منذ العام 1945 تحتفل النساء حول العالم في الثامن من آذار من كل سنة بـ"يوم المرأة العالمي"، وبينما تحتفلُ نساء العالم بإنجازاتهن على صعيد حقوق المرأة، يؤسفني كنائب في البرلمان اللبناني أن تمر هذه المناسبة في لبنان، وقد شهدنا هذا العام أبشع أنواع الجرائم بحق المرأة اللبنانية جراء تعرضها للعنف المنزلي. فعلى سبيل المثال لا الحصر: موت رولا يعقوب بعد تعرضها للضرب على يد زوجها في عكار، موت منال العاصي بعد أن عنّفها زوجها وعذبها حتى الموت على مرأى عائلتها، وفاة كريستال أبو شقرا مسمومة، حتى أن تعنيف المرأة اللبنانية لاحقها الى أستراليا حيث توفيت اللبنانية مارغريت طنوس بعد أن سبب لها زوجها جروحاً بالغة في الرأس، نُقلت على اثرها الى المستشفى ولكنها ما لبثت أن فارقت الحياة… وكم من رولا ومنال وكريستال ومارغريت في مجتمعنا ونحن لا نشعر بهنّ، لأنهن يتعذبن بصمتٍ وخلفَ جدران منازلهن خوفاً من فضيحةٍ وحرصاً على أبنائهن!
وأضافت: "فعلاً إنها لجرائم يدمعُ لها القلب ويندى لها الجبين، ولاسيما اننا بتنا في القرن الحادي والعشرين حيث تلقى هذه الجرائم أقصى درجات الرفض والشجب والاستنكار حول العالم. ومن المستغرب انتشار هذا النوع من الجرائم في مجتمعنا اللبناني الذي لطالما تغنّى بقيمه والروابط العائلية التي تُميّزه".
وتابعت: "كسيّدة في البرلمان اللبناني، يؤسفني التراجع الذي تشهده البلاد على مستوى حقوق المرأة، فبعد أن كان لبنان سباقاً في منح المواطنة اللبنانية حق التصويت في الخمسينيات من القرن الماضي، ها نحن نُسجّلُ سنوياً تراجعاً في ترتيب لبنان على مستوى احترام حقوق المرأة وحمايتها من العنف الأسري".
ورأت أنه "في هذه المناسبة، لا يسعني إلا أن أدعو الى ضرورة إقرار مشروع قانون العنف الأسري بأسرع وقت لوضع حدٍّ لهذه الظاهرة في المجتمع اللبناني، وأُذكّر أن كتلة “القوات اللبنانية” قدّمت في العام 2009 مشروع قانون لإلغاء جرائم الشرف ضد النساء، ومشروع قانون لإلغاء الأحكام التمييزية المتعلقة بالزنا، ودعمت مشروع قانون حماية المرأة من العنف، وتجريم الاغتصاب الزوجي".
وأضافت: "أجددُ دعمي لاعتماد الكوتا النسائية في البرلمان اللبناني، فمع العلم ان النساء حاضرات بقوة في مجالات مختلفة مثل الإعلام والصحة والطب، ولكن من المخزي أنه من أصل 128 نائباً، 4 فقط هم من النساء. لذلك، ينبغي أن تُعطى النساء الفرصة لإثبات كفاءتهن في النشاط السياسي".
وختمت: "أدعو كلَّ امرأة لبنانية الى عدم اليأس بل الاتكال على ذاتها وقدراتها لأننا لا محالة سنصل الى تحقيق مطالبنا في أقرب فرصةٍ ممكنة، اذ لا قيامة فعلية وحقيقية لأي بلدٍ أو مجتمع من دون المرأة".
الجمعة 7 اذار 2014
إرسال تعليق