0
كتبت هيام عيد - رسمت الثقة النيابية التي حصلت عليها حكومة الرئيس تمام سلام حدودا لنهاية مرحلة «الفراغ». وبداية لمرحلة العمل والانتاجية السياسية والامنية قبل اي نشاط آخر، ومن ابرز العناوين للمرحلة الجديدة هو الاستحقاق الرئاسي الذي بات على سكة التفاوض المحلي والاقليمي كما الدولي ولو حرصت الادارة الاميركية على الاعلان وبشكل «مبكر» عن تنحيها عن هذا الملف وعن دعمها اي من المرشحين المطروحين سواء المعلنين منهم او السريين. وبحسب مصادر ديبلوماسية متابعة للحراك الديبلوماسي في بيروت، فان تواتر المعلومات عن طبخات دولية وعربية واقليمية للتوصل الى مرشح يحظى بتأييد غالبية عواصم القرار المعنية بالانتخابات الرئاسية، يشير الى ان الاستحقاق قد فتح منذ ما قبل طرحه على هامش جلسات الثقة النيابية ومناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب اول من امس.

وقالت المصادر ان التأكيد اللبناني على رفض التمديد والصادر من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والتهيئة النيابية الرسمية لمقاربة الاستحقاق في المهلة الدستورية المحددة، قد قطعا الطريق على خيار الفراغ الرئاسي ايضا. ذلك ان اعلان الرئيس نبيه بري، سيبدأ اعتبارا من الاسبوع المقبل الاتصالات مع رؤساء الكتل النيابية الى جلسة يؤمن فيها ثلثي اعضاء مجلس النواب في الدورة الاولى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، هو بمثابة المؤشر الاولي على التوافق السياسي الداخلي على حتمية اجراء الاستحقاق الرئاسي وعدم ترك موقع الرئاسة معرضا للفراغ وذلك بصرف النظر عن كل التحديات الحاضرة في كل المجالات.

وفي الوقت الذي قرأت فيه المصادر الديبلوماسية كلام الرئيس السوري بشار الاسد حول الرئيس «الممانع» دلالة على ان باب الاستحقاق قد فتح اقليميا، وجدت ان كل المواقف المتتالية منذ صدور هذا الكلام وهي بمثابة الردود المباشرة على الانخراط الخارجي في هذا الاستحقاق ولو انها اتت من باب التأكيد على حتمية اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري وليس اكثر.

كما اعتبرت المصادر ان مداخلات النواب في اليومين الماضيين برزت وفي الجانب الاستعراض فيها، وكأنها «بروفة» للمواقف المتخذة من قبل الكتل الكبيرة ازاء الاستحقاق من خلال تحديد المواصفات المطلوبة للرئيس العتيد والتي تجيب وتؤمن التطلعات المطروحة سياسيا وامنيا واجتماعيا واقتصادياً. كذلك رأت في بعض الكلمات النيابية عملية خلط اوراق بفعل دعوات الانفتاح بين اطراف متخاصمة من جهة وعملية رد مباشر على حركات انفتاح سجلت قبل تشكيل الحكومة ما بين خصوم سياسيين في الداخل كما في الخارج من جهة اخرى.

وكشفت المصادر الديبلوماسية ان سفراء عرب وغربيين تابعوا باهتمام هذه الدعوات الانفتاحية وقرأت فيه مؤشرات على ان السباق الفعلي قد انطلق على الساحة الداخلية، لكنها لمست ايضا ان الخلافات عميقة بين الفرقاء السياسيين على الرغم من نوايا التعاون التي اعلنها البعض والتي قد تكون مرتبطة بالاستحقاق المقبل. 

ووجدت ان الحوار المباشر قد يشكل المدخل الضروري للوصول الى مقاربة هادئة للانتخابات الرئاسية، موضحة انه على الرغم من الحملات التي يتعرض لها الرئيس سليمان والتي طالت دعوته للحوار الوطني في قصر بعبدا، فان استئناف جلسات الحوار يمهد الساحة لطرح خيارات التوافق وتشجيع الانفتاح بين كل الاطراف خصوصا بعدما اكدت عملية تشكيل الحكومة ان شكل التحالفات السياسية قد خضع لبعض التعديلات وان هذا التبدل مرشح لان يتطور الى رسم خارطة سياسية جديدة على الساحة الداخلية ومن دون ان يكون هذا الواقع منعزلا عن الازمة السورية التي تلقي اصداء قوية على مجمل المعادلة السياسية المحلية وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي.وتوقعت المصادر ان تنسحب آليات تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام على الاستحقاق المقبل وان تأخذ عملية الاتفاق على مرشح توافقي الفترة الطويلة ذاتها التي تطلبتها ولادة الحكومة.

الديار 22\3\2014

إرسال تعليق

 
Top