عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الاوضاع في لبنان. وفي نهاية الاجتماع اصدرت بيانا تلاه النائب هادي حبيش، وجاء فيه:
"اولا: توقفت الكتلة امام معاني وخلاصات حلول الذكرى التاسعة لانتفاضة الاستقلال الثاني التي انطلقت في الرابع عشر من آذار 2005 حين خرج الشعب اللبناني الى ساحة الحرية ليقول: لا للاستبداد والتسلط والوصاية والهيمنة على قرار وارادة اللبنانيين. لا لجرائم اغتيال قادة لبنان. نعم للحقيقة والعدالة، نعم للحرية والديمقراطية والدولة المدنية والتداول السلمي للسلطة.
ان كتلة المستقبل، التي تستذكر معاني هذه المناسبة تعيد التأكيد مع باقي مكونات تحالف قوى 14 آذار، على اهداف هذه الانتفاضة المجيدة والمباركة للشعب اللبناني بكل معانيها والقيم التي قامت عليها، وتؤكد على التمسك بكل الاسس والمنطلقات التي قامت عليها انتفاضة الاستقلال.
ان هذه المناسبة، تعيد احياء ذكريات الالم والفخر بالشهداء الابطال، شهداء الاستقلال الثاني، انطلاقا من الشهيد الكبير رفيق الحريري، مرورا بقافلة الشهداء الابطال، وصولا الى الشهيد محمد شطح، وهم الشهداء الذين ضحوا بارواحهم والآخرون الذين عانوا وعائلاتهم من اجل ان يبقى لبنان وتبقى انتفاضة شعبه المباركة الخلاقة مستمرة في وجه الطغيان والاحتلال وقوى الظلام والاستبداد والتخريب والتطرف.
ان كتلة المستقبل، تقف في هذه المناسبة، متكافلة متضامنة، مع احزاب وقيادات وشخصيات وجماهير 14 آذار، لتقول اننا على العهد مستمرون من اجل لبنان العربي السيد الحر المستقل الديموقراطي المدني، في مواجهة احزاب الهيمنة والتسلط وفي مواجهة محاولات تمدد دول الوصاية والعدوان وفي مواجهة كيانات الاحتلال والاغتصاب والتمييز العنصري، وفي مواجهة موجات التطرف والتكفير والارهاب.
إن قوى 14 آذار لن تتراجع عن التزامها بقضية لبنان وستظل تناضل من اجل تحقيق اهداف الشعب اللبناني الذي قام بهذه الانتفاضة ليعبر عن ذاته وطموحه، ويثبت حضوره ويحافظ على بلده واستقلاله.
ثانيا: توقفت الكتلة امام ما وصلت اليه اجتماعات لجنة صياغة البيان الوزاري وما كشفته النقاشات عن مواقف قوى الثامن من آذار. ان كتلة المستقبل يهمها في هذا الإطار التأكيد على النقاط التالية:
1- ان مرحلة الاشهر المقبلة هي مرحلة اساسية وضرورية لانتقال لبنان من عهد الى عهد عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية ومن الضروري ان تواكب هذه المرحلة حكومة تحمي لبنان وتمنع عنه انعكاسات الازمة السورية بكل ابعادها.
2- ان الشعب اللبناني الذي يعاني من احوال صعبة في الحفاظ على مستوى ونوعية عيشه وفي تنمية اقتصاده، وسط تراجع كبير بالامن وعدم الاحساس بالامان، يطمح للوصول الى حكومة تعيد الاعتبار للدولة ومؤسساتها وتقوم برعاية مصالحه الامنية والاقتصادية والوطنية والسياسية.
