كتبت ماري حدشيتي - بينما يستعد جنرال الرابية العماد ميشال عون لزيارة المملكة العربية السعودية ولقاء المسؤولين فيها وفي طليعتهم العاهل السعودي بعد فتح قنوات التواصل مع تيار المستقبل ولقاء سعد الحريري علقت اوساط معارضة لرئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بأنه كغيره من سائر السياسيين اللبنانيين لا يحسنون قراءة الاوضاع الاقليمية والدولية وحتى المحلية.
اذ انهم ما ان تنقلب الرياح حتى ينقلبون معها وكأن الدور السوري في معركة رئاسة الجمهورية اللبنانية قد فقد فعاليته متناسين بان النجاحات العسكرية التي يحرزها الجيش العربي السوري ومعه قوات الدفاع السورية و «حزب الله» قد غيرت من المعادلات العسكرية على الارض السورية وهذا ما سينعكس على مؤتمرات جنيف الثالث والرابع والخامس حتى العاشر لان من يسيطر على الارض يسيطر على الموقف السياسي ويفرض الشروط التي تلائمه.
وتتابع الاوساط بان شهوة عون لمنصب رئاسة الجمهورية جعلته يفقد شيئا من توازناته السياسية وبالاخص مع حلفائه معتبرا ان ما حققه على صعيد تأليف الحكومة السلامية والتي لم تنل الثقة بعد حيث التأجيل سيتبعه تأجيل اخر وبالاخص لجهة عدم الاتفاق على ادراج بند المقاومة في البيان الوزاري وبان حصة عون في هذه الحكومة التي لن تبصر النور قد يضعف من علاقاته مع حلفائه قبل خصومه كما تتابع الاوساط بان الساحة المسيحية لن تكون بمنأى عن تداعيات الانتصارات العسكرية للنظام السوري وحلفائه على المستوى الامني او على المستوى السياسي مما يجعل خارطة الطريق اللبنانية مختلفة كليا عما كانت عليه سابقا.
وتضيف الاوساط بان المرحلة القادمة هي مرحلة تحولات اقليمية وعربية ولبنانية قد تجمع اضداد الامس ليصبحوا حلفاء اليوم. اما فيما يتعلق بورقة التفاهم التي ابرمها ميشال عون مع «حزب الله» في كنيسة مار مخايل فتقول الاوساط «فليبلها ويشرب ميَتها» خصوصا بعد ان تحول عون الى صورة طبق الاصل وشبيهاً بالزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط الذي لا يثبت على موقف وبان ما يصرّحه في الصباح يغيّره في المساء ويسير حسب اتجاه الريح.
لكن تتساءل الاوساط هل يتحمل عون تداعيات المرحلة القادمة واعاصيرها على الساحة اللبنانية في ظل اجواء لبنانية ملبدة بغيوم الفراغ وعدم الاتفاق على بند المقاومة مما يعني سقوط حكومة سلام لكن الايام المقبلة هي الكفيلة بالاجابة على هذه الاسئلة.
الديار 11 آذار 2014
إرسال تعليق