0
أخاف على إبني وعلى مصير الوطن من بعده وأصلّي لكلّ أم شهيد.. والدة رئيس الجمهوريَّة جوزيفين سليمان لـ "أبجد نيوز": هذا هو رأيي بالتمديد

حاورتها: كريستال شحادة محفوظ

يُقال حنان أمّا نحن فنقول حنونةٌ هي…

يُقال جمال أمّا نحن فنقول جميلةٌ هي…

يُقال إيمان أمّا نحن فنقول مؤمنةٌ هي…

يُقال محبَّة أمّا نحن فنقول مُحبّةٌ هي…

هي كلمةٌ تُعطّر أنفاس الوجود بسحرها، هي ملحمة الأرض بعذوبتها، هي الرحم الذي يُساعد الله بخلقها، هي بريق الكوّن بنعومتها، هي المُعجزة التي ننحني لنُقبّل يديها، نسكب دموعَ ضعفنا فوق صدرها ونستجدي الرضا من عينيها. هي الأمّ، مالئة الدنيا وشاغلتها.

أوّل عيد للأمّ كان في 21 آذار من العام 1908، عندما قامت “أنّا جارفيس” بالإحتفال بذكرى والدتها في أميركا ليصبح تقليداً سنويَّاً إنتشر في العالم كلّه ليخلّد ذكرى كل أمّ في هذا الكون. واليوم يحتفل “أبجد نيوز” بهذه الذكرى مع أمّ حديديَّة لرئيس جمهوريَّة من ذهب، مع والدة رئيس الجمهوريَّة “جوزيفين نهاد سليمان”.


”مُستقبل الولد، صنع أمّه”، الحق معك نابوليون، فهل من مستقبل أهم من رئاسة الجمهوريَّة؟ فها هي حاكته بخيوط من ذهب، حياكةً أصيلةً وأصليَّةً بإمتياز.

كلماتُها جاءت صريحةً وأنيقة، فأشارت سليمان لموقع “أبجد نيوز” إلى أنَّها منذ القدم ”كان لديها إحساسٌ وشعورٌ أنّها ستُصبح أمّاً لأشخاص مُهمّين وقديرين، “وهكذا حصل فكان حدسي بمكانه”، وعملت على تجسيد هذا الدور بإتقان ونضج بشكل كبير.

“شعور الأمّ لا يختلف تُجاه إبنها مهما كان منصبه أو موقعه” تقول سليمان، فشعورها تجاه رئيس الجمهوريَّة لم يتغيَّر منذ نعومة أظافره وحتّى اليوم، وبالتالي يبقى “ضناها الصغير” الذي تراه بعيون تخاف وتسهر عليه في كلّ دقيقة.


لكلّ أم شهيد: أصلّي لك وأدعمك

أهم ما يجدر بالأمّ زرعه في كيان أولادها بالنسبة لسليمان هو “الدراسة أولا ً، فالعلم هو السلاح الحقيقي، سيفٌ أزليٌّ أبديٌّ، لا تخترقه شدّةٌ ولا صعابٌ. ثانيا ً التربية الوطنيّة الفعّالة، والدور الذي تلعبه منذ الطفولة لتنمية شخصيّات وطنيّة لبنانيّة صلبة وواعدة، همّها الأساسي، حماية مصلحة الوطن وتغليبها على كلّ المصالح الخاصَّة والشخصيَّة،بهدف خلق أفراد مثقّفة وناضجة، قلمها حرّ ومنطقها صادق”. 

وتضيف ” نتيجة هذا الزرع تُحصد في لبنان، وليس في الخارج، فالوطن بحاجة لنا ولشبابنا، لإستثمار أدمغة أبنائنا في عمليَّة التطوّر والإستمراريَّة التي نحن بأمس الحاجة لها اليوم”.


لا تنسى سليمان أن تذكر في معرض كلامها ” أمّ كلّ شهيد، أمّ كلّ معتقل في السجون السوريَّة والإسرائيليَّة، اللواتي يحملنَ رسالة الصبر والقوّة، ففي كلّ لحظة هنّ اللواتي تبقَين في قلوبنا، ورمز العيد هذا يكرّسهنَّ ملكات على عرش الأمل وعدم الإستسلام والنضال اليومي الذي تعشنه لحظة بلحظة”. 

وتتابع ” أصلّي لهنَّ دائماً ولهنَّ كلّ دعمي، عسى أن نحصل على إشارة مُثمرة لمصير أولادهنّ والشكر الكبير لكّل شخص يسعى جاهدا ً للمساعدة والتعاون في هذا الملف الجدير بالإهتمام والكدّ.”


