كتب أسعد بشارة - خرج رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ذات يوم من الرابية، وكان ذلك، وللتأريخ الصحيح، في 5 أيار 2012، ليقول متوجهاً الى الرئيس سعد الحريري وقوى «14 آذار»: «يا أولاد الإشاعات».
في التصريح نفسه يقول عون: «تبين لنا في حوارنا مع تيار «المستقبل» أنّ هناك خلافات جذرية حول مفهوم الشراكة والتوازن في السلطة». وأضاف: «كان رفيق الحريري يزور السيد حسن نصرالله كل ليلة، فسألت يومها السفير جيفري فيلتمان: لماذا هذا الامر ممنوع علي؟
ربما لأنه (الحريري) كان يخبرهم تقديرات ومعلومات وغيرها من الأمور بعد كل لقاء لكي لا نقول أكثر... عشرات مليارات الدولارات مفقودة. وهذا مال مسروق. يتصرفون بالضرائب خوة يضعونها في جيبهم. سنقول لهم إنّ الحقيقة ستظهر».
في كثير من مآثر تلك المعركة مع الحريرية السياسية، بدا عون في حال انتقال سريع من موقع الحليف الى الخصم الشرس، من دون شرح الأسباب. لكنّ مصادفة واحدة كانت تحكم تلك المواقف الدافئة والهجومية: الاستحقاق الرئاسي. بعد اغتيال رفيق الحريري، كان الأول الذي اتهم النظام السوري بالمسؤولية عن الاغتيال، عبر قناة فرنسية شهيرة. كان الأول الذي اعتبر رفيق الحريري شهيد كل لبنان.
لكن لما عاد الى لبنان، انقلبت تلك المواقف الى النقيض، وبغض النظر عن الأسباب، فإنّ التحول الذي تشهده مواقف عون الحمائمية، قبل الاستحقاق الرئاسي تشي بأنه، ما زال يحلم بالمعادلة التي حاول إقناع الحريري بها، عندما زاره في الرابية: «تعالَ لنتفق على أن أكون أنا بشارة الخوري وتكون أنت رياض الصلح». العودة إلى الأرشيف الشخصي لعون تحمل مفارقات مذهلة.
في 5 حزيران 2009 هاجم عون الحريري وقال: «الذين في الحكم حالياً أدركوا السر، خصوصاً مدرسة الحريري التي هي أسوأ مدرسة سياسية، لأنها قائمة على الفساد والإفساد. وفي 13 تشرين الثاني 2006 سبق حزب الله في الهجوم على المحكمة الدولية، وقال: «إنّ قرار حكومة السنيورة الموافقة على نظام المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري لا معنى له».
في 4 شباط 2011 قال عون: «الحريري هو أحد أركان مجموعة شهود الزور، وبالتالي القضية اصبحت خطرة جداً، حيث إنّ وليّ الدم هو أحد شهود الزور ويجب استجوابه واستجواب شهود الزور كافة».
في 17 آذار 2013 لم يجف الحبر على موقف آخر لعون حيث قال: «الحريرية السياسية اورثتنا فساداً في القضاء والادراة والامن». واضاف: «امامنا طريق طويل لاصلاح الاهمال الذي حصل في عهدهم». وتابع: «تسلّمنا إرثاً ثقيلاً من سرقات اموال وسطو على الحقوق».
بعد كلّ ما قيل من ابراء وافتراء غير مستحيل، حصلت معجزة اللقاء بين الحريري وعون، ووضع الجنرال أرشيفه في الأرشيف. غابت لغة الاتهام بالفساد، وأصبح الحريري داعية انفتاح وسلام، ولم يعد يفصل عن الاستحقاق الرئاسي أكثر من أسابيع. وسيبقى السؤال: ماذا لو لم يحصل الاتفاق، وماذا لو لم يؤيد الحريري ترشيح عون للرئاسة؟ هل سيفتح عون الأرشيف مجدداً؟
وهل ستبقى لهذه المواقف الصدقية الكافية، لدى كل من راقب ما حصل منذ انفتاح عون على الحريري؟ وهل أنّ الاتهام بالفساد والتطرف، هو مجرد عدة شغل رئاسية، تطوى وتشهر في التوقيت الملائم؟ وكيف يمكن لمصلح وتغييري أن يحاور «فاسداً» حين تدعو الحاجة، ليعود فيهاجمه، عندما لا تتحقق الأهداف؟
في التصريح نفسه يقول عون: «تبين لنا في حوارنا مع تيار «المستقبل» أنّ هناك خلافات جذرية حول مفهوم الشراكة والتوازن في السلطة». وأضاف: «كان رفيق الحريري يزور السيد حسن نصرالله كل ليلة، فسألت يومها السفير جيفري فيلتمان: لماذا هذا الامر ممنوع علي؟
ربما لأنه (الحريري) كان يخبرهم تقديرات ومعلومات وغيرها من الأمور بعد كل لقاء لكي لا نقول أكثر... عشرات مليارات الدولارات مفقودة. وهذا مال مسروق. يتصرفون بالضرائب خوة يضعونها في جيبهم. سنقول لهم إنّ الحقيقة ستظهر».
