كتب طارق حسون - في “التيار الوطني الحر” فئتان: فئة “الحكماء” التي تنتمي فعلياً الى “التيار الوطني الحرّ” بنسخته الباريسية الأصلية وبرنامجه البرتقالي “الطريق الآخر” الذي اكله “العتّ”، وفئة “الجهلاء” التي تحولّت من “التيار الوطني الحر” الى “التيار العوني” بنسخته “الورقية” الصفراء التي ابتلعها “حزب الله”.
ليس سهلاً ان يكون معظم حُكماء “التيار العوني” خارجه، ومع ذلك فهو يُسمّي نفسه “حزب الإصلاح والتغيير والتلاقي”!!
في التيار العوني، انتّ إمّا ان تكون من حاشية الصهر الأول او الثاني او الثالث، او من حاشية ابن الإخت وابن الأخ، وإلاّ، فأنت حُكماً خارج التركيبة “العونية” برمتّها!
من روجيه عزّام ونجيب زوين، الى ايلي محفوض والياس الزغبي، ومن بسام آغا وعصام أبو جمرة، الى نديم لطيف وسامي نادر، ومن عادل ساسين وكيتل حايك وروجيه اده، الى المرحوم يوسف سعدالله الخوري وسليم العازار وبشارة خيرالله ولوسيان عون وعبدالله الخوري وسواهم كثر، ومن عسكريي 13 تشرين، الى معتقلي السجون السورية… هكذا انشّق التيار العوني عن مبادئه الأصلية، فخرجت منه قياداته الأساسية.
من “بيت الشعب” الى “قصر المهاجرين”، ومن “نظام السجون والقبور” الى “حامي الأقليات”، ومن 14 آذار 1989 الى 8 آذار 2005، ومن “إذا تكلمت طائفياً انبذوني” الى “القانون الأرثوذكسي”، ومن 7 آب 2001 الى 7 ايار 2008، ومن الـ 70% الى ما دون الـ 35%. وهكذا تحوّل “التيار الوطني الحر” الى “التيار العوني”!
انشقاقات التيار العوني عن مبادئ التيار الوطني الحرّ بدأت منذ افتضاح امر “الصفقة” مع النظام السوري بواسطة اميل لحود وبواسطة كريم بقرادوني واميل اميل لحود، والتي طالما رواها كمال اليازجي الذي حضر ودوّن محاضرها، والتي اعادت العماد ميشال عون الى لبنان في ايار 2005.
مؤسسو “التيار الوطني الحر” وقياداته الأساسية رفضوا الإنضمام الى “التيار العوني”، واستمرّوا امناء على مبادئ التيار الحر الوطنية، فيما التيار العوني صار في احضان “نظام السجون والقبور”!
في العام 2006، اعلن القيادي في “التيار الوطني الحر” بسام آغا رفضه الإنضمام الى التيار العوني، فقابلته الماكينة الدعائية العونية بحملة افتراءاتٍ، “توجّتها” بتزوير شيك مصرفي ينسب اليه تلقّي رشوةً من تيار المستقبل في طرابلس!
روجيه اده الذي دفع الملايين لتمويل لائحة “التيار الوطني الحر” في كسروان وجبيل العام 2005، واقام احتفالاً ضخماً في “إده ساندس” بمناسبة فوز هذه اللائحة، رفض بدوره الإنضمام الى التيار العوني.
روجيه عزام ونجيب زوين، اللذين كانا السبّاقين الى إنشاء المكتب المركزي للتنسيق الوطني الموالي للعماد عون في حرب التحرير من الإحتلال، لم ينضمّا الى التيار العوني في حرب الوصاية والسلاح ضد الدولة.
الياس البجّاني ناشط التيار النشيط في بلاد الإغتراب، صار بدوره ناشطاً في فضح التيار العوني.
