كتبت رنا اسطيح - بعد إصدار المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بياناً اعتبر فيه أنّ ما ورد في حلقة برنامج «نهاركم سعيد» على شاشة LBCI التي استضافت فيها الإعلامية ديما صادق المحلل السياسي سالم زهران هو «سقطة إعلامية ومساس بعقيدة مقدّسة»، رفضت صادق في حديث لـ»الجمهورية» الردّ على البيان أو الدخول في أيّ سجال ديني، مؤكّدةً في المقابل رفضها «تدخّل أيّ سلطة في الصحافة وحرّيتها».
يكفي أن تنشر ديما صادق عبارةً واحدةً على صفحتها الخاصّة على موقع «فايسبوك» لتنتشر التعليقات بالمئات. وبين تأييدٍ ومعارضةٍ وتخوينٍ وتصفيق، تنقسم الآراء على هذا المنبر الافتراضي، ليضحي مرآةً لشارع لبناني تمزّقه الاصطفافات وآخر عربي تنهش لحم أبنائه النعرات.
ربما لم تشهد الشاشة الفضيّة إعلاميةً تثير الجدل مثل ديما وتجذب الآراء المتضاربة بمقدارها، بدءاً بالشكل الذي حطّم صورة مذيعة الأخبار التقليدية، مروراً بنجومية كنا نظنّها محصورةً في الخانة الفنية، وصولاً إلى شراسةٍ لا تعرف مهادنةً في الدفاع عن الرأي الآخر، مهما كان.
هكذا استطاعت ديما أن تصبح حالةً خاصّةً بين الإعلاميات اللبنانيات وهي حالةٌ قد يكون البعض راهن على انتهائها سريعاً ليخيب ظنّهم، فتراها تكرّس وجودها يوماً بعد يوم كواحدةٍ من أبرز المحاورات السياسيات على الساحة المحليّة.
اليوم تتعرّض ديما لزوبعةٍ جديدةٍ على أثر إصدار «هيئة التبليغ الديني» في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بياناً اعتبرت فيه أنّ ما ورد في برنامج «نهاركم سعيد» في الحلقة التي استضافت فيها صادق المحلل السياسي سالم زهران في 8 آذار الماضي هو «تعرّض لإسلام أبو طالب بن عبد المطلب عمّ النبي محمد، وسقطة إعلاميةً تشكلّ ضرراً على الصعيد العام ومساساً بعقيدة مقدّسة». وقد طالبت الهيئة بـ «تصحيح هذا الخطأ» لكي لا تضطر إلى اعتبار بيانها «إخباراً للنيابة العامة»!
في حديثها لـ «الجمهورية» تؤكّد ديما: «لا ردّ لدي على بيان المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى. أنا لست معنيّةً بالردّ أبداً وكلّ ما أعرفه هو أنّ الخناق بدأ يضيق كثيراً على الصحافة. لن أدخل في أيّ سجال مع الدين وأرفض تدخّل أي سلطة في الصحافة وحرّيتها». وتضيف: «شو خصّ النيابة العامّة بحلقة تلفزيونية. يا ريت حدا يشرحلي».
وعما اعتبره البيان «سقطةً إعلاميةً»، رفضت ديما أيضاً الردّ واكتفت بالقول: «كل ما أعرفه هو أنني مع الحرّيات الإعلامية المقدّسة. والأكيد أننا لم نتعرّض لأيّ من الديانات ولا بأيّ شكل من الأشكال. «ليه كل ما دَقّ الكوز بالجرّة» يُقال نيابة عامّة. هذا أمر مؤسف جداً جداً جداً. أنا ضد التعرّض للحريات عامّةً ولحريّة التعبير في المطلق، فالأمر مُدان سواء أكنت معنيةً به أم لا، ولا يحق لأيّ سلطة أن تقمع حرّية الرأي والتعبير».
وعن التفاعل الكبير الذي تشهده صفحتها الرسمية على موقع «فايسبوك» تقول: «أنشر ما أريد قوله وأترك للناس التعليق. وأدّعي أنني أقرأ جزءاً كبيراً من التعليقات، أو ربما 90 في المئة منها، ولكنني لا أعلّق أو أدخل في سجال مع أحد، لأنّ الهدف ليس الشجار مع الناس أو تغيير رأيهم، وإنما الاستماع إلى كلّ الآراء.
فمواقع التواصل الاجتماعي تشكّل اليوم مؤشّراً حقيقياً لمعرفة اتجاهات الشارع ونبضه العفوي والصادق بعيداً من التنميق. وهذا يساعدني لمعرفة الجو العام والإفادة منه في عملي».
ولكنّ التعليقات تشتدّ أحياناً بحسب انتماء الضيف السياسي ومعارضة أو تأييد المعلِّق لخطّه، فهل تكون ضحيّة لون ضيفها؟ تجيب:»لا أحب كلمة ضحيّة، ففي النهاية هذا رأيه كمشاهد ولا يمكن أحد أن يكون ضحية رأي، ولكنّ التعليقات السلبية قد لا تكون على الأداء نفسه وإنما نابعة من رأي مسبق في المقدّم أو الضيف».
وعن العبارة الشهيرة التي كتبتها على صفحتها وأثارت موجةً من التساؤلات وتقول فيها «أهم شي إنتو عارفين حالكن على Wall عن مين عم تكتبوا؟!»، تكشف ضاحكةً أنّ الأمر لا يتخطّى كونه من باب المزاح وغمزاً لما قاله الوزير نهاد المشنوق عندما توجّه إلى أحد المواطنين بالقول: «إنتَ مش عارف حالك مع مين عم تحكي».
وتضيف: «فكّرت كثيراً قبل أن أكتب هذه العبارة وهي لا تعبّر عن موقف سياسي من أحد لأنني أحرص على عدم إبداء الرأي في أيّ شخص من الطاقم السياسي، وما كتبته جاء من باب التعليق على كلام غير مقبول من مسؤول تجاه مواطن. وهذا بغضّ النظر طبعاً عن انتمائه السياسي».
«مُحامية الشيطان»
وديما التي تحرص على أن لا يكون حوارها نزهةً لطيفةً يقوم بها السياسي لتمرير آرائه بسهولة، من دون نقاش، تلعب دوماً دور محامية الشيطان لتبيان الرأي والرأي الآخر. في هذا الخصوص تؤكّد: «لم أسمح لنفسي يوماً أن أعلن رأيي بالاصطفاف السياسي الحاصل».
وتضيف: «كلّ جمهور «8 آذار» يحلف يميناً أنني مع « 14 آذار» فيما جمهور هذا الأخير يكاد يقسم أنني شبّيحة ومع نظام الأسد. «أنا ما بقول رأيي لا بـ 8 ولا بـ 14» ولم أفعل يوماً. الموقف الوحيد الذي أعلنته كان في مقابلة سابقة أجريتِها معي لـ»الجمهورية» أعربت فيها عن دعمي للثورة السورية ولكل الثورات في العالم العربي وحق كل الشعوب العربية المقموعة بأن تنتفض على السلطة البالية والمهترئة.
هذا الموقف الوحيد الذي أعلنته لأنني فضّلت الإنسانية على الموضوعية لأنه لم يعد جائزاً السكوت عن المجازر الإنسانية التي تحصل. وفي ما عدا ذلك لا أعطي رأيي أبداً في الداخل اللبناني».
لا انتماء طائفيّاً لديّ
وهل تدعو الى العلمانية في لبنان؟ تجيب صادق: «بالطبع أدعو للعلمانية ولإلغاء النظام الطائفي. هذا ما أؤمن به». وعما إذا كان ذلك يتعارض مع انتمائها الطائفي، تقول: «لا انتماء طائفيّاً لدي. ليش شو إنتمائي الطائفي؟ لا أعرف، ما عندي فكرة. ماذا تعني الطائفة؟ أرفض رفضاً تاماً التعريف عنّي ككائن طائفي. هذا لا أقبله أبداً».
بأيّ لبنان تحلم ديما إذاً؟ تجيب: «لبنان اللاطائفي ولبنان العدالة الاجتماعية والاقتصادية ولبنان اللاذكورية، والحريّات الشخصية ولبنان حيث الفرد هو القيمة المطلقة».
ولكنّ آراء ديما لا تقتصر على الموضوعات السياسية وحدها وإنما تتخطّاها لتنسحب صراحتها على الموضوعات الاجتماعية أيضاً، فكانت من أوّل المغرّدين دعماً للبطلة اللبنانية جاكي شمعون التي أثار تعرّيها جدلاً واسعاً. «إن لم أكن مخطئة ربما كنت الأولى في دعمها... ولم أتردّد في إظهار هذا الدعم أبداً لأنها إنسانة حرّة في ما تفعل والحريّة الفردية أمر مقدّس».
لا تنكر ديما أنّ دعمها لجاكي دفع كثيرين ال التهجّم عليها. «بعضهم نشر تعليقات قال فيها بسخرية «ليه ما بتعملي متلها» وأمور من هذا القبيل، ولكن في رأيي هذا ألف باء حريّة الرأي والتعبير، وإن قلت إنها حرّة وهذا حقها فهذا لا يعني أنني من رأيها. الأمر أشبه بشخص يحب الشوكولا «صحتين عقلبو» ولكن أنا قد لا أحب الشوكولا وهذا لا يسمح لي بأن أحاسب الآخر المختلف عنّي. هي مرتاحة مع جسدها ومجتمعها بأن تتعرّى كما فعلت، لذا أنا أحييها وأحترمها وأتمتّع بجمال الصور التي قدّمتها... إنها حريّة شخصيّة وهي حريّة مقدّسة».
المرأة الجميلة ليست غبية
وديما التي نالت لقب «الإعلامية الأكثر أناقةً» لعام 2013 بحسب تصويت الجمهور عبر مجلّة «سيّدتي»، تبدي سعادتها بهذا اللقب قائلةً :»شو زعلت؟ لا أكيد فرحت»، مفصحةً عن ولعها الكبير بالموضة.
وعما إذا بات الجمال يعتبر تهمةً اليوم تقول: «هناك مجتمع غير متصالح مع نفسه ولا يعرف ماذا يريد. إن كانت المرأة مثقفة وRosa Luxemburg عصرها يعتقد أنها حُكماً يجب أن لا تكون مهتمّةً بأناقتها وجمالها وإن كانت جميلة فهي حكماً غبية، في نظره. أنا لا أتحدّث عن نفسي ولا أدّعي شيئاً. ولكن ما الذي يمنع المرأة من جمع الناحيتين ولم الاصرار على هذه الصور النمطية؟».
طريق طويل
ماذا تقول ديما اليوم لمرآتها؟ وهل هي راضية عمّا حققته إلى اليوم؟ تجيب بعفوية: «ليش شو حققت؟» وتضيف: «أقول لها أوف كم ينبغي لي أن أعمل على تطوير نفسي وتحسينها.
الطريق ما زال طويلاً». وعما تقوله لمحبّيها ومنتقديها، تتوجّه إليهم قائلة: «هم متسامحون جداً لأنني أشعر بأنه ينبغي لي أن أبذل جهوداً كثيرة بعد لأستحق حبهم ودعمهم». ولمنتقديها تقول: «إن انتقدوني يعني أنني أعطيتهم سبباً ليفعلوا وأنّ هناك ثغرة معيّنة في مكان ما. أشكرهم على انتقادهم لأنه يفيدني بالتأكيد وأتمنّى أن أتحسّن».
وتختم ضاحكةً ردّاً على سؤال أخير: «والله العظيم مش تواضع. هذه واقعية»!
الجمهورية 14\3\2014
ربما لم تشهد الشاشة الفضيّة إعلاميةً تثير الجدل مثل ديما وتجذب الآراء المتضاربة بمقدارها، بدءاً بالشكل الذي حطّم صورة مذيعة الأخبار التقليدية، مروراً بنجومية كنا نظنّها محصورةً في الخانة الفنية، وصولاً إلى شراسةٍ لا تعرف مهادنةً في الدفاع عن الرأي الآخر، مهما كان.
هكذا استطاعت ديما أن تصبح حالةً خاصّةً بين الإعلاميات اللبنانيات وهي حالةٌ قد يكون البعض راهن على انتهائها سريعاً ليخيب ظنّهم، فتراها تكرّس وجودها يوماً بعد يوم كواحدةٍ من أبرز المحاورات السياسيات على الساحة المحليّة.
اليوم تتعرّض ديما لزوبعةٍ جديدةٍ على أثر إصدار «هيئة التبليغ الديني» في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بياناً اعتبرت فيه أنّ ما ورد في برنامج «نهاركم سعيد» في الحلقة التي استضافت فيها صادق المحلل السياسي سالم زهران في 8 آذار الماضي هو «تعرّض لإسلام أبو طالب بن عبد المطلب عمّ النبي محمد، وسقطة إعلاميةً تشكلّ ضرراً على الصعيد العام ومساساً بعقيدة مقدّسة». وقد طالبت الهيئة بـ «تصحيح هذا الخطأ» لكي لا تضطر إلى اعتبار بيانها «إخباراً للنيابة العامة»!
في حديثها لـ «الجمهورية» تؤكّد ديما: «لا ردّ لدي على بيان المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى. أنا لست معنيّةً بالردّ أبداً وكلّ ما أعرفه هو أنّ الخناق بدأ يضيق كثيراً على الصحافة. لن أدخل في أيّ سجال مع الدين وأرفض تدخّل أي سلطة في الصحافة وحرّيتها». وتضيف: «شو خصّ النيابة العامّة بحلقة تلفزيونية. يا ريت حدا يشرحلي».
وعما اعتبره البيان «سقطةً إعلاميةً»، رفضت ديما أيضاً الردّ واكتفت بالقول: «كل ما أعرفه هو أنني مع الحرّيات الإعلامية المقدّسة. والأكيد أننا لم نتعرّض لأيّ من الديانات ولا بأيّ شكل من الأشكال. «ليه كل ما دَقّ الكوز بالجرّة» يُقال نيابة عامّة. هذا أمر مؤسف جداً جداً جداً. أنا ضد التعرّض للحريات عامّةً ولحريّة التعبير في المطلق، فالأمر مُدان سواء أكنت معنيةً به أم لا، ولا يحق لأيّ سلطة أن تقمع حرّية الرأي والتعبير».
وعن التفاعل الكبير الذي تشهده صفحتها الرسمية على موقع «فايسبوك» تقول: «أنشر ما أريد قوله وأترك للناس التعليق. وأدّعي أنني أقرأ جزءاً كبيراً من التعليقات، أو ربما 90 في المئة منها، ولكنني لا أعلّق أو أدخل في سجال مع أحد، لأنّ الهدف ليس الشجار مع الناس أو تغيير رأيهم، وإنما الاستماع إلى كلّ الآراء.
فمواقع التواصل الاجتماعي تشكّل اليوم مؤشّراً حقيقياً لمعرفة اتجاهات الشارع ونبضه العفوي والصادق بعيداً من التنميق. وهذا يساعدني لمعرفة الجو العام والإفادة منه في عملي».
ولكنّ التعليقات تشتدّ أحياناً بحسب انتماء الضيف السياسي ومعارضة أو تأييد المعلِّق لخطّه، فهل تكون ضحيّة لون ضيفها؟ تجيب:»لا أحب كلمة ضحيّة، ففي النهاية هذا رأيه كمشاهد ولا يمكن أحد أن يكون ضحية رأي، ولكنّ التعليقات السلبية قد لا تكون على الأداء نفسه وإنما نابعة من رأي مسبق في المقدّم أو الضيف».
وعن العبارة الشهيرة التي كتبتها على صفحتها وأثارت موجةً من التساؤلات وتقول فيها «أهم شي إنتو عارفين حالكن على Wall عن مين عم تكتبوا؟!»، تكشف ضاحكةً أنّ الأمر لا يتخطّى كونه من باب المزاح وغمزاً لما قاله الوزير نهاد المشنوق عندما توجّه إلى أحد المواطنين بالقول: «إنتَ مش عارف حالك مع مين عم تحكي».
وتضيف: «فكّرت كثيراً قبل أن أكتب هذه العبارة وهي لا تعبّر عن موقف سياسي من أحد لأنني أحرص على عدم إبداء الرأي في أيّ شخص من الطاقم السياسي، وما كتبته جاء من باب التعليق على كلام غير مقبول من مسؤول تجاه مواطن. وهذا بغضّ النظر طبعاً عن انتمائه السياسي».
«مُحامية الشيطان»
وديما التي تحرص على أن لا يكون حوارها نزهةً لطيفةً يقوم بها السياسي لتمرير آرائه بسهولة، من دون نقاش، تلعب دوماً دور محامية الشيطان لتبيان الرأي والرأي الآخر. في هذا الخصوص تؤكّد: «لم أسمح لنفسي يوماً أن أعلن رأيي بالاصطفاف السياسي الحاصل».
وتضيف: «كلّ جمهور «8 آذار» يحلف يميناً أنني مع « 14 آذار» فيما جمهور هذا الأخير يكاد يقسم أنني شبّيحة ومع نظام الأسد. «أنا ما بقول رأيي لا بـ 8 ولا بـ 14» ولم أفعل يوماً. الموقف الوحيد الذي أعلنته كان في مقابلة سابقة أجريتِها معي لـ»الجمهورية» أعربت فيها عن دعمي للثورة السورية ولكل الثورات في العالم العربي وحق كل الشعوب العربية المقموعة بأن تنتفض على السلطة البالية والمهترئة.
هذا الموقف الوحيد الذي أعلنته لأنني فضّلت الإنسانية على الموضوعية لأنه لم يعد جائزاً السكوت عن المجازر الإنسانية التي تحصل. وفي ما عدا ذلك لا أعطي رأيي أبداً في الداخل اللبناني».
لا انتماء طائفيّاً لديّ
وهل تدعو الى العلمانية في لبنان؟ تجيب صادق: «بالطبع أدعو للعلمانية ولإلغاء النظام الطائفي. هذا ما أؤمن به». وعما إذا كان ذلك يتعارض مع انتمائها الطائفي، تقول: «لا انتماء طائفيّاً لدي. ليش شو إنتمائي الطائفي؟ لا أعرف، ما عندي فكرة. ماذا تعني الطائفة؟ أرفض رفضاً تاماً التعريف عنّي ككائن طائفي. هذا لا أقبله أبداً».
بأيّ لبنان تحلم ديما إذاً؟ تجيب: «لبنان اللاطائفي ولبنان العدالة الاجتماعية والاقتصادية ولبنان اللاذكورية، والحريّات الشخصية ولبنان حيث الفرد هو القيمة المطلقة».
ولكنّ آراء ديما لا تقتصر على الموضوعات السياسية وحدها وإنما تتخطّاها لتنسحب صراحتها على الموضوعات الاجتماعية أيضاً، فكانت من أوّل المغرّدين دعماً للبطلة اللبنانية جاكي شمعون التي أثار تعرّيها جدلاً واسعاً. «إن لم أكن مخطئة ربما كنت الأولى في دعمها... ولم أتردّد في إظهار هذا الدعم أبداً لأنها إنسانة حرّة في ما تفعل والحريّة الفردية أمر مقدّس».
لا تنكر ديما أنّ دعمها لجاكي دفع كثيرين ال التهجّم عليها. «بعضهم نشر تعليقات قال فيها بسخرية «ليه ما بتعملي متلها» وأمور من هذا القبيل، ولكن في رأيي هذا ألف باء حريّة الرأي والتعبير، وإن قلت إنها حرّة وهذا حقها فهذا لا يعني أنني من رأيها. الأمر أشبه بشخص يحب الشوكولا «صحتين عقلبو» ولكن أنا قد لا أحب الشوكولا وهذا لا يسمح لي بأن أحاسب الآخر المختلف عنّي. هي مرتاحة مع جسدها ومجتمعها بأن تتعرّى كما فعلت، لذا أنا أحييها وأحترمها وأتمتّع بجمال الصور التي قدّمتها... إنها حريّة شخصيّة وهي حريّة مقدّسة».
المرأة الجميلة ليست غبية
وديما التي نالت لقب «الإعلامية الأكثر أناقةً» لعام 2013 بحسب تصويت الجمهور عبر مجلّة «سيّدتي»، تبدي سعادتها بهذا اللقب قائلةً :»شو زعلت؟ لا أكيد فرحت»، مفصحةً عن ولعها الكبير بالموضة.
وعما إذا بات الجمال يعتبر تهمةً اليوم تقول: «هناك مجتمع غير متصالح مع نفسه ولا يعرف ماذا يريد. إن كانت المرأة مثقفة وRosa Luxemburg عصرها يعتقد أنها حُكماً يجب أن لا تكون مهتمّةً بأناقتها وجمالها وإن كانت جميلة فهي حكماً غبية، في نظره. أنا لا أتحدّث عن نفسي ولا أدّعي شيئاً. ولكن ما الذي يمنع المرأة من جمع الناحيتين ولم الاصرار على هذه الصور النمطية؟».
طريق طويل
ماذا تقول ديما اليوم لمرآتها؟ وهل هي راضية عمّا حققته إلى اليوم؟ تجيب بعفوية: «ليش شو حققت؟» وتضيف: «أقول لها أوف كم ينبغي لي أن أعمل على تطوير نفسي وتحسينها.
الطريق ما زال طويلاً». وعما تقوله لمحبّيها ومنتقديها، تتوجّه إليهم قائلة: «هم متسامحون جداً لأنني أشعر بأنه ينبغي لي أن أبذل جهوداً كثيرة بعد لأستحق حبهم ودعمهم». ولمنتقديها تقول: «إن انتقدوني يعني أنني أعطيتهم سبباً ليفعلوا وأنّ هناك ثغرة معيّنة في مكان ما. أشكرهم على انتقادهم لأنه يفيدني بالتأكيد وأتمنّى أن أتحسّن».
وتختم ضاحكةً ردّاً على سؤال أخير: «والله العظيم مش تواضع. هذه واقعية»!
الجمهورية 14\3\2014
إرسال تعليق