قد انهى نصوص هذه الصيغة، ثالثا لان رئيس الحكومة تمام سلام اكد في كلمته امام مجلس النواب ان حكومته ستعمل على تحقيق اللامركزية الادارية الموسعة وكلما عجّلت الحكومة في عملها لانجاز هذه الصيغة، كلما حدّت من هجرة اللبنانيين، وخففت من الصدام بين اللبنانين، وشجعت على الاستثمار والسياحة ووفرت فرص عمل للشباب اللبناني، وخلقت اجواء من الاستقرار والانماء في مختلف المناطق اللبنانية.

صيغة 1943 عاشت اياما من العز، واياما من السوء، واستمرت 46 سنة قبل ان «تتمكيج» باتفاق الطائف، الذي مع الاسف، لم يطبق لا بالنص ولا بالروح، وعلى العاملين المعنيين بصيغة اللامركزية الادارية الا يقعوا في ذات الخطيئة، وتموت الصيغة قبل ان تولد.

مراحل تشكيل هذه الحكومة، كشفت الكثير من الحقائق والعورات، وهذه حسنة تسجل لها، عسى الا تكون يتيمة.

الديار 22\3\2014

إرسال تعليق

 
Top