0
كتب فؤاد أبو زيد - الإجماع الاوروبي المدعوم من واشنطن وموسكو والعديد من الدول العربية، على عدم انزلاق لبنان الى الأتون السوري، ودعم اعلان بعبدا بتحييد لبنان عن الصراعات العربية والدوليـة، ساهم حتى الآن في احتواء مختلف التداعيات على الداخـل اللبناني، منذ انطلاق «الربيع العربي» في عدد من الدول العربية، ونشوب الثورة في سوريا، التي كانت تداعياتها ونتائجها الاصعب على لبنان، خصوصا بعد انغماس حزب الله عسكرياً في بعـض الجبهات المفتوحة القريبة من الحدود اللبنانية، ومشاركة اعداد من الجهات السلفية اللبنانية في دعم التنظيمات الدينية المتطرفة، الاّ ان التطورات العسكرية التي ادّت منذ ايام قليلة الى احتلال بلدة يبرود وبعض القرى التابعة لها بجهد مشترك بين عناصر من حزب الله وقوات النظام السوري، وانهيار التفاهم بين دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية، وبين روسيا على خلفية انفصال شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا، وطلب انضمامها الى روسيا، اعادا القلق الى اللبنانيين والدولة معاً من عودة التوتر والتفجـيرات واعمال الاغتيالات وربما مواجـهات بين مسلحين سوريين محصـنين في منطقـة السلسلة الشرقية الشديدة الوعورة وبين قرى ذات غالبية شيعية قريبة منهم، تتعرّض الى قصف شبـه يومي منذ سقوط يبرود، اضافة الى استمرار نزوح الاف السوريين الى لبنان، مع ما يحملون من حقد وغضب وقهر، واحتمال عودة المخيمات الفلسطينية الى التحرّك على خلفية نصرة اخوانهم في المذهب وفي مخيم اليرموك، ولجوء المتطرفين الاسلاميين الى تفخيخ السيارات في مخيمات معيّنة وتسليمها الى انتحاريين لتفجيرها في مجمّعات سكنية او ضد مراكز للجيش اللبناني، على مـا هددت منذ يومين جبهة النصرة، وفوق هذا كلّـه بدأت تلوح في الافق ملامح حرب محتملة بين اسرائيل وسوريا وحزب الله تبدأ في الجولان وتمـتد الى داخل لبنان وداخل سوريا وربما الى غزّة ايضاً.


الصحافة في اسرائيل وفي اوروبا والولايات المتحدة الاميركية تضخّ يومياً العديد من التحقيقات والتصريحات التي تشعرك وكأن الحرب واقعة لا محالة، ولا ينقصها سوى شرارة ما تنطلق من الجولان او من جنوب لبنان، كما ان هناك تركيزاً خاصاً في عدد من وسائل الاعلام الخليجية المرئية منها والمكتوبة، عن امكان انهيار التهدئة السنية – الشيعية في لبنان، بدءاً من عرسال وطرابلس حيث الظروف الامنية والمذهبية حاضرة بقوة للاشتعال في اي لحظة، خصوصا مع استمرار محاصرة عرسال وتبادل القصف والقنص في مدينة طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة، من هنا يمكن تفسير العجلة في خلال الايام القليلة الماضية على التفاهم في ما خصّ البيان الوزاري والبدء في مناقشته اليوم وغداً في مجلس النواب لاقراره بسرعة وبأكثرية كبيرة قد تساعد على مواجهة الايام الصعبة المقبلة.


الديار 19\3\2014

إرسال تعليق

 
Top