3- ان البيان الوزاري للحكومة العتيدة يجب ألا يتجاهل اعلان بعبدا ولا يحمل أوزار معادلات تخطاها الزمن وأتت بنتائج سلبية على الدولة والسيادة والسلم الاهلي، كما انه لا يمكن تجاهل اهمية مقاومة لبنان لاسرائيل وعدوانها واحتلالها للاراضي اللبنانية على ان يكون ذلك في كنف الدولة التي تمثل كل اللبنانيين وفي اطار مرجعيتها العامة، باعتبارها صاحبة السيادة ومكان اجتماع كل المكونات والارادات الوطنية.
4- ان كتلة المستقبل تعتبر ان مهلة الشهر التي حددها الدستور للحكومة من اجل انجاز بيانها الوزاري هي مهلة من اجل الحض والحث على انجاز البيان والانطلاق الى العمل وليست مهلة اسقاط، تعتبر بموجبها الحكومة مستقيلة، ولا سيما ان الدستور قد حدد في مادة اخرى الحالات التي تعتبر فيها الحكومة مستقيلة والتي لم تشمل حالة عدم إنجاز البيان الوزاري في مهلة الثلاثين يوما.
ثالثا: تحيي الكتلة المواقف الوطنية التي اطلقها ويطلقها فخامة رئيس الجمهورية وآخرها ما ورد منها خلال جولة في الجنوب اليوم وتكرر الكتلة ادانتها للدرك الذي بلغه البعض في حملته على رمز البلاد ورئيسها.
رابعا: تكرر الكتلة مطالبتها حزب الله بالانسحاب الفوري من سوريا حقنا لدماء اللبنانيين الذي يسقطون فيها وحماية لكل لبنان من التداعيات الأمنية والاقتصادية لهذه المغامرة المجنونة لأن من يقاتل شعبا عربيا خارج لبنان وعلى أرض غير لبنانية لمصلحة نظام غير لبناني لا يمكن له في أي حال من الأحوال أن يزعم لنفسه صفة المقاومة.
خامسا: تتوجه الكتلة بالتهنئة الحارة الى الشعبين السوري واللبناني والى المسيحيين على وجه الخصوص، لمناسبة نجاح عملية اطلاق سراح راهبات معلولا وتأمل استكمالها بإطلاق سراح المخطوفين الآخرين وفي مقدمتهم المطرانان ابراهيم واليازجي، وتعتبر الكتلة أن عملية اطلاق السراح تركت ارتياحا كبيرا في المنطقة.
ان كتلة المستقبل تعتبر ان عملية احتجاز الراهبات من معلولا لم تكن في مصلحة الثورة السورية ولا في مصلحة قضايا الشعب السوري الذي يعاني من البطش والقتل والاجرام، بل ان هذه الجريمة كانت في خدمة اهداف النظام القاتل الذي يحاول استثمار هذه الجريمة لمصلحته وفي العمل على تشويه اهداف الثورة السورية التي تعمل من اجل مستقبل افضل لسوريا وللسوريين ولتحرير الشعب السوري من تسلط النظام الذي اختطف إرادته في تحقيق الحرية والكرامة.
سادسا: تتوجه الكتلة بالتهنئة لنجاح عملية اطلاق سراح الطفل ميشال الصقر الذي اختطف على ايدي عصابات الاجرام وقطاع الطرق من مدينة زحلة.
ان كتلة المستقبل تعتبر ان جريمة اختطاف الطفل ميشال الصقر هي واحدة من جرائم علنية تجري في لبنان بحماية سلاح الامر الواقع الذي يحتمي بنفوذ ووهج سلاح حزب الله، ويتسبب بتفاقم حالة التسيب والفلتان والتجاوز على القانون.
ان هذه التجربة المؤلمة التي عاشها اللبنانيون واهالي زحلة وعائلة الطفل ميشال الصقر، تدل على اهمية ان يتولى الجيش والقوى الامنية، ملاحقة هؤلاء المجرمين لأي جهة انتموا وتطهير تلك المنطقة من إجرامهم، كما تدل على اهمية ان تكون الدولة هي صاحبة الحق الحصري في السيادة وحمل السلاح لفرض القانون والنظام".
13\3\2014
إرسال تعليق