الياس الزغبي، الرجل الإعلامي الرصين ومسؤول الإعلام في “التيار الوطني الحرّ”، لم يحتمل موجة الغش والتزوير التي عصفت بأسس التيار، فاستّل قلمه يدافع عن مبادئ التيار “الأرثوذكسية” القويمة، محاولاً فصل القمح عن الزؤان، ليُعيد ما للتيار للتيار، وما للمخابرات السورية للمخابرات السورية.
ايلي محفوض المدافع الشرس عن مبادئ “التيار”، ومؤلف كتاب “من الفينيقيين الى العونيين”، لم يجد حرجاً في الاعتراف بأن “التيار الوطني الحر” تعرّض لـ”خديعة العصر” من قبل “التيار العوني” الذي باع كل المبادئ الوطنية بـ “ثلاثين من الفضّة”!
شربل نحاس، او “اوركاجينا” العصر الحديث، اطاح “الإصلاح والتغيير” بإصلاحاته باكراً جداً، فذهب “فرق العملة” العونية.
بشارة خيرالله، الناشط السياسي والإعلامي الذي نشط مُبشِّراً بـ"حسنات" البنود العشر لـ"ورقة التفاهم" التي تتعهد عودة المعتقلين من السجون السوريّة وعودة اللبنانيين من إسرائيل وترسيم الحدود وباقي البنود، اسرع في اكتشاف زيفها بعدما بدت بنظره منصّة استعملها "حزب الله" لتوفير الغطاء المسيحي والدخول إلى حيث لم يحلم يوماً إضافة إلى استعمالها متراساً يُهاجم من خلفه رئيس الجمهورية الذي يدعمه خيرالله.
أنطون الخوري حرب، القيادي الذي تجرأ على البوح أن روائح الفساد فاحت من حكومة فيها 11 وزيراً من التيار وأيد بقاء الرئيس سليمان في حال فشلت الزعامات في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يتعرض اليوم لحملة انتقادات شرسة لم تكترث لا لتاريخه ولا لتضحياته.
اللواء أبو جمرة، الرجل الثاني في التيار بعد عون، رفض توزير "قومي وشيوعي" فكانت النتيجة عدم الأخذ برأي أبو جمرة وإصرار عون وصهره على فادي عبود وشربل نحاس كما أصروا في العام 2009 إدخاله في أتون المعركة الخاسرة سلفاً في الأشرفية لإحراقه في معركة مع إبنة الشهيد جبران تويني بدلاً من ترشيحه في مسقط رأسه حيث تنازل عون عن المقعد لأسعد حردان، رئيس حزب "قتلة بشير الجميل".
عسكريو 13 تشرين والمخفيين قسراً في السجون السورية تعرّضوا للخديعة بدورهم. قضية “التيار الوطني الحر” التي دفعوا لأجلها الدماء الساخنة، تنكّر لها التيار العوني بكل دمٍ بارد.
وفي ايار 2010، وفي اوسع اطلالةٍ اعتراضية تصحيحية على التيار العوني، اصدرت ارفع هيئة قيادية في بنية حزب “التيار الوطني الحر”، وتضم مؤسسيه وقياديي الصف الاول منه: عصام ابو جمرة، نديم لطيف، سليم العازار، ويوسف سعد الله الخوري، اصدرت وثيقةً إعتراضية على اداء وسياسة التيار العوني (المسؤولية تقتضي)، داعيةً الى تصحيح مساره السياسي والتنظيمي.
التيار العوني لم يكتفِ بالإنقلاب على اسس التيار الوطني الحر، وإنما يريد تشويه صورة “الحركة التصحيحية” التي تدفع باتجاه عودة التيار العوني الى جذور التيار الوطني الحر، والكف عن تقويض اسس الدولة.
في زمن “الإنفتاح والتلاقي” العوني على ابواب الانتخابات الرئاسية، من الحري بالتيار العوني ان يُبادر الى التلاقي مع جذوره الأساسية، والإنفتاح على رفاقه السابقين، وعندها فقط يمكن القول ان عبارة “ما في نوا إلاّ سوا” تنّم عن صدقٍ وحسن نيّة، وليست مجرّد شعارٍ فارغ للإستهلاك الرئاسي المحلّي!.
ليس سهلاً ان يكون معظم حُكماء “التيار العوني” خارجه، ومع ذلك فهو يُسمّي نفسه “حزب الإصلاح والتغيير والتلاقي”!!
في التيار العوني، انتّ إمّا ان تكون من حاشية الصهر الأول او الثاني او الثالث، او من حاشية ابن الإخت وابن الأخ، وإلاّ، فأنت حُكماً خارج التركيبة “العونية” برمتّها!
من روجيه عزّام ونجيب زوين، الى ايلي محفوض والياس الزغبي، ومن بسام آغا وعصام أبو جمرة، الى نديم لطيف وسامي نادر، ومن عادل ساسين وكيتل حايك وروجيه اده، الى المرحوم يوسف سعدالله الخوري وسليم العازار وبشارة خيرالله ولوسيان عون وعبدالله الخوري وسواهم كثر، ومن عسكريي 13 تشرين، الى معتقلي السجون السورية… هكذا انشّق التيار العوني عن مبادئه الأصلية، فخرجت منه قياداته الأساسية.
من “بيت الشعب” الى “قصر المهاجرين”، ومن “نظام السجون والقبور” الى “حامي الأقليات”، ومن 14 آذار 1989 الى 8 آذار 2005، ومن “إذا تكلمت طائفياً انبذوني” الى “القانون الأرثوذكسي”، ومن 7 آب 2001 الى 7 ايار 2008، ومن الـ 70% الى ما دون الـ 35%. وهكذا تحوّل “التيار الوطني الحر” الى “التيار العوني”!
انشقاقات التيار العوني عن مبادئ التيار الوطني الحرّ بدأت منذ افتضاح امر “الصفقة” مع النظام السوري بواسطة اميل لحود وبواسطة كريم بقرادوني واميل اميل لحود، والتي طالما رواها كمال اليازجي الذي حضر ودوّن محاضرها، والتي اعادت العماد ميشال عون الى لبنان في ايار 2005.
مؤسسو “التيار الوطني الحر” وقياداته الأساسية رفضوا الإنضمام الى “التيار العوني”، واستمرّوا امناء على مبادئ التيار الحر الوطنية، فيما التيار العوني صار في احضان “نظام السجون والقبور”!
في العام 2006، اعلن القيادي في “التيار الوطني الحر” بسام آغا رفضه الإنضمام الى التيار العوني، فقابلته الماكينة الدعائية العونية بحملة افتراءاتٍ، “توجّتها” بتزوير شيك مصرفي ينسب اليه تلقّي رشوةً من تيار المستقبل في طرابلس!
روجيه اده الذي دفع الملايين لتمويل لائحة “التيار الوطني الحر” في كسروان وجبيل العام 2005، واقام احتفالاً ضخماً في “إده ساندس” بمناسبة فوز هذه اللائحة، رفض بدوره الإنضمام الى التيار العوني.
روجيه عزام ونجيب زوين، اللذين كانا السبّاقين الى إنشاء المكتب المركزي للتنسيق الوطني الموالي للعماد عون في حرب التحرير من الإحتلال، لم ينضمّا الى التيار العوني في حرب الوصاية والسلاح ضد الدولة.
الياس البجّاني ناشط التيار النشيط في بلاد الإغتراب، صار بدوره ناشطاً في فضح التيار العوني.
الياس الزغبي، الرجل الإعلامي الرصين ومسؤول الإعلام في “التيار الوطني الحرّ”، لم يحتمل موجة الغش والتزوير التي عصفت بأسس التيار، فاستّل قلمه يدافع عن مبادئ التيار “الأرثوذكسية” القويمة، محاولاً فصل القمح عن الزؤان، ليُعيد ما للتيار للتيار، وما للمخابرات السورية للمخابرات السورية.
ايلي محفوض المدافع الشرس عن مبادئ “التيار”، ومؤلف كتاب “من الفينيقيين الى العونيين”، لم يجد حرجاً في الاعتراف بأن “التيار الوطني الحر” تعرّض لـ”خديعة العصر” من قبل “التيار العوني” الذي باع كل المبادئ الوطنية بـ “ثلاثين من الفضّة”!
شربل نحاس، او “اوركاجينا” العصر الحديث، اطاح “الإصلاح والتغيير” بإصلاحاته باكراً جداً، فذهب “فرق العملة” العونية.
بشارة خيرالله، الناشط السياسي والإعلامي الذي نشط مُبشِّراً بـ"حسنات" البنود العشر لـ"ورقة التفاهم" التي تتعهد عودة المعتقلين من السجون السوريّة وعودة اللبنانيين من إسرائيل وترسيم الحدود وباقي البنود، اسرع في اكتشاف زيفها بعدما بدت بنظره منصّة استعملها "حزب الله" لتوفير الغطاء المسيحي والدخول إلى حيث لم يحلم يوماً إضافة إلى استعمالها متراساً يُهاجم من خلفه رئيس الجمهورية الذي يدعمه خيرالله.
أنطون الخوري حرب، القيادي الذي تجرأ على البوح أن روائح الفساد فاحت من حكومة فيها 11 وزيراً من التيار وأيد بقاء الرئيس سليمان في حال فشلت الزعامات في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يتعرض اليوم لحملة انتقادات شرسة لم تكترث لا لتاريخه ولا لتضحياته.
اللواء أبو جمرة، الرجل الثاني في التيار بعد عون، رفض توزير "قومي وشيوعي" فكانت النتيجة عدم الأخذ برأي أبو جمرة وإصرار عون وصهره على فادي عبود وشربل نحاس كما أصروا في العام 2009 إدخاله في أتون المعركة الخاسرة سلفاً في الأشرفية لإحراقه في معركة مع إبنة الشهيد جبران تويني بدلاً من ترشيحه في مسقط رأسه حيث تنازل عون عن المقعد لأسعد حردان، رئيس حزب "قتلة بشير الجميل".
عسكريو 13 تشرين والمخفيين قسراً في السجون السورية تعرّضوا للخديعة بدورهم. قضية “التيار الوطني الحر” التي دفعوا لأجلها الدماء الساخنة، تنكّر لها التيار العوني بكل دمٍ بارد.
وفي ايار 2010، وفي اوسع اطلالةٍ اعتراضية تصحيحية على التيار العوني، اصدرت ارفع هيئة قيادية في بنية حزب “التيار الوطني الحر”، وتضم مؤسسيه وقياديي الصف الاول منه: عصام ابو جمرة، نديم لطيف، سليم العازار، ويوسف سعد الله الخوري، اصدرت وثيقةً إعتراضية على اداء وسياسة التيار العوني (المسؤولية تقتضي)، داعيةً الى تصحيح مساره السياسي والتنظيمي.
التيار العوني لم يكتفِ بالإنقلاب على اسس التيار الوطني الحر، وإنما يريد تشويه صورة “الحركة التصحيحية” التي تدفع باتجاه عودة التيار العوني الى جذور التيار الوطني الحر، والكف عن تقويض اسس الدولة.
في زمن “الإنفتاح والتلاقي” العوني على ابواب الانتخابات الرئاسية، من الحري بالتيار العوني ان يُبادر الى التلاقي مع جذوره الأساسية، والإنفتاح على رفاقه السابقين، وعندها فقط يمكن القول ان عبارة “ما في نوا إلاّ سوا” تنّم عن صدقٍ وحسن نيّة، وليست مجرّد شعارٍ فارغ للإستهلاك الرئاسي المحلّي!.
موقع "القوات اللبنانية" - 11-3-2014
إرسال تعليق