أخاف جدَّاً على الرئيس وقلقة على مصير الوطن من بعده

شعور الأم بالخوف على أبنائها أمرٌ طبيعيٌّ، وشعور سليمان بالخوف على إبنها قائد الجيش السابق والرئيس الحالي مُضاعفٌ، إذ تؤكّد أنّ الوضع مختلف بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهوريَّة لكنَّ ” الخوف واحد في كلّ حين، خاصةً عند إشتداد الخطر على حياة الرئيس ، منذ ان كان له من ادوار بارزة يوم كان قائداً للجيش خاصَّةً خلال أحداث نهر البارد ولما يلعبه اليوم من دور قيادي في إنقاذ لبنان من أزماته المُعقّدة منذ القدم، فالخوف أمرٌ طبيعي لا مفرّ منه طالما أنّ المعارك واردةٌ وموجودةٌ، ومواجهة هذا الواقع يُعدّ بطولة بدون أدنى شكّ”. وتلفت سليمان إلى ” أهميَّة المحبّة المُطلقة في كلّ موقف أو تحدّ”، فالقدّيس أوغسطينوس يؤكّد على أهميّة المحبة في قوله: أحبّ ثمّ إفعل ما شئت. وبالتالي هذه الصفة هي ترجمة حقيقية لحلول كثيرة، فمن يستطيع أن يحبّ الله أوّلا ً، وكلّ إنسان ثانياً، لا يعد بإمكانه إلاّ نشر المحبّة في كلّ الأرجاء وهذه هي التوصية الأساسيّة التي توصيها لأولادها وأحفادها .

لا تخفي سليمان قلقها الدائم على الوطن، خاصة ً بعد عهد الرئيس سليمان، فتُعدّد الخطوات التي يجب العمل عليها لحماية الوطن أهمُّها ”إعلاء دور القانون فوق كلّ إعتبار، وتطبيقه بحذافيره، فهو الملجأ الأهم الذي يُنقذنا من ثغرات كثيرة، على أن يشعر كلّ فرد وجماعة أنّهم مُؤتمنون على إفادة لبنان، والحرص على مُواجهة كلّ ما يمس سيادة الدولة أو أمنها، ممّا يؤدي إلى إحترام النفس والمجتمع والوطن، فتتحرّك عجلة الإيجابيات حينها بطريقة تلقائيَّة.”


قرار التمديد يخصُّ الرئيس ولكن

ولدى سؤالها عن رأيها بالتمديد للرئيس سليمان، تعود الوالدة بالذاكرة إلى بدايات الرئيس يوم قرّر الإنتساب إلى المدرسة العسكريَّة، نتيجة تأثُّره بالحياة العسكريَّة التي خاضها والده الراحل نهاد سليمان الذي ”ما كفَّ يوماً عن العمل وتسليط الضوء على مصلحة لبنان والإصرار على تعليم أولاده الأسس الوطنية المُهمّة، من هنا إحترمتُ قراره ودعوتُ له بالتوفيق. ومن حينها برز معيار النجاح والمواطنية الفعّالة بكلّ درجة يصعدها، بدءاً بدخوله المدرسة العسكريَّة، مرورا ً بدراسته العلوم السياسيَّة، وصولا ً إلى قيادة الجيش ومن بعدها رئاسة الجمهورية”. وتضيف ”قرار التمديد هو أدرى به، ويخصّه أكثر من أيّ شخص آخر، لكنني أفضّل عدم التمديد كون الرئيس تعب كفاية بعدما أثقلت المسؤوليَة أكتافه، وحان الوقت لأن يرتاح من الأعباء السياسيّة”.


هذه نصيحتي لكلّ أم وإمرأة

نصيحةٌ واحدةٌ تنصحُ بها سليمان كافَّة الأمَّهات والنساء “كوني قويَّة ، فعامل القوَّة يجب أن تتحلّى به كلّ إمرأة عموما ً وأمّ خصوصا ً، فتتخطّى عبره كل مشكلة تُعيق تقدّمها وعليها المُثابرة على إيصال كلمتها بكلّ حريّة ولياقة، لأنَّ حقّها حقٌّ طبيعي، ومساواتَها مساواة ٌشرعيَّةٌ ومنصوص عليها بالدستور. وبالتالي تُعتبر هذه من أهم الخطوات لبناء دولة عادلة ومُنصفة، من هنا عليها المُساهمة في تفعيل هذا المبدأ وإثبات فكرها في المجتمع، إلى جانب دورها الأساسي كأمّ صالحة وفعّالة ومدركة لما تقوله وتفعله. فالأم منبرٌ للرأي المتَّزن والواعي، ومثالٌ لأولادها وأحفادها وصولاً إلى المجتمع اللبناني كلّه.”

”الأمّ التي تهزّ السرير بيمينها، تهزّ العالم بيسارها”، الحق معك مرّة أخرى نابوليون، فها هي هزّت قلوبنا وها هو الحُسن ينصب عرشه على مقلتيها، وها هو الجمال يغار من إبتسامتها، وجوزيفين سليمان هي الأم والرفيقة والصديقة المثقَّفة والواعية والتي تثري مستمعها بفهمها اللامحدود واللامتناهي، ولها نقول “كرمالك يا ماما الدنيي بتحلا إيّاما”.

أبجد نيوز 20\3\2014

إرسال تعليق

 
Top