في كثير من مآثر تلك المعركة مع الحريرية السياسية، بدا عون في حال انتقال سريع من موقع الحليف الى الخصم الشرس، من دون شرح الأسباب. لكنّ مصادفة واحدة كانت تحكم تلك المواقف الدافئة والهجومية: الاستحقاق الرئاسي. بعد اغتيال رفيق الحريري، كان الأول الذي اتهم النظام السوري بالمسؤولية عن الاغتيال، عبر قناة فرنسية شهيرة. كان الأول الذي اعتبر رفيق الحريري شهيد كل لبنان.
لكن لما عاد الى لبنان، انقلبت تلك المواقف الى النقيض، وبغض النظر عن الأسباب، فإنّ التحول الذي تشهده مواقف عون الحمائمية، قبل الاستحقاق الرئاسي تشي بأنه، ما زال يحلم بالمعادلة التي حاول إقناع الحريري بها، عندما زاره في الرابية: «تعالَ لنتفق على أن أكون أنا بشارة الخوري وتكون أنت رياض الصلح». العودة إلى الأرشيف الشخصي لعون تحمل مفارقات مذهلة.
في 5 حزيران 2009 هاجم عون الحريري وقال: «الذين في الحكم حالياً أدركوا السر، خصوصاً مدرسة الحريري التي هي أسوأ مدرسة سياسية، لأنها قائمة على الفساد والإفساد. وفي 13 تشرين الثاني 2006 سبق حزب الله في الهجوم على المحكمة الدولية، وقال: «إنّ قرار حكومة السنيورة الموافقة على نظام المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري لا معنى له».
في 4 شباط 2011 قال عون: «الحريري هو أحد أركان مجموعة شهود الزور، وبالتالي القضية اصبحت خطرة جداً، حيث إنّ وليّ الدم هو أحد شهود الزور ويجب استجوابه واستجواب شهود الزور كافة».
في 17 آذار 2013 لم يجف الحبر على موقف آخر لعون حيث قال: «الحريرية السياسية اورثتنا فساداً في القضاء والادراة والامن». واضاف: «امامنا طريق طويل لاصلاح الاهمال الذي حصل في عهدهم». وتابع: «تسلّمنا إرثاً ثقيلاً من سرقات اموال وسطو على الحقوق».
بعد كلّ ما قيل من ابراء وافتراء غير مستحيل، حصلت معجزة اللقاء بين الحريري وعون، ووضع الجنرال أرشيفه في الأرشيف. غابت لغة الاتهام بالفساد، وأصبح الحريري داعية انفتاح وسلام، ولم يعد يفصل عن الاستحقاق الرئاسي أكثر من أسابيع. وسيبقى السؤال: ماذا لو لم يحصل الاتفاق، وماذا لو لم يؤيد الحريري ترشيح عون للرئاسة؟ هل سيفتح عون الأرشيف مجدداً؟
وهل ستبقى لهذه المواقف الصدقية الكافية، لدى كل من راقب ما حصل منذ انفتاح عون على الحريري؟ وهل أنّ الاتهام بالفساد والتطرف، هو مجرد عدة شغل رئاسية، تطوى وتشهر في التوقيت الملائم؟ وكيف يمكن لمصلح وتغييري أن يحاور «فاسداً» حين تدعو الحاجة، ليعود فيهاجمه، عندما لا تتحقق الأهداف؟
الجمهورية - 11 آذار 2014
إرسال